جانب من معرض "الفرعون والإمبراطور: حضارتي مصر القديمة وعهد هان الملكية الصينية"
بكين 17 أغسطس 2017 (شينخوانت) تم إدراج معرض "الفرعون والإمبراطور : حضارتي مصر القديمة وعهد هان الملكية الصينية" (202ق م - 8م) ضمن قائمة المعارض العشرة الممتازة بالمتاحف الصينية في 2016، حيث عرضت 140 قطعة أثرية مكتشفة من مقبرة الملك في جيانغدو بعهد هان الملكية مع أكثر من 100 قطعة أثرية من مصر القديمة المحفوظة في متحف انتاريو الكندي.
وهذا المرة الأولى التي يقام فيها متحف نانجينغ في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، ورغم أن المعرض غير مجاني الدخول إلا أن عدد الزوار تجاوز 310 ألاف شخص.
من جانبه قال قونغ ليانغ رئيس متحف نانجينغ عند الحديث عما جعله يفكر في إطلاق معرض يدمج حضارتي مصر وهان القديمتين, قال إن هذه الفكرة انبثقت من تجربته لزيارة متحف انتاريو الكندي قبل سنوات.
وتابع قونغ أن آثار مصر القديمة من أكثر الحضارات عظمة ومن أكثر الفنون جاذبية.
وعلى الرغم من وجود مسافات جغرافية بعيدة إلا أن هناك تشابها بين الحضارتين في الفكر والخلود بعد الوفاة حيث ارتكز هذا المعرض على إظهار التشابه والاختلاف بين الحضارتين في جوانب المواد والثقافة والروح من متخلف زوايا المنظر.
جانب من معرض "الفرعون والإمبراطور: حضارتي مصر القديمة وعهد هان الملكية الصينية"
واتسم المعرض بإظهار الموضوعات المماثلة بين الحضارتين مثل المومياء الفرعونية المصرية القديمة مقابل ملابس اليشم ذات الخطوط الذهبية المكتشفة في مقبرة الارستقراطيين , والرسوم الجدارية لاستعاد وعى صاحب المومياء وإحيائه مقابل رسم يعكس رفع الأموات إلى السماء ليصبحوا خالدين في عهد هان وكذلك القطع الأثرية عن أشكال الأسلحة والدواجن والحبوب والحلي.
وأشارت هذه التحف الأثرية إلى وجود فهم مماثل بين الحضارتين في الآراء حول الموت, ألا وهو "النظر إلى الموت كالحياة" والتطلع إلى الخلود واستعادة الروح.
وقال قونغ أنه على الرغم من أن مصر والصين تنتميان إلى أنظمة حضارية مختلفة، إذ كان الفراعنة والأمراء الإقطاعيون يختلفون في العصر وعادات الدفن وأنماط التعمير وتزيين الرسوم, بيد أن الحضارتين تتشابهان في مفهوم القبر الضخم والاهتمام بالحياة بعد الموت والتطلع إلى خلود الجثث والرغبة في مرافقة الناس والأشياء حتى بعد الموت, مضيفا أنه من شأن تشابه الحضارتين إلى مثل هذا الحد الكبير رواية قصة للمقارنة بين الحضارتين القديمتين.
جانب من معرض "الفرعون والإمبراطور: حضارتي مصر القديمة وعهد هان الملكية الصينية"
وأقيم على هامش المعرض سلسلة من فعاليات التثقيف بما فيها المحاضرات والندوات الشبابية والزيارات الثقافية بحضور خبراء التاريخ وعلم المتاحف.
وجذبت سلسلة من المعارض تتعلق بحضارات مصر القديمة أقيمت في أنحاء الصين مؤخرا أنظار السكان المحليين. واستقبل متحف أطلال "جينشا" الأثرية في مدينة تشنغدو 700 ألف زائر خلال "مهرجان الشمس" الذي أقيم في فبراير الماضي، وذلك بمناسبة إقامة معرض تحت عنوان "مصر القديمة: عالم الفرعونية والآلهة" في المتحف.
وقال وانغ يي رئيس متحف أطلال "جينشا" الأثرية في مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين إنه وعلى الرغم من وجود مسافات زمنية طويلة وجغرافية بعيدة بين حضارتي "شو" الصينية ومصر القديمتين، إلا أنهما تتشاركان في الإيمان بالشمس والذهب، مضيفا بأن الزوار لمسوا بأنفسهم تشابه الحضارتين.
أما مهرجان الشمس فإنه يجعل الزوار يتمتعون بروعة معالم الثقافة عن طريق العروض الفنية والمناظر التمثيلية.
ويعتبر موقع أطلال "جينشا" الأثرية أول اكتشاف مهم جدا للآثار في القرن الـ21 في الصين يمتد على مساحة قرابة 5 كيلومترات مربعة وهي أطلال عاصمة بلدة "شو" القديمة في مقاطعة سيتشوان حاليا خلال حقبة تتراوح بين القرن الـ12 قبل الميلاد والقرن السابع قبل الميلاد .
ويعد موقع أطلال "جينشا" أحد أكثر مواقع اكتشاف العاج القديم في نفس العصر في العالم من حيث حدة التركيز، إضافة لكونه أحد أكثر مواقع اكتشاف مصنوعات حجر اليشم والذهب في نفس العصر في الصين.
وتدفق الزوار إلى مهرجان الشمس لمشاهدة معرض الآثار المصرية القديمة ومجموعة من المصابيح الملونة على شكل الأهرام وقناع توت عنخ أمون وواحات الصحراء والعروض الفنية تحت موضوعات الفراعنة وكليوباترا.
من جانب آخر, تعرض حاليا ستة مومياءات يحفظها المتحف البريطاني في متحف هونغ كونغ للعلوم. ما يمكن المواطنين الصينيين والمقيمين الأجانب من التعرف عليها عن طريق تقنية المسح الضوئي المتقدم للكمبيوتر والقراءة عن الحضارات المصرية القديمة.
ويقام المعرض تحت عنوان "أسطورة خالدة: قراءة في الحضارات المصرية القديمة" خلال الفترة ما بين 2 يوليو و18 أكتوبر والذي يضم 6 مومياءات يعود تاريخها إلى ما قبل أكثر من 1800 إلى 3000 سنة إلى جانب 200 قطعة أثرية.