بكين أول يونيو 2017 ( شينخوانت) في ال31 من مايو، كانت السيدة وانغ شوه تتسوق في محل خاص لبيع ملابس الأطفال، واختارت بدقة هدايا لبنتيها بمناسبة حلول عيد الأطفال العالمي القريب، وهي تتردد في اختيار لون وشكل البستان، "بنتي الكبيرة طبيعتها هادئة فأعتقد أن اللون الأزرق يناسبها، أما بنتي الصغيرة نشيطة جدا، فأفكر في اختيار اللون الأحمر أو اللون الأصفر لها."
ان وانغ شوه البالغة من عمرها 32 عاما والدة لبنتين،وهي موظفة بفندق في مدينة بكين عاصمة الصين. وأطلقت على بنتها الكبيرة تانغ قوه، معنى هذا الاسم في اللغة الصينية "السكر الحلو"، أما بنتها الصغيرة فأطلقت عليها تانغباو، معناه في اللغة الصينية "الفتاة الحلوة"، متمنية لهما حياة سعيدة وحلوة في المستقبل.
أنجبت وانغ شوه البنت الأولى في عام 2013، كانت لم تتصور أنه ستكون لديها بنتا أخرى. وبعد تطبيق الحكومة الصينية سياسة الطفل الثاني عام 2016، كانت وانغ شوه تتردد في إنجاب طفل ثاني أم لا، حيث يناقش جميع أفراد الأسرة حول هذا الأمر. " هل سأشعر بسعادة أكثر بعد مولد طفلنا الثاني؟ سأندم على إنجاب الطفل الثاني؟ هل نقدر على مواجهة الأعباء الاقتصادية والضغوط الإضافية الناجمة عن ضرورية منح المزيد من الوقت والجهد؟"
بعد الجولات العديدة من المناقشة، قررت وانغ شوه وزوجها بإنجاب الطفل الثاني، "لأننا نريد أن يترعرع الطفلان بمرافقة الآخر، ويتعلمان كيفية المشاركة."
وفي بداية عام 2017، أنجبت وانغ شوه طفلها الثاني-النت الجميلة. " بنتي الأولى تشبه زوجي، أما بنتي الثانية تشبهني كثيرا، أنا مسرورة جدا!" بعد إنجاب البنت الثانية، ركز جميع أفراد الأسرة اهتمامهم لرعايتها. وفي إحدى الليالي، وجدت وانغ شوه أن بنتها الكبيرة بكت في غرفتها، لأنها تعتقد أن أمها لم تكن تحبها. ومنذ ذلك الحين، أدركت وانغ شوه أنها أهملت شعور بنتها الأولى بعد إنجابها البنت الثانية. " لم أتصور أن بنتي الأولى ستشعر بالغيرة، أمي ليس لديها خبرة في هذا المجال وكذلك صديقاتي وزميلاتي، ولا أحد يعلمني كيفية مواجهة المشكلة". فطلبت وانغ شوه المساعدة من الكتب، وقرأت العديد من الكتب المتخصصة في مجال العلوم النفسية للأطفال، وفهمت أنه من الطبيعي أن يزداد الضغط على المرأة التي أنجبت مولودا ثانيا، فمسؤوليتها تتضاعف وتتعقد، ويبدأ الطفل الأول بالشعور الغيرة جراء تركيز اهتمام والدته على المولود الجديد.
وبعد مرور الأيام، وجدت وانغ شوه الطرق التي تساهم في محاربة الغيرة طمأنة الولد الأول. وقالت " علي أن أكون شفافة مع بنتي الأولى، وأن أذكرها أنني أحبها، وعندما أبعدها وأهتم بهذا الأخير، تزداد غيرتها وتشعر أن هناك أمرا سيئا يحصل، تماما مثلما تخبئ الأم عن ابنها مشواره إلى الطبيب، فتحاول طمأنته مرارا وتكرارا قبل الوصول، وعندما يخاف أكثر ويتساءل عن سبب تغير تصرفات أمه تجاهه." وأضافت قائلة" أنا أشرح لبنتي الكبيرة بطريقة بسيطة ومشجعة أنها أصبحت أختا الآن، وتبسيط الأمور هو الأساس في هذه المسألة."
قالت وانغ شوه إنه رغم أنها توجد العديد من المشاكل التي لم تتوقعها قبل إنجابها الطفل الثاني، لكنها تشعر بالسعادة المزدوجة وأصبحت والدة ذكية وناضجة خلال تربية بينتيها. وتابعت قائلة" تسوقتُ في هذا المحل لساعتين، لكنني لم أقرر ماذا سوف أشتريه لهما بمناسبة حلول عيد الأطفال. إذا اشتريت بستانين مختلفين لهما، أخاف من أن تشعر بنتي الكبيرة بالغيرة. لكن طبيعتهما مختلفة، بنتي الكبيرة هادئة، تحب اللون الأزرق، أما بنتي الصغيرة، فهي نشيطة جدا، وأعتقد أن اللون الأحمر أو اللون الأصفر يناسبها."
في كل نهاية أسبوع، أخذت وانغ شوه وزوجها بنتيهما إلى الحديقة للتمتع بجمال الطبيعة. وفي الأيام الأخيرة، وجدت وانغ شوه أن بنتها الكبيرة دائما تساعدها على رعاية أختها الصغيرة، وتلعب معها بسرور، والتمتع معهابالمأكولات اللذيذة، وتساعدها على لبس قبعة حينما أصبحت أشعة الشمس قوية. وتشعر وانغ شوه بغاية البهجة والسعادة، " إن إنجاب طفل ثان يحضر السعادة المزدوجة بينما يأتي أيضا بكثير من المشاكل في الحياة، لكنني لن أندم في إنجاب بنتي الثانية. وخلال مسيرة ترعرعهما، ستدرسان المشاركة، وتحبان بعضهما البعض، هذا هو ما نتمناه أنا وزوجي."
يذكر أن الصين تبنت سياسة الطفل الثاني منذ مطلع العام الماضي والتي تشجع جميع الأزواج على إنجاب الطفل الثاني.وأشارت أرقام صادرة عن اللجنة الوطنية للصحة وتخطيط الأسرة الى أن عدد المولودين الجدد في الصين بلغ 18.7 مليون بالعام المنصرم, بزيادة11 بالمائة عما كان عليه في عام 2015 وقرابة 45 بالمائة للطفل الثاني.