بقلم شيوى سو
مع ارتفاع مستوى المعيشة في الصين، بدأ الكثير من المواطنين الصينيين يختارون السياحة خارج البلاد لقضاء عطلة عيد الربيع، وتتحمل وكالات السياحة الصينية مسؤولية عن تذكير السياح بالتصرفات المناسبة خلال الرحلات السياحية خارج البلاد. للوقوف أكثر على هذا الموضوع، زرت أحد مكاتب وكالة السياحة في بكين للتعرف على الخدمات التي تقدمها المصلحة وتوجيهاتها للسياح والتصرفات المناسبة التي يجب عليهم الانتباه إليها.
تعقد وكالة السياحة هذه اجتماعا إرشاديا بحضور السياح قبل سفرهم إلى الخارج. وخلال الاجتماع، قام المرشد السياحي بتقديم عدد من التوجيهات والتعليمات الدقيقة إلى السياح فيما يتعلق بالتصرفات التي ينبغي للسياح الانتباه إليها خلال زياراتهم للدول الأجنبية. وتعد هذه التوجيهات ضرورية جدا، حيث تمكن السياح من تجنب التصرفات غير المقبولة في بعض الدول.
قال تسو شيانغ مرشد سياحي في وكالة تشونغشين السياحية:" خلال الاجتماع نطرح قضية السياحة الحضارية بشكل خاص. بالنسبة إلى معظم السياح، هم يقومون بالسياحة في دولة أو منطقة ما للمرة الأولى، ولا يتعاملون تجاهل للثقافة المحلية عمدا، بل تنقصهم معارف كافية على عادات وتقاليد محلية. وفي هذا الصدد، أعتقد أن تذكيرهم بالتصرفات المناسبة وغير المقبولة في دولة معينة خلال الاجتماع أمر مهم جدا. "
هذا وبعد الاستماع إلى التوجيهات والتعليمات التي قدمتها وكالة السياحة قبل السفر، زاد اهتمام السياح بتصرفاتهم في الدول الأجنبية. حيث أعربت سائحة ستزور أوروبا عن أنها اعتقدت أن الاجتماع مفيد، ومن خلال المشاركة فيه، أدركت أنه يجب الانتباه إلى خفض الأصوات وألا نقذف القاذورات في الأماكن العامة، الالتزام بالصف، وإعطاء الأولوية إلى المسنين والأطفال. كما قالت سائحة شابة إنها دائما ما تتعرف عبر شبكة الإنترنت على العادات المحلية والمحرمات الدينية في الدول التي ستسافر إليها، حتى تدرك الانطباع السلبي عن المواطنين الصينيين في أذهان الأجانب.
على الرغم من التوجيهات قبل السفر، لا يزال من المحتمل أن يقوم السياح ببعض التصرفات غير اللائقة أحيانا. وفي هذه الحال، روى لي تسو شيانغ مرشد سياحي في وكالة تشونغشين السياحية أمرا حقيقيا صادفها، قائلا إن السياح في فوج السياحة الذي كان مسؤولا عنه شاهدوا حفلة موسيقية خارج البلاد ذات مرة، حيث بدأ السياح بالتقاط الصور التذكارية لتسجيل اللحظات الرائعة للعرض، ولكن التصوير كان ممنوعا في تلك الحالة، فذكّرهم أنهم لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون صورة المواطنين الصينيين، فحرصهم على صورة البلاد جعلهم يتخلون عن تصرفاتهم غير اللائقة فورا.
بالإضافة إلى ذلك، تنبه وكالات السياحة السياح إلى تصرفاتهم بشكل خاص خلال السفر إلى الدول الإسلامية والبوذية، حتى تتفق مع القواعد والعادات الدينية فيها. من جانبه، أشار شيوي هونغ جيون مدير قطاع المرشدين السياحيين في وكالة تشونغشين السياحية إلى أنه "عندما نزور الدول الإسلامية ، لا بد أن نذكّر السياح بعدم ارتداء الملابس القصيرة، ونذكّر جميع السياح بعدم تناول الأطعمة أمام المسلمين أثناء الصوم خلال شهر رمضان، وعدم التقاط الصور التي تشمل المسلمات. وعند زيارتنا للدول البوذية مثل تايلاند، لمس بعض السياح رؤوس الأطفال المحليين على أساس الشغوف بهم، دون الإدراك أن هذه التصرفات غير مقبولة هناك. وتولي مصالح السياحة اهتماما بالغا بتدريب وتعريف موظفيها بهذه القواعد الدينية التي تمكّنهم من توجيه وتصحيح التصرفات غير المناسبة للسياح فور وقوعها." الجدير بالذكر أن الإدارة الوطنية الصينية للسياحة وثيقة خاصة في عام 2006 بتوجيه التصرفات اللائقة للسياح الصينيين عند السفر إلى الدول الأجنبية من أجل الارتقاء بالصورة الدولية للمواطنين الصينيين.
ومنذ ذلك الوقت، ظلت تنفذ وكالات السياحة هذه الوثيقة على أرض الواقع خلال عملها. هذا وأضاف شيوي هونغ جيون مدير قطاع المرشدين السياحيين في وكالة تشونغشين السياحية أنه تلبية لهذه الوثيقة التوجيهية، أعدّوا نوعا من الدفاتر الصغيرة التي يوزعونها على السياح الذين يسافرون إلى الدول الأجنبية، حتى يأخذونها أثناء السفر. وفي هذه الدفاتر صور لتوجيه وتذكير السياح بالتصرفات الصحيحة واللائقة بشكل حيوي. كما أعدّوا قائمة قبل السفر بناء على أمور صادفوها خلال العمل. للانتباه إلى التصرفات الحضارية خارج البلاد، وهم يطالبون جميع السياح بقراءة الدفاتر التوجيهية المذكورة أعلاه بجدية، والتوقيع عليها.
هذا ومع تزايد أعداد السياح الصينيين خارج البلاد، وتعدد تجاربهم الفردية أو الجماعية في السفر إلى بلدان أجنبية، تبلور عند الكثير منهم وعي ذاتي فيما يتعلق بالتصرفات اللائقة وتلك غير اللائقة، وبقي أن نذكّر أن السائح سفير بلده أمام العالم .