الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
مقالة خاصة: الحلم الصيني مستمر ... رغم محاولات المشككين لذر الرماد في العيون
                 arabic.news.cn | 2017-11-29 09:10:53

 

بقلم غزوان بريك

بكين 29 نوفمبر 2017 (شينخوانت) لا تزال الكثير من الدول والمناطق في العالم تعيش على وقع الحروب والاضطرابات التي تعصف بمجتمعاتها، مُخلّفة وراءها عواقب وخيمة وآثارا كارثية لا تقتصر على حدودها فقط ، وإنما تتعداها لتطال الصعيدين الإقليمي والدولي.

لا شك في أن لتشابك المصالح الدولية وتزايد المخاوف وبواعث الشك بين مختلف الدول، دور كبير في تأجيج ما يُسمى بـ "الفوضى الخلاقة " التي صنعها وكرّسها الغرب، ودأب على إذكاء سعيرها ظناً منه بأنها ستفضي في النهاية لفتح عصر جديد من الاستقرار يقوم على أرضية أكثر ملاءمة وتماهيا مع قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة "المزعومة " بحسب رؤيته المشوهة، متناسيا أو متجاهلا عن عمد؛ حقيقة أن الفوضى لن تنتج إلا نسخا أكثر تشويها وضررا للعالم بأسره، وأن من يضرم النيران سيكتوي بلهيبها إن عاجلا أم آجلا .

إن اقتناع الغرب ومن يسير في فلكه بتلك النظرة القاصرة، دفع كثيرا من الدول للجنوح نحو انتهاج سياسة إثارة الفتن والاضطرابات، والتدخل الظاهر والخفي في شؤون بعضها الداخلية، لضمان أمنها واستقرارها. وبالطبع؛ دون نسيان ضمان استمرار الهيمنة والسيطرة على موارد الشعوب المستضعفة أو المنافسة بطرق تبدأ من فرض الاتفاقيات "المجحفة" مرورا بالتدخلات السافرة، ووصولا لاستخدام العنف والقوة العسكرية تحت ذرائع الإرهاب أو تهديد الأمن العالمي.

الأمن؛ ليس مجرد كلمة تُقال، ولا شعارا أجوف يُرفع وحسب. فالأمن هو إحساس وواقع ملموس يميزه الاستقرار والعيش بتناغم وسلام على المستويين الفردي والجماعي . إلا أن دولا كثيرة اعتادت مبدأ "التنافس" لتحقيق التفوق والتميز، وأقحمت ذلك في عقول شعوبها مقرونا بأسس "ميكافيلية" لتبرير وسيلة الوصول للغاية، فانطلقت حملة "تنافس سلبي" مسعورة لا يزال العالم بأسره يحصد نتائجها حتى اليوم.

في المقابل؛ وعلى الضفة الأخرى من العالم، هناك من ظل متمسكا بطرح فكر آخر ونظرية أفضل للسلام العالمي المستدام ومستقبل أكثر أمنا للبشرية جمعاء، يتلخص بـ "التشارك".

مستمدة قوتها واستقرارها وأمنها من عظمة إنجازاتها قديما وحديثا، ورغم ما عايشته من آلام وكوارث طبيعية وبشرية، بقيت الأمة الصينية متمسكة بـ "التشارك" مبدأ بسيطا وفعالا، وربما؛ يمكن اعتباره أحد أسباب سطوع نجمها في العقود الأخيرة، فـ "التشارك" يخدم الجميع، وهو نقيض "التنافس" تماما .

ما إن تأسست جمهورية الصين الشعبية حتى بدأت مسيرة عظيمة ثانية للنهوض بواقعها والسير بشعبها نحو تحقيق حلم الأمة العظيم. وها هي اليوم بعد نحو أربعة عقود من الإصلاح والانفتاح تواصل تحقيق المعجزات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة، مقارنة بقرون احتاجها الغرب لتحقيق نهضته الحديثة فهل جاءت كل تلك الإنجازات والنهضة من فراغ ؟ أم وفقا لقيادة واعية وتخطيط دقيق وإرادة شعبية جارفة؟

ركزت الصين بقيادة الحزب الشيوعي على إرساء أسس الأمن والعدالة، والبدء بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي لجميع أبناء البلاد التي تضم عشرات القوميات والمجموعات العرقية، وبدأت حصاد ثمار النجاحات والاختراقات والمعجزات حتى اليوم.

