بكين 14يونيو 2017 ( شينخوانت) يسكن في الصين حاليا أكثر من 20 مليون مسلم، وهم ينتشرون في كل أنحاء البلاد. وبنت الحكومة الصينية العديد من المساجد للمسلمين لتسهيلهم في أداء الصلاة ودراسة المعلومات الدينية. وبحلول شهر الرمضان المبارك، ندعوكم إلى الجولة للمساجد المشهورة في الصين.
مسجد هوايشينغ في مدينة قوانغشو
عندما كانت التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين وبلاد العرب في أوج ازدهارها في عهد أسرة تانغ، توارد عدد كبير من التجار العرب إلى مدينة قوانغتشو، وهي إحدى المدن الساحلية في الصين وأبرز موانئهامرورا بالخليج العربي وخليج البنغال ومضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي وكان من ضمنهم جماعة استوطنوا هذه المدينة فبنوا فيها مساجد لأداء الصلاة ومعالجة شؤونهم المتعلقة بالدين والعبادات. ويعتقد بأن مسجد هوايشينغ هو من المساجد التي تم بناؤها على أيدي الجاليات العربية الإسلامية آنذاك.
ويقع مسجد هوايشينغ في مدينة قوانغتشو جنوب الصين، وهو يعتبر من أقدم المساجد في تاريخ الصين، حيث تم بناؤه في عام 626م. وتتميز خصائصه المعمارية بالخصائص المعمارية العربية التقليدية، ويبلغ إجمالي مساحته 1553 مترا مربعا. أنه شاهد عيان على عراقة التبادلات الثقافية بين الصين وبلاد العرب، كما أنه يرمز إلى أن مجرى الصداقة بين شعب الصين وشعوب العالم الإسلامي مازال يتدفق بزخم شأنه شأن نهر اللؤلؤ تماما.
مسجد العنقاء بمدينة هانغتشو
ان مدينة هانغتشو مدينة جميلة المناظر وغنية بالثروات. وقد كانت عاصمة الصين في عهد أسرة سونغ الجنوبية، كما كانت ميناء تجريا دوليا هاما في تاريخ الصين. ويقع مسجد العنقاء في مدينة هانغتشو شرقي الصين.فقد سمى "مسجد العنقاء" أيضا لأن بناءه يشبه العنقاء الناشر جناحيها. وقيل إن بوابة المسجد وبرج مشاهدة الهلال القائم عليها، يشبه رأس العنقاء، وان الممر المؤدي من البوابة الى الداخل يشبه عنقها، وان صفين من الأشجار السامقة على يمين المسجد ويساره يبدوان وكأنهما جناحان لها، وان المباني المتوزعة في قلب المسجد تشبه بدنها، وان دغلة من البامبو خلف قاعة الصلاة تشبه ذيلها. تم بناء المسجد في أسرة تانغ الملكية.يبلغ إجمالي مساحة المسجد حوالي 2600 متر مربع، وتتمتع خصائصه المعمارية بالخصائص المعمارية التقليدية الصينية.. ودخل هذا المسجد العريق في قائمة أهم الآثار المحمية على نطاق البلاد. والآن، يعتبر مسجد العنقاء مركزا للثقافة الإسلامية ومنظرا سياحيا مشهورا في مدينة هانغتشو، ويجذب العديد من المسلمين الصينيين والأجانب لأداء الصلاة فيه، ويتوجه إليه كل سنة الكثير من السياح المحليين والأجانب لزيارته.
مسجد نيوجيه ببكين
مسجد نيوجيه من أقدم المساجد في شمالي الصين. وقد بني في عام996م.تبلغ مساحة هذا المسجد أكثر من 6000مترمربع. ومع ان مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلا وتوزعا إلا أنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز. القبة جميلة الصنع، صينية التصميم، رائعة الزركشة من الداخل والخارج، تعكس فخامة إمبراطورية وروعة فنية لا يمكن أن تخطئها العين المدققة.
يقع مسجد نيوجيه في شارع نيوجيه (شارع البقر) الذي يعتبر من أحد الشوارع في بكين التي يسكن فيه المسلمون. من المعروف أنه يعيش في بكين العاصمة الصينية عدد كبير من المسلمين من مختلف القوميات، فهناك عدة المجمعات السكنية المسلمة المنتشرة في أنحاء المدينة، بما في ذلك شارع نيوجيه الذي يعتبر أكبر وأشهر مجمع إسلامي ببكين، نقع في وسط حي شيوانوو بجنوبي مدينة بكين. ويعتبر شارع نيوجيه أيضا شارع الوئام الديني والتعايش بين أبناء القوميات المختلفة جيلا بعد جيل بمودة وبصورة متناغمة. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، قامت الحكومة الصينية بترميم مسجد نيوجيه وشارع نيوجيه مرات عديدة، مما أصبح المسجد الآن مكانا دينيا مشهورا في بكين، يجذب الكثير من المسلمين لأداء الصلاة فيه، ويتوجه إليه كل سنة الكثير من المسلمين الأجانب لزيارته، صار نافذة لعرض الثقافة الإسلامية في الصين.وكان شارع نيوجيه ضيقا جدا لم يصلح لعبور المشاة والدراجات في الماضي،وشهد تغيرا كبيرا بعد عملية تجديد بنائه التي قامت بها الحكومة الصينية. أصبح في الوقت الحاضر شارعا تجاريا مشهورا تجمع فيه الكثير من المحلات لبيع الأطعمة الإسلامية، والمطاعم الإسلامية الفاخرة، وسوبرماركت كبيرة، ومدرسة إبتدائية وروضة أطفال خاصة لأبناء قومية هوي المسلمة.
مسجد هواجيويه بمدينة شيآن
تقع مدينة شيآن في شمال غربي الصين. كانت مدينة شيآن عاصمة الصين في عهد أسرة تانغ. وتعد هذه المدينة بداية طريق الحرير القديم. ونظرا إلى أن الصين والدول العربية قد حافظت على علاقات حسن الجوار، وكانت شيآن مقصد أعداد كبيرة من العرب الذين توجهوا إلى الصين للتجارة أو للاستيطان. يقع مسجد هواجيويه في مدينة شيآن.
ويرجع تاريخه إلى قدم التاريخ، وتم بناؤه في عام 742م من أسرة تانغ الملكية. وبني المسجد على شكل مستطيل، وتبلغ مساحته أكثر من 4000 متر مربع، وهو يشبه القصر الإمبراطوري الصيني بضخامة بنائه وروعة هندسته، ولم يعد من أكبر المساجد في الصين فحسب، بل يعد من كنوز الفن المعماري الصيني. يتكون المسجد من أربع دور متراصة، تتوزع فيها أربع وثمانون غرفة من المباني الرئيسية والإضافية توزعًا متناسقًا، مما يشكل مجموعة كاملة من البنايات.
بفضل ضخامة مباني مسجد هواجيويه وكثرة آثاره التاريخية فقد أدرج ضمن قائمة أهم الآثار المحمية على نطاق البلاد، كما أصبح مزارا هاما يرتاده السائحون الذين يقصدون شيآن للمرة الأولى. بعد أن قامت الصين بتطبيق سياسة الانفتاح على الخارج، تواردت إلى مسجد هواجيويه جماعات من الضيوف الأجانب الذين يظهرون إعجابهم الشديد به، وكان من بينهم رؤساء دول وحكومات وموظفون كبار كثيرون.
