بكين 9 أبريل 2018 (شينخوانت)" كيف حالك يا ماما؟ هل تم تخفيف الألم في ركبتك؟"
" الحمد الله قد خفف الألم يا ابني."
إن "ماما" هي المريضة تدعى "باي لي شيا" البالغة من العمر 64 عاما، و"الابن" هو الطبيب الشاب يدعى"روزيبوف زامون" الذي جاء من طاجيكستان يواصل دراسة الطب الصيني في مستشفى "دونغ تشي من" ببكين.
يمارس زامون علاج الوخز بالإبر على المريضة لعلاج التهاب ركبتها. وبعد علاج منتظم لثلاثة أسابيع، تشعر السيدة باي الآن بأن ركبتها تحسنت بكثير. ومن أجل التعبير عن شكرها، تأتي لزامون بأطعمة لذيذة مطبوخة بنفسها وتسميه "الأبن". أما في قلب زامون، فإن السيدة باي ليست مريضته فقط، بل انها أمه الصينية أيضا.
زامون هو واحد من مئات الآلاف من الطلاب الأجانب الوافدين لتحقيق طموحهم في الطب الصيني التقليدي. وفي البداية، تعلم زامون عن الصين فقط من خلال الكتب والتلفزيون، وسرعان ما أصبح منغمسا في الثقافة الصينية. "قررتُ الذهاب إلى الصين لدراسة الطب الصيني بعدما علمتُ أنه علم قديم ذو آلاف سنين وجانب هام من الثقافة الصينية".
ونجح زامون في الحصول على منحة دراسية حكومية بعد اجتياز امتحان اللغة الصينية وسافر إلى الصين التي كان يحلم بالمجيء إليها، ذلك ضمن برنامج التبادل الدراسي في إطار مبادرة الحزام والطريق والهادف إلى إحياء طريق الحرير القديم التي تُعد طاجيكستان محطة هامة لها. في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الشباب الطاجيكيين مثل زامون اختاروا الصين للدراسة أو العمل مع ازدياد التبادل الثقافي والتجاري بين البلدين الشقيقين. "في عين الطاجيكيين أن الصين تعني فرصة كبيرة لأنها ثاني أكبر أقتصاد في العالم."
وصل زامون إلى الصين عام 2016 والتحق بجامعة الطب الصيني والعقاقير الصينية ببكين. ويقضي كل يوم مجتهدا في الدراسة حرصا على امتصاص التغذية من علوم الطب الصيني. "لا شك أن الطب الصيني علم عجيب وعميق. وبمجرد إبر صغير، يمكن الطب الصيني علاج بعض الأمراض التي لا يعلاجها الطب الغربي! كما يشمل الطب الصيني جوانب الفلسفة الصينية، مثلا، يدعو إلى تحقيق التوازن بين الجسد والعقل، والتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. واستفدتُ كثيرا من هذا الكنز الثمين. حتى والداي تعلما مني كثيرا من المعارف الصحية الصينية مثل أهمية تناول الأطعمة ذات اللون الأحمر مفيد للقلب، وشرب شاي زهرة الأقحوان الفعال في علاج أمراض العيون".
وعند حديثه عن خطته في المستقبل، قال زامون إنه سيحصل على درجة الماجستير في يوليو العام الجاري، ويعزم أن يستمر في الدراسة حتى درجة الدكتوراه. " عندي طموح لأكون رائدا في تعميم الطب الصيني التقليدي في بلادي طاجكستان وأؤسس عيادة خاصة لخدمة الأبناء المحليين ولتعريفهم بسحر الطب الصيني. ان الطب الصيني ليس طبا يعلاج آلام الجسم بل طبا ينشر بذور الحب والصداقة في القلوب، ويعلم الناس كيفية تنظيم أجسادهم وكيفية التعايش مع البيئة والطبيعة. والطب الصيني ثروة للإنسان كله وأنا فخور جدا بخياري وطموحي".