فاقتصاديا؛ وبعد عقود من التنمية الشاملة لجميع القطاعات ، ثبتت الصين مكانتها كثاني أكبر اقتصاد عالمي، وبدأت عملية إصلاح هيكلية لاقتصادها ليكون أكثر صلابة واستدامة، وخلقت محركات نمو اقتصادية جديدة، ما أسهم بشكل ملحوظ برفع مستويات معيشة الشعب، وزادت دعم مشاريع الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، ودفعت قوة الإبداع والابتكار والتكنولوجيا والعلوم إلخ... لتسهم في تقديم خدمات جليلة لشعبها والعالم كله في مجالات كالتجارة والتسوق والدفع الإلكتروني وخدمات الشحن الفريدة والقطارات الفائقة السرعة والدراجات التشاركية ومجالات الذكاء الاصطناعي والابتكارات العلمية والتكنولوجية وإنعاش ودعم الاستدامة البيئية داخليا وخارجيا، والقائمة تطول.

فهل تأتت كل النجاحات الباهرة تلك نتيجة التنافس والصراع ، أم بسبب التعاون المنسق والمتبادل والفوز المشترك؟. سؤال برسم المشككين.

أما اجتماعيا ، فيكفي الصين فخرا انتشالها نحو 700 مليون صيني من براثن الفقر في فترة زمنية قصيرة نسبيا، من خلال الدعم الحكومي الهائل لمشاريع الإعمار والإسكان وتوفير فرص العمل التي تناسب ظروف الجميع أينما وجدوا سواء في المناطق الزراعية أو الرعوية ، أو أولئك القاطنين في المناطق النائية أو أعالي الجبال، كما ركزت على رفع مستويات الخدمات التعليمية والصحية والضمان الاجتماعي ، ونجحت بشكل لافت في تقليص حجم الفجوة بين الحضر والريف، وبين الشرائح الاجتماعية المختلفة، فاستمرت المسيرة الطويلة في طريقها وقطعت شوطا كبيرا نحو قرب تحقيق الحلم.

فهل شهد التاريخ نجاحا في انتشال هذا العدد الهائل من الفقراء من براثن الفقر مثل ما حققته الصين؟؟

ليس خافيا أن عقود التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلفت وراءها آثارا سلبية على البيئة وألقت بظلال على فرط استغلال الموارد والثروات الطبيعية في البلاد . إلا أن الصين لم تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك، فبدأت العمل بجدية كبيرة على معالجة مواطن الخلل من خلال تقليل حجم الانبعاثات الملوثة ومكافحة مصادر التلوث الناتجة عن عمليات التصنيع والتعدين واستغلال الموارد المفرط، ودعمت الانتقال التدريجي نحو مصادر طاقة نظيفة وخضراء وترقية الصناعات الملوثة وزيادة المساحات الخضراء والغطاء الغابي والنباتي، وحققت إنجازات هامة بإشادات واعترافات دولية في مكافحة التصحر، معترفة في الوقت نفسه ( بخلاف الكثير من الدول الأخرى) بأن الطريق ما يزال طويلا لمعالجة المشاكل البيئية والوصول إلى بيئة سليمة ومستدامة، وتؤكد إصرارها والتزامها بتحمل مسؤولياتها تجاه العالم.

وفيما تستمر الحروب والاضطرابات في مختلف أنحاء العالم، ويضرب الإرهاب أصغر الدول وأكبرها بين الحين والآخر، فإن الصين لا تزال من بين أكثر الدول أمانا واستقرارا على المستوى العالمي، فحتى الدول المتقدمة التي تتشدق بالديمقراطية والحرية والمساواة، وتستمر في تسويق نفسها كنموذج وردي يمثل سقف طموحات البشرية، إلا أنها لا تزال تعايش بين الحين والآخر ضربات إرهابية مؤلمة، وحوادث قتل فردية وجماعية على أسس عنصرية ودينية وعرقية رغم تشابه نسيجها الاجتماعي وخلفياتها الثقافية والدينية، بخلاف الصين التي تضم عشرات القوميات والمجموعات العرقية وعددا من المعتقدات والمذاهب الدينية، حيث يعيش الصينيون جميعا تحت سقف نظام وسلطة واحدة تتمثل بالقانون، وتحت عباءة وطن واحد يحتضن الجميع، ولا يميز بين أبنائه أو يرفع أحدهم فوق الآخر بغير العمل والجد والإخلاص .

