بكين 9 مايو 2015(شينخوا) من المقرر أن يقام العرض العسكري رفيع المستوى ليوم النصر، الذي يقوم بإحياء الذكرى الـ70 للانتصار في الحرب الوطنية العظمي، وهو المصطلح الروسي للحرب العالمية الثانية، في موسكو اليوم (السبت).

إن هذا العرض العسكري لن يتيح فقط مناسبة ممتازة لروسيا والصين لتقومان معا بإحياء ذكرى حدث تاريخي هام، بل سيساعد أيضا على تعريف علاقاتهما لتصبح نموذجا لنمط جديد من العلاقات الدولية.

لأول مرة على الإطلاق ، يتلقى الجنود الصينيون دعوة للمشاركة في العرض العسكري الروسي، الأمر الذي لا يظهر فقط قوة الجيشين وتصميمها على حماية السلام، وإنما يبرهن أيضا على رغبة البلدين في إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية وكذا الحفاظ على العدالة الدولية.

قبل 70 عاما، قدمت الصين وروسيا تضحيات كبيرة لدحر الفاشية والغزاة العسكريين، مما ساهم بشكل حاسم في الانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية.

وبعد 70 عاما، باتت الصين وروسيا تمتلكان القدرة وتتحملان المسؤولية تجاه حماية النصر التي تحقق في الحرب العالمية الثانية وتعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم جوهره على الكسب المشترك والتعاون.

وأثناء استخلاص الدروس من الحرب العالمية الثانية، يتعين على المجتمع الدولي وخاصة القوى الكبرى تعلم كيفية تفادي الحرب عند إصلاح العالم وتعلم كيفية الجمع بين مصالحهم ومصالح الآخرين وتوسيع التقارب في المصالح المشتركة.

بيد أنه في عالم اليوم، تتزايد بشكل ملحوظ العوامل المسببة لزعزعة الاستقرار وعدم اليقين: فالاضطرابات والصراعات الإقليمية تظهر بين الفنية والأخرى ، والقضايا الساخنة تواصل ظهورها، والهيمنة وسياسات القوة تسود.

حتى بعض الدول تحاول إنكار أو تشويه أو العبث بتاريخ الحرب العالمية الثانية، ما يجعل من السهولة بمكان عودة النزعة العسكرية والفاشية الجديدة ليطلان برأسيهما القبيحين.

وفي العام الجاري، تعتزم الصين وروسيا لإقامة سلسلة من الاحتفالات معا داخل أطر ثنائية ومتعددة الأطراف لتذكر التاريخ والشهداء وتعزيز التعاون في دحر الشر، وتدعيم علاقاتهما ، فيما تبنيان على الناجحات السابقة.

فشراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، التي تتسم بالمنفعة المتبادلة ولا تستهدف أي طرف ثالث، أصبحت نموذجا للتعايش السلمي.

وترغب الدولتان فى السعي إلى تحقيق تعاون يقوم على الكسب المشترك، وتعميق الثقة السياسية الثنائية المتبادلة باستمرار، والعمل بشكل فعال على تطبيق تنسيق في الشؤون الدولية. ويسهم طموحهما هذا في الحفاظ على السلام والتنمية العالميين.

قبل 70 عاما، تشابكت أيدي الصين وروسيا والدول المحبة للسلام لضمان إحراز نصر هام من أجل البشرية. ومقارنة بذلك الوقت، فإن الظروف اليوم هي الأكثر ملائمة على الإطلاق لتحقيق السلام والتنمية.

وذلك كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقال موقع نشرته الجريدة الروسية الرسمية وعنوانه "السلام وليس الحرب، والتعاون وليس مواجهة، والكسب المشترك وليس المعادلة الصفرية هو ما يدفع سلام وتقدم وتنمية المجتمع الإنساني".

لذلك، حان الوقت لكي يكرس العالم نفسه لبذل جهود من أجل إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية واعتماد تعاون يقوم على الكسب المشترك كاتجاه أساسي للسياسات عند تناول الشؤون الدولية. وهذا فقط هو ما من شأنه ضمان عدم تكرار الأخطاء المأساوية التي وقعت على مدار التاريخ.