
بكين 29 أغسطس 2017 (شينخوانت) في الأيام الأخيرة، أثار المسلسل التلفزيوني الصيني باسم"النصف الأول لحياتي" نقاشا واسع النطاق في المجتمع الصيني. تطرق هذا المسلسل إلى موضوع الزواج والحب بين الأشخاص متوسطي العمر، حيث روى قصة أن الحياة لربة البيت واسمها لوه تسيه جون تعود إلى نقطة البداية بعد طلاقها من زوجها تشن جون شينغ. وقبل ذلك، ظلت تتمتع بحياة سهلة ومريحة، غير أنها تورطت إلى المأزق بعد الطلاق. وبفضل المساعدة من قبل صديقتها واسمها تانغ جينغ وحبيب صديقتها، أدركت المشاكل والنواقص في نفسها، وتغلبت على الصعوبات والمشقات، وبدأت تعمل وحققت التطور الذاتي ووجدت قيمتها من جديد، حتى فتحت النصف الثاني لحياتها الجديدة.
كان من المحظوظ أن البطلة تزوجت من رجل غني وصارت ربة بيت، وتخلت عن مواصلة العمل ورفضت مواصلة الارتقاء بنفسها، وظلت تعتمد على زوجها اقتصاديا وروحيا تدريجيا، الأمر الذي أدى إلى تدخل امرأة أخرى في زواجها انتهازا لفرصة تعامل الأخيرة مع زوجها في العمل، فتعرضت البطلة للخسر التام في الزواج في نهاية المطاف .في بداية الأمر، اعتقدت البطلة ساذجة أنها ظلت تعيش حياة سعيدة، لكن من غير المحظوظ أن زوجها أحب زميلته وقرر الطلاق منها بعد عشر سنوات من الزواج وعندما دخلت مرحلة المراهقة المتوسطة، الأمر اضطرها إلى مواجهة الحقيقة القاسية.
يتحور المسلسل حول تجارب البطلة في الزواج. وفي عملية سلسلة التغيرات التي طرأت على حال زواجها ومصيرها وفي عملية تطورها في القضية العملية، تقابلت وتصادمت المفاهيم المتنوعة للأشخاص المختلفين المحيطين بها إزاء القيم والزواج والحياة ، ونتجت بشرارات رائعة، مما يجتذب أنظار ومتابعة المشاهدين.
من خلال تجربة البطلة، يحاول هذا المسلسل التلفزيوني إيصالنا تذكيرا، ألا وهو يجب على النساء الحديثات أن يستوعبن الدروس والخبرات من قصص ومعاناة الأخريات مثل بطلة هذا المسلسل، حتى يتأملن في حياتهن من جديد. استعراضا للمسلسل، في بداية الأمر، لبطلة المسلسل وصديقتها نقطة انطلاق مماثلة. لكن البطلة اختارت مساعدة زوجها في الشؤون العائلية وتعليم الطفل في البيت بعد التخرج في الجامعة وتخلت عن العمل تماما بعد الزواج. على العكس، بدأت زميلتها وصديقتها تانغ جينغ تعمل بجد واجتهاد منذ التخرج في الجامعة، وحققت إنجازات عظيمة في العمل وصارت قدوة للنساء الحديثات.
يقال إن العلاقات بين الزوجين بمثابة سير شخصين، اذا سار أحدهما بسرعة، وسار الآخر ببطء، وعندما صارت المسافة بينهما أبعد فأبعد، فبات الحوار بينهما مستحيلا، وليس لديهما موضوع مشترك. تمثِّل بطلة المسلسل كثيرا من النساء في حياتنا الواقعية، على الرغم من أنه ليس لديهن زوج ثري مثل البطلة، ما زلن يخترن التخلي عن العمل مبكرا ويعتبرن العناية بحياة الأسرة كألويتهن الوحيدة. دقت قصة البطلة جرس الإنذار لربات البيوت والنساء الحديثات، لا يجب التخلي عن السعي إلى الأحلام بعد الزواج، ولا يجب بناء السعادة طول الحياة على أساس الآخرين، بل يجب المحافظة على الاستقلال اقتصاديا وروحيا وبذل أقصى الجهود في سبيل التقدم المستمر لمواكبة خطوات الزوج من جهة وتحقيق قيمهن الذاتية في نفس الوقت.
حتى ولو لم يحب زوجها زميلته، ولو لم يطرح زوجها الطلاق منها، قد تطرأ الأحوال الطارئة الأخرى. على سبيل المثال، اذا تعرض زوجها لخفض رتبة الوظيفة حتى تعرض للبطالة، أو أصيب بمرض شديد، كيف تواجه بطلتنا هذه الأحوال المعقدة؟ هل لديها قدرة على مواجهة التحديات الكبيرة المتمثلة في تربية الأسرة والطفل وحدها؟ هل مستعدة لكسب المال والعيش بنفسها؟
فمهما كنت رجلا أو امرأة، يجب عليك أن تسعى إلى تطوير قدرتك بشكل مستمر، لا يمكن المحافظة على سعادة ودأب الزواج إلا تتقدم مستمرا وتعمل على صيرورة أحسن نفسك. إن الكفاح السوي بين الزوجين لسعادة الأسرة والحياة، هو يعد لب وجوهر نجاح الزواج.