فهل مستوى الأمن والأمان المرتفع في الصين جاء نتيجة تغول السلطة على شعبها؟. أو نتيجة تطاول الصين وتدخلها في شؤون الآخرين؟ . أو سلب ثرواتهم ومواردهم ؟. أم أن كل تلك الأقاويل والاتهامات لا تعدو كونها مجرد حلقات متسلسلة من محاولات المشككين والمتوجسين من نهوض الصين الذين لم يملوا من مواصلة تلفيق الاتهامات للتقليل من عظمة النموذج التنموي الصيني، والاستمرار في ذرّ الرماد في العيون !!.

وحده من ينظر بعين العقل والمنطق، ويقرأ بلغة الحقائق والأرقام ، يعرف بأن الصين تسعى للنهوض بواقعها وإعلاء شأنها وتأثيرها بشكل إنساني وحضاري تماما كما تفعل بقية دول وشعوب العالم، وأن ما تعرضه من مبادرات السلام والتنمية والفوز المشترك ليس لـ "بناء حديقة خلفية لها" أو لـ " لتعزف بشكل منفرد " كما يحاول البعض تصويره.

وبغض النظر عن كل ما قيل وسيقال، فإن الصين ستمضي في طريق تحقيق نهضتها وحلمها الكبير، دون أن تغلق الباب في وجه من يسعى للاستفادة من خبراتها ومشاركتها نتائج الفوز المشترك. وستعبر النهر متلمسة جميع الحصى والعوائق الممكنة نحو وجهتها وهدفها، مدعومة بحكمتها وعزيمة أبنائها.

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

مقالة خاصة: الحلم الصيني مستمر ... رغم محاولات المشككين لذر الرماد في العيون
مقالة خاصة: الحلم الصيني مستمر ... رغم محاولات المشككين لذر الرماد في العيون
تقرير اخباري: رئيس مجلس الدولة الصيني يقترح خمس مبادرات لدفع التعاون مع دول وسط وشرق أوروبا
تقرير اخباري: رئيس مجلس الدولة الصيني يقترح خمس مبادرات لدفع التعاون مع دول وسط وشرق أوروبا
إنقاذ 7 أشخاص واستمرار محاصرة 5 أشخاص  فى سفينة غارقة فى جنوب الصين
إنقاذ 7 أشخاص واستمرار محاصرة 5 أشخاص فى سفينة غارقة فى جنوب الصين
منتجع سياحي مشهور في الصين
منتجع سياحي مشهور في الصين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

مقالة خاصة: الحلم الصيني مستمر ... رغم محاولات المشككين لذر الرماد في العيون

新华网 | 2017-11-29 09:10:53

 

بقلم غزوان بريك

بكين 29 نوفمبر 2017 (شينخوانت) لا تزال الكثير من الدول والمناطق في العالم تعيش على وقع الحروب والاضطرابات التي تعصف بمجتمعاتها، مُخلّفة وراءها عواقب وخيمة وآثارا كارثية لا تقتصر على حدودها فقط ، وإنما تتعداها لتطال الصعيدين الإقليمي والدولي.

لا شك في أن لتشابك المصالح الدولية وتزايد المخاوف وبواعث الشك بين مختلف الدول، دور كبير في تأجيج ما يُسمى بـ "الفوضى الخلاقة " التي صنعها وكرّسها الغرب، ودأب على إذكاء سعيرها ظناً منه بأنها ستفضي في النهاية لفتح عصر جديد من الاستقرار يقوم على أرضية أكثر ملاءمة وتماهيا مع قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة "المزعومة " بحسب رؤيته المشوهة، متناسيا أو متجاهلا عن عمد؛ حقيقة أن الفوضى لن تنتج إلا نسخا أكثر تشويها وضررا للعالم بأسره، وأن من يضرم النيران سيكتوي بلهيبها إن عاجلا أم آجلا .

إن اقتناع الغرب ومن يسير في فلكه بتلك النظرة القاصرة، دفع كثيرا من الدول للجنوح نحو انتهاج سياسة إثارة الفتن والاضطرابات، والتدخل الظاهر والخفي في شؤون بعضها الداخلية، لضمان أمنها واستقرارها. وبالطبع؛ دون نسيان ضمان استمرار الهيمنة والسيطرة على موارد الشعوب المستضعفة أو المنافسة بطرق تبدأ من فرض الاتفاقيات "المجحفة" مرورا بالتدخلات السافرة، ووصولا لاستخدام العنف والقوة العسكرية تحت ذرائع الإرهاب أو تهديد الأمن العالمي.

