بكين 7 ديسمبر 2017 ( شينخوانت) تنتشر الأسواق الشعبية في معظم بلدان العالم إذ ترتبط بذاكرة الأشخاص وذاكرة أجدادهم. ولعل أبرز ما يميز هذه الأسواق هي البضائع النادرة كالمأكولات الشعبية منزلية الصنع في معظم الأحيان.
تقع في زقاق "شون يوان لي" شمال شرقي بكين سوق شعبية تدعى سوق "سان يوان لي"، تعتبر من أكثر الأسواق الشعبية المحببة لدى الأجانب المقيمين في هذه المدينة، يمكنك أن تجد فيها جميع أنواع المأكولات في العالم. على سبيل المثال، يستطيع الإيطالي أن يجد صلصة السباغيتي اللذيذة في هذه السوق، ويمكن للنرويجي أن يشتري في هذه السوق أسماك السلمون الطازج المستوردة من بلده، كما يمكن للعربي أن يشتري الأخباز العربية والفول وغيرها من المأكولات ذات الخصائص العربية في هذه السوق، ولهذا يسميها الأجانب " الأمم المتحدة المصغرة" في زقاق بكين.
وقد تم بناء سوق "سان يوان لي" في أكتوبر عام 1992، ويبلغ إجمالي مساحتها قرابة 1560 مترا مربعا. وكانت هذه السوق الشعبية تهدف إلى تلبية حاجات السكان المحليين، وبعد انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، ازداد عدد الأجانب الذين يدرسون ويشتغلون في بكين، ومن أجل تلبية حاجاتهم اليومية وتقديم خدمة أفضل لهم، قررت حكومة بلدية بكين أن تغير هذه السوق من سوق شعبية محلية إلى سوق دولية.
قالت السيدة لي المسؤولة عن السوق:" بكين لم تكن فقط مدينة تاريخية قديمة وعاصمة للصين فحسب، بل ظلت مدينة كبرى حديثة مزدهرة، بها أماكن كثيرة للشراء والتبضع، من المحلات التجارية المشهورة إلى الأسواق الشعبية الحرة المتنوعة. ومع تعميق الانفتاح في الصين، يزداد عدد الأصدقاء الأجانب الذين يدرسون أو يعملون أو يتزوجون من الصينيين في بكين، ومن ثم هناك مطالب متزايدة لحياتهم اليومية.تقع سوق "سان يوان لي" بحي السفارات الأجنبية، يتسوق فيها دائما كثير من الأجانب بمن فيهم السفراء لدى بكين والموظفون والعاملون في البعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية في الصين. وأصبحت هذه السوق بطاقة مشهورة لمدينة بكين."
أحمد بلال، شاب مصري أتى إلى بكين قبل ثلاث سنوات، يشتغل حاليا في إحدى الشركات السياحية. " قال صاحبي إنه يوجد خبز عربي في هذه السوق، في البداية لم أصدق كلامه. ولكن بعد مجيئي إلى هنا للمرة الأولى، كنت مندهشا بالأنواع المختلفة من الخضار والفواكه واللحوم والمأكولات الأجنبية. الآن، أشتري الخبز والفول واللحوم من هنا كل سبت، إن هذه السوق تجعلني أشعر بأنني أسكن في مسقط رأسي القاهرة."
أماندا، الفتاة التايلاندية الجميلة تعمل مدرسة للغة التايلاندية في إحدى الجامعات ببكين، تتسوق في سوق "سان يوان لي" كل أسبوع لشراء مكونات حساء توم يم غونغ مثل صلصة الكاري، والليمون، والأفوكادو، والجنبرى وغيرها. "أنا مقتنعة بكل ما اشتريته من هنا! والجدير بالذكر أن البائعين في هذه السوق يستطيعون التكلم باللغة الإنجليزية بطلاقة، وهذا يعجبني كثيرا. إن مدينة بكين لا تجذب روحي بتاريخها العريق فحسب، بل إنها تجذب معدتي بطعمها الرائع!"