ملامح من حياة طباخ هندي في بكين

2018-05-23 14:40:46|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 23 مايو 2018 (شينخوانت) مع ارتفاع مستوى معيشة الشعب الصيني باستمرار، يزداد اهتمام الناس بسلامة الأغذية. وتوجد في بكين منظمة لفلاحين يدعون إلى الزراعة الخضراء والصديقة للبيئة وإنتاج أطعمة خالية من المواد الحافظة والإضافات، حيث ينظمون سوق الأحد كل أسبوع لبيع الخضروات والفواكه الطازجة والأطعمة المصنوعة يدويا. ومن بين البائعين، يوجد وجه أجنبي، يتكلم اللغة الصينية بطلاقة ويبتسم أمام المستهلكين دائما، وهو الشاب الهندي جون باري.

ولد جون باري في عائلة طباخ، وكان والده طباخا يعمل في إحدى المطاعم بنيودلهي، فتعلم باري من والده طرق الطبخ منذ صغره. وبعد تخرجه من الجامعة، قرر باري السفر إلى دولة أجنبية لقضاء عطلة صيفية طويلة، وتعرف من خلال وسائل الإعلام بأن الصين دولة تتمتع بتاريخ عريق وحضارة رائعة مثل بلده، لذلك قرر باري زيارة العاصمة الصينية. وكانت رحلته إلى بكين قد تركت لديه انطباعا عميقا، وقد جذبته على وجه الخصوص الآثار الصينية القديمة والمناظر الطبيعية الساحرة، بينما جعلته الأطعمة الصينية المتنوعة واللذيذة لا يريد مغادرة هذه المدينة المفعمة بعبق التاريخ والحداثة. وفي الوقت نفسه، وجد باري أن بكين مدينة حيوية وودية ترحب بالناس من كل أنحاء العالم، وهناك العديد من الفرص للتنمية. وبعد تفكير عميق، قرر باري فتح مطعم هندي في بكين وبدء حياة عملية في هذه المدينة التي أحبها كثيرا.

وبالطبع كل شئ صعب في بدايته. وكان عدد الزبائن لمطعمه ليس كثيرا بسبب الفرق الكبير بين طعم المأكولات الهندية وطعم المأكولات الصينية. وأجرى باري تعديلات في أسلوب الطبخ، حتى يحب المزيد من الصينيين مأكولاته، وقال إنه اكتشف أن سكان بكين لا يحبون الفلفل الحار كثيرا في الأطباق، فقلل استخدام الفلفل الحار أثناء الطبخ وأصبح يضيف عصير جوز الهند وبعض التوابل الخاصة للتكيف مع أذواقهم. ومثل الأطعمة الصينية، فإن المأكولات الهندية مشهورة في العالم أيضا، ويأمل باري في تعريف المزيد من الصينيين بأن المأكولات الهندية ليست مجرد الكاري، بل غنية بالتاريخ والحضارة.

ومع مرور الوقت وهو في بكين، ازدادت معرفة باري وحبه لهذه المدينة، وكان مندهشا للتطور السريع في بكين، ولاحظ أن الناس الذين يعيشون في هذه المدينة مشغولون جدا كل يوم، حتى لا يجدون متسعا من الوقت للإفطار. وفي أوقات فراغه، يقوم باري بطبخ صلصة خبز الفطور التي تسمى بـ"زوجة الخبز" وكان قد تعلم أسلوب طبخها من والده، ويقدمها للناس المشغولين الذين يحتاجون إلى انهاء تناول الفطور في وقت قصير، وقال للمراسل إن الفطور مهم جدا لصحة الجميع، لأنه يوفر للناس طاقة وحيوية من أجل العمل والدراسة خلال النهار. ودائما ما يرى أهالي بكين يتناولون وجبة الفطور وهم يستقلون مترو أنفاق أو على متن حافلة. ولذلك قرر توفير صلصة الخبز لهم وتُوجد عدة أنواع منها، مثل الإجاص وصلصة الجزر والتفاح وصلصة الفطر ولحم الدجاج وغيرها. وجدير بالذكر أن الصلصة التي يعدها بنفسه لا توجد بها مواد حافظة وإضافات، ويتمنى تزويد أصدقائه الصينيين بوجبة فطور سريعة ومغذية وتتحلى بخصائص هندية .

وقد أمضى باري حتى الآن 4 سنوات في بكين. وفي نهاية كل أسبوع، يذهب إلى سوق الأحد لبيع صلصة الخبز، ويعرف المستهلكين بثقافة الأطعمة الهندية، ويحبه أصدقاؤه الصينيون ويسمونه بمودة "شيف سمين" بسبب جسده الضخم. وقال باري إنه يتمنى الزواج من فتاة صينية في المستقبل، ويبقى في بكين حتى تقاعده.

   1 2 >  

الصور

010020070790000000000000011100001372002311