بكين 30 مارس 2015 (شينخوا) أثارت الأزمة اليمنية الجارية قلق المجتمع الدولي حيث بدأت العديد من الدول تجلي رعاياها من البلد الممزق بسبب الحرب، كما اتفقت البلدان العربية على تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية المتنامية.

وأرسلت الصين أسطولا بحريا للمساعدة في إجلاء رعاياها من اليمن على خلفية التدهور المستمر في الوضع، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الوطني اليوم (الاثنين) .

وأرسل أسطول جيش التحرير الشعبي الصيني، الذي يقوم بمهام حراسة في خليج عدن وقبالة المياه الصومالية، لتنفيذ عملية الإجلاء أمس الأحد، وفقا للوزارة.

وقامت طائرة باكستانية ليلة الأحد بإجلاء 503 من رعايا باكستان العالقين في اليمن.

في الوقت نفسه، أرسلت الهند اليوم (الاثنين) أولى طائراتها لإجلاء أول دفعة من الهنود العالقين والبالغ عددهم نجو 3500 هندي يعمل معظمهم بمهنة التمريض.

وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي شوشما سواراج إن الهند بصدد إرسال سفينة حربية تستوعب 1500 راكبا، مؤكدا أن بلاده ستقوم بإجلاء رعاياها رغم قصف المطار الرئيسي في الدولة العربية.

وأجلت المملكة العربية السعودية 86 دبلوماسيا عربيا وأجنبيا من هناك وسحبت الأمم المتحدة موظفيها من العاصمة صنعاء أيضا.

ويعاني اليمن من اضطرابات سياسية واشتباكات بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من البلاد.

وبدأ تحالف بقيادة السعودية عملية عسكرية جوية واسعة النطاق تحت اسم "عاصفة الحزم" في اليمن منذ يوم الخميس لدعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وتستهدف الغارات المستمرة والتي حظيت بدعم أمريكي مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، لاسيما بعد تمددهم في اليمن وسعيهم للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد.

وقالت مصادر عسكرية لوكالة ((شينخوا)) إن الغارات الجوية استهدفت معسكر الصباحة في الجهة الغربية من العاصمة وقاعدة الديلمي الجوية إلى الجهة الشمالية من صنعاء، كما استهدفت قواعد صاروخية في جبل النبي شعيب وجبل نقم الإستراتيجي المطل مباشرة على صنعاء، وهو معسكر يضم قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وقالت وزارة الداخلية التي يسيطر عليها الحوثيون في بيان يوم الأحد إن الغارات الجوية التي نفذت ليل السبت على أهداف عسكرية في صنعاء أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة 33 آخرين.

من ناحية أخرى، آثار تفاقم الأزمة قلق القادة العرب الذين قرروا في ختام أعمال قمتهم التي أقيمت بمنتجع شرم الشيخ المصري يوم الأحد اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية مشتركة، تشارك فيها الدول بشكل اختياري، لمواجهة التحديات الأمنية، بما فيها "تهديدات التنظيمات الإرهابية".

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ختام أعمال القمة العربية الـ26 إن" القادة العرب قرروا اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية".

وتابع السيسي أنه سيتم تشكيل فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء القوات المسلحة بالدول الأعضاء لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء القوة العربية المشتركة وتشكيلها.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن القرار "مهم وملح " في ضوء الاضطرابات والتهديدات التي تواجه العالم العربي وتستدعي استجابة جماعية.

وأضاف العربي إن" تشكيل مثل هذه القوة سيكون رادعا (..) والأمر لا يتعلق بإعلان حرب"، لافتا إلى وجود تدخلات ضخمة من دول مجاورة للدول العربية، وهي إسرائيل وتركيا وإيران.

كما دعا القادة العرب إلى انسحاب المقاتلين الحوثيين فورا من صنعاء التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر الماضي.

وحثوا الحوثيين أيضا على الانسحاب من المؤسسات الحكومية وتسليم أسلحتهم للسلطات الشرعية.

ويقول محللون إن احد الأسباب التي دفعت السعودية الى ضرب الحوثيين هو وقف تقدمهم السريع باتجاه الحدود وضرب السعودية وحصار الشريان الاستراتيجي الهام مضيق باب المندب في البحر الأحمر والذي تمر من خلاله آلاف السفن سنويا.