بكين 6 اكتوبر 2017 ( شينخوا ) مع انعقاد المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني خلال حوالي أسبوعين ، يبدو الوقت ملائما ً للعودة إلى الوراء وبحث كيفية تفاعل الصين مع العالم خلال السنوات الخمس الماضية،والتنبؤ أيضاً بما ستحققه السياسة الخارجية خلال السنوات الخمس القادمة .
يُذكر أن جملة " بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية " أُدرجت في تقرير المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني عام 2012 . وبعد خمسة أعوام أصبح هذا المصطلح خطة ملموسة باتجاه واضح واستحسان واسع النطاق .
وقد برزت مصطلحات العولمة وتعدد الأقطاب والتنوع الثقافى والاعتماد المتبادل والثورة العلمية والصناعية، كمصطلحات أساسية في وصف هذا العالم .
وفي نفس الوقت،فإن شعوب العالم وجدت نفسها في حقبة متعددة التحديات : فالنمو العالمي بطيء وضعيف،وأثر الأزمة المالية الأخيرة مستمر مثل السحاب الذي لا يغادر الأفق،والمناخ يتغير بطرق لا يمكن توقعها،والفجوات التنموية تزاد اتساعاً . ولا تزال عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة حاضرة . والأرهاب وأزمات اللاجئين تتزايد وتنتشر.
وفي مواجهة هذه الخلفية فإن العالم المنفتح والشامل والنظيف والقائم على السلام الدائم والأمن المشترك والرخاء ، والذي وضع الرئيس شى جين بينغ تصورا ً له، يمثل منارة أمل لكل الذين يعتقدون بأن المستقبل المشترك هو المستقبل الوحيد .
وما الذي عادت به سياسات المواجهة والتحالفات ضيقة الأفق على العالم ؟ إن الوقت قد حان لبلدان العالم لصياغة شراكات ترتكز على التفاهم والحوار والاحترام .
وإذا لم تحترم كل بلد من القوى الكبرى المصالح الرئيسية والشواغل الكبرى الخاصة بالبلدان الأخرى، وإذا لم تتعلم القوى الكبرى السيطرة على خلافاته، فإنها لن تقادر على بناء نمط جديد من العلاقات التي تتسم بالتعاون بدلاً من المواجهة، والاحترام قبل التنافس،والمصلحة المشتركة قبل الاستحواذ والجشع .
إن أياً من هذه الأشياء لن يتحقق، مثل ما أخبر شي العالم في يناير من جنيف، حتى " تعامل الدول الكبرى الدول الصغرى على قدم المساواة،بدلاً من التصرف كقوى مهيمنة تفرض إرادتها على الآخرين " .
وتدعم الصين قواعد منظمة التجارة العالمية .وتؤيد الصين قيام تجارة مفتوحة وشفافة وشاملة وغير تمييزية . والصين الآن هي بطلة الاقتصاد العالمي المنفتح، لأن الحمائية والانعزالية، وكما ذكر الرئيس شي في مناسبات كثير، لن تحققا المنفعة لأي طرف.
وتعد اتفاقية باريس الحصن الأقوى في مواجهة تغير المناخ . وتتفهم الصين تعهداتها، وتلتزم بالنضال لإنقاذ الكوكب، كما تدعو الصين دولاً أخرى للانضمام إلى القضية بنفس الحماس والقيام بما تقوم به الصين .
وفي شهر فبراير الماضي،تم إدارج مصطلح مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، في قرار للأمم المتحدة، للمرة الأولى . ومن أجل بناء مثل هذا المستقبل،فإن العولمة الاقتصادية يجب أن تكون منفتحة و شاملة ومتوازنة وتحقق المنفعة للجميع . ومن أجل تحقيق هذا الهدف،فإن طموح الرئيس شي الذي أعلنه هو " جعل الكعكة أكبر وتقاسمها بعدل، لضمان تحقيق العدل والمساواة ".
تجدر الإشارة إلى أن قمة مجموعة العشرين التى عقدت في هانغتشو في سبتمبر الماضي، تبنت (خطة عامة للنمو الابتكاري) ووضعت التنمية في قلب السياسة الكلية العالمية للمرة الأولى، كما صاغت القمة خطة عمل .
وبغرض بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، طرح الرئيس شي مبادرة الحزام والطريق . وأكثر من مئة دولة ومنظمة دولية تدعم خطة المبادرة، وعدد كبير من أوائل المشروعات التي أقيمت في إطار المبادرة،صنعت بالفعل فوارق في حياة الأفراد العاديين.
إن النمو والتنمية الشاملين يتطلبان بنية أساسية أفضل للجميع. ويوفر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية،على سبيل المثال، المزيد من الفوائد العامة للمجتمع الدولي .
وبانعقاد المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني، وفي القوت الذي يفكر فيه العالم في الاحتمالات الخاصة بالسياسة الخارجية للصين خلال السنوات الخمسة القادمة - فهناك شيء واحد مؤكد .
هذا الشيء هو أن مباديء السلام والتنمية والشراكة والتعددية -- في إطار فكرة مجتمع مستقبل مشترك للإنسانية، التي اقترحها ودعمها الرئيس شي خلال السنوات الخمس الماضية -- سوف تستمر في كونها منارة يهتدي بها العالم .