الأمن؛ ليس مجرد كلمة تُقال، ولا شعارا أجوف يُرفع وحسب. فالأمن هو إحساس وواقع ملموس يميزه الاستقرار والعيش بتناغم وسلام على المستويين الفردي والجماعي . إلا أن دولا كثيرة اعتادت مبدأ "التنافس" لتحقيق التفوق والتميز، وأقحمت ذلك في عقول شعوبها مقرونا بأسس "ميكافيلية" لتبرير وسيلة الوصول للغاية، فانطلقت حملة "تنافس سلبي" مسعورة لا يزال العالم بأسره يحصد نتائجها حتى اليوم.

في المقابل؛ وعلى الضفة الأخرى من العالم، هناك من ظل متمسكا بطرح فكر آخر ونظرية أفضل للسلام العالمي المستدام ومستقبل أكثر أمنا للبشرية جمعاء، يتلخص بـ "التشارك".

مستمدة قوتها واستقرارها وأمنها من عظمة إنجازاتها قديما وحديثا، ورغم ما عايشته من آلام وكوارث طبيعية وبشرية، بقيت الأمة الصينية متمسكة بـ "التشارك" مبدأ بسيطا وفعالا، وربما؛ يمكن اعتباره أحد أسباب سطوع نجمها في العقود الأخيرة، فـ "التشارك" يخدم الجميع، وهو نقيض "التنافس" تماما .

ما إن تأسست جمهورية الصين الشعبية حتى بدأت مسيرة عظيمة ثانية للنهوض بواقعها والسير بشعبها نحو تحقيق حلم الأمة العظيم. وها هي اليوم بعد نحو أربعة عقود من الإصلاح والانفتاح تواصل تحقيق المعجزات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة، مقارنة بقرون احتاجها الغرب لتحقيق نهضته الحديثة فهل جاءت كل تلك الإنجازات والنهضة من فراغ ؟ أم وفقا لقيادة واعية وتخطيط دقيق وإرادة شعبية جارفة؟

ركزت الصين بقيادة الحزب الشيوعي على إرساء أسس الأمن والعدالة، والبدء بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي لجميع أبناء البلاد التي تضم عشرات القوميات والمجموعات العرقية، وبدأت حصاد ثمار النجاحات والاختراقات والمعجزات حتى اليوم.

فاقتصاديا؛ وبعد عقود من التنمية الشاملة لجميع القطاعات ، ثبتت الصين مكانتها كثاني أكبر اقتصاد عالمي، وبدأت عملية إصلاح هيكلية لاقتصادها ليكون أكثر صلابة واستدامة، وخلقت محركات نمو اقتصادية جديدة، ما أسهم بشكل ملحوظ برفع مستويات معيشة الشعب، وزادت دعم مشاريع الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، ودفعت قوة الإبداع والابتكار والتكنولوجيا والعلوم إلخ... لتسهم في تقديم خدمات جليلة لشعبها والعالم كله في مجالات كالتجارة والتسوق والدفع الإلكتروني وخدمات الشحن الفريدة والقطارات الفائقة السرعة والدراجات التشاركية ومجالات الذكاء الاصطناعي والابتكارات العلمية والتكنولوجية وإنعاش ودعم الاستدامة البيئية داخليا وخارجيا، والقائمة تطول.

فهل تأتت كل النجاحات الباهرة تلك نتيجة التنافس والصراع ، أم بسبب التعاون المنسق والمتبادل والفوز المشترك؟. سؤال برسم المشككين.

أما اجتماعيا ، فيكفي الصين فخرا انتشالها نحو 700 مليون صيني من براثن الفقر في فترة زمنية قصيرة نسبيا، من خلال الدعم الحكومي الهائل لمشاريع الإعمار والإسكان وتوفير فرص العمل التي تناسب ظروف الجميع أينما وجدوا سواء في المناطق الزراعية أو الرعوية ، أو أولئك القاطنين في المناطق النائية أو أعالي الجبال، كما ركزت على رفع مستويات الخدمات التعليمية والصحية والضمان الاجتماعي ، ونجحت بشكل لافت في تقليص حجم الفجوة بين الحضر والريف، وبين الشرائح الاجتماعية المختلفة، فاستمرت المسيرة الطويلة في طريقها وقطعت شوطا كبيرا نحو قرب تحقيق الحلم.

فهل شهد التاريخ نجاحا في انتشال هذا العدد الهائل من الفقراء من براثن الفقر مثل ما حققته الصين؟؟

ليس خافيا أن عقود التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلفت وراءها آثارا سلبية على البيئة وألقت بظلال على فرط استغلال الموارد والثروات الطبيعية في البلاد . إلا أن الصين لم تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك، فبدأت العمل بجدية كبيرة على معالجة مواطن الخلل من خلال تقليل حجم الانبعاثات الملوثة ومكافحة مصادر التلوث الناتجة عن عمليات التصنيع والتعدين واستغلال الموارد المفرط، ودعمت الانتقال التدريجي نحو مصادر طاقة نظيفة وخضراء وترقية الصناعات الملوثة وزيادة المساحات الخضراء والغطاء الغابي والنباتي، وحققت إنجازات هامة بإشادات واعترافات دولية في مكافحة التصحر، معترفة في الوقت نفسه ( بخلاف الكثير من الدول الأخرى) بأن الطريق ما يزال طويلا لمعالجة المشاكل البيئية والوصول إلى بيئة سليمة ومستدامة، وتؤكد إصرارها والتزامها بتحمل مسؤولياتها تجاه العالم.

وفيما تستمر الحروب والاضطرابات في مختلف أنحاء العالم، ويضرب الإرهاب أصغر الدول وأكبرها بين الحين والآخر، فإن الصين لا تزال من بين أكثر الدول أمانا واستقرارا على المستوى العالمي، فحتى الدول المتقدمة التي تتشدق بالديمقراطية والحرية والمساواة، وتستمر في تسويق نفسها كنموذج وردي يمثل سقف طموحات البشرية، إلا أنها لا تزال تعايش بين الحين والآخر ضربات إرهابية مؤلمة، وحوادث قتل فردية وجماعية على أسس عنصرية ودينية وعرقية رغم تشابه نسيجها الاجتماعي وخلفياتها الثقافية والدينية، بخلاف الصين التي تضم عشرات القوميات والمجموعات العرقية وعددا من المعتقدات والمذاهب الدينية، حيث يعيش الصينيون جميعا تحت سقف نظام وسلطة واحدة تتمثل بالقانون، وتحت عباءة وطن واحد يحتضن الجميع، ولا يميز بين أبنائه أو يرفع أحدهم فوق الآخر بغير العمل والجد والإخلاص .

فهل مستوى الأمن والأمان المرتفع في الصين جاء نتيجة تغول السلطة على شعبها؟. أو نتيجة تطاول الصين وتدخلها في شؤون الآخرين؟ . أو سلب ثرواتهم ومواردهم ؟. أم أن كل تلك الأقاويل والاتهامات لا تعدو كونها مجرد حلقات متسلسلة من محاولات المشككين والمتوجسين من نهوض الصين الذين لم يملوا من مواصلة تلفيق الاتهامات للتقليل من عظمة النموذج التنموي الصيني، والاستمرار في ذرّ الرماد في العيون !!.

وحده من ينظر بعين العقل والمنطق، ويقرأ بلغة الحقائق والأرقام ، يعرف بأن الصين تسعى للنهوض بواقعها وإعلاء شأنها وتأثيرها بشكل إنساني وحضاري تماما كما تفعل بقية دول وشعوب العالم، وأن ما تعرضه من مبادرات السلام والتنمية والفوز المشترك ليس لـ "بناء حديقة خلفية لها" أو لـ " لتعزف بشكل منفرد " كما يحاول البعض تصويره.

وبغض النظر عن كل ما قيل وسيقال، فإن الصين ستمضي في طريق تحقيق نهضتها وحلمها الكبير، دون أن تغلق الباب في وجه من يسعى للاستفادة من خبراتها ومشاركتها نتائج الفوز المشترك. وستعبر النهر متلمسة جميع الحصى والعوائق الممكنة نحو وجهتها وهدفها، مدعومة بحكمتها وعزيمة أبنائها.

الصور

010020070790000000000000011101421367868101