هيوستون 12 مايو 2015 (شينخوا) صرح السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي هنا امس (الاثنين) بأن الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم لابد أن يتعاونا مع بعضهما البعض في منطقة آسيا والمحيط الهاديء من أجل تعزيز الاستقرار والرخاء في المنطقة.
وخلال كلمة هامة حول العلاقات الصينية الأمريكية في مركز تكساس للجمعية الآسيوية تحدث تسوي عن النموذج الجديد من العلاقات بين القوى العظمى وهو مصطلح طبقته كل من بكين وواشنطن من أجل إبقاء النزاعات في منطقة آسيا والمحيط الهاديء بعيدة عن علاقاتهم المستقبلية.
وأشار تسوي إلى أهمية تلك المنطقة عن طريق سرد الأرقام والحكايات الشخصية. وقال تسوي "تسهم قارة آسيا بثلث الانتاج الاقتصادي للعالم وبها 60% من التعداد السكاني للعالم، في حين تساهم اقتصادات مجموعة (ابيك) بقرابة 60% من اجمالي الناتج المحلي العالمي و40% من التعداد السكاني للعالم. لذلك على كافة الأوجه تبدو أهمية المنطقة واضحة تماما".
وقال السفير "الطريقة التي تتطور بها منطقة آسيا والمحيط الهاديء لها تأثير كبير على العالم، وطريقة تفاعل بلداننا مع بعضها البعض سيحقق فارقا ليس فقط في مستقبل آسيا وإنما العالم بأكمله".
وأشار إلى أن هناك بعض مواطن سوء التفسير وسوء الظن فيما يتعلق بنهضة الصين في المنطقة.
وقال "هناك حاجة لوضوح أكبر في فهم مجموعة من القضايا الهامة التي من الممكن أن تؤثر على التفاعلات الأساسية بين الصين والولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهاديء".
وأهم موضوع ألقى تسوي الضوء عليه كان "التوازن في مقابل الاختلال وعدم التوازن" في إشارة واضحة إلى استراتيجية إعادة التوازن الأمريكية تجاه منطقة آسيا والمحيط الهاديء.
وقال تسوي إن الناس لابد أن يفهموا أن آسيا اليوم مختلفة تماما عما كانت عليه منذ 70 عاما مضت، وأن العديد من الدول تخطت ماضيها الذي مزقته الحروب ودخلت عصرا جديدا من الرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.
وقال "من منظور تاريخي تحركت آسيا اليوم نحو توازن أفضل عن ذي قبل. ونحن نشهد تلك العملية التاريخية لتحسين التوازن فيما يتعلق بنجاح العديد من الدول ومنها الصين والهند ودول الآسيان في تخفيف معاناة شعوبها مع الفقر والمساهمة أيضا في التنمية العالمية".
وقال تسوي إن في حال تماشي إعادة التوازن من أي طرف مع العملية التاريخية الرامية لتحسين التوازن فسيكون محل ترحيب. لكن إذا تعارض مع تلك العملية وسعى لاستعادة نظام الخلل القديم فسيكون هذا الطرف في الجانب الخاطيء من التاريخ.
وقال السفير إن القضية الهامة الثانية هي "الشمولية في مواجهة الهيمنة والانحصار".
وفسر ذلك بقوله "عندما نقول إن آسيا تنتمي للدول الآسيوية يشعر الشعب بالقلق حول ما إذا كانت هناك أية محاولة لاستبعاد الآخرين مثل الولايات المتحدة من آسيا".
وواصل كلامه قائلا "عندما نقول إن آسيا تنتمي للدول الآسيوية فاننا نعني أن شعوب آسيا لابد أن تتولى المسؤولية الرئيسية لحل المشكلات الآسيوية، وهذا لا يعني استبعاد الآخرين وانما على العكس من ذلك نرحب ونقدر انضمام الآخرين لنا".
وقال إن الصين تؤيد المنهج الشمولي أو وفقا لكلماته "بناء المجتمع".
وقال "نعتقد أننا لابد أن نقوم ببناء مجتمع بين دول المنطقة. وتقوم الصين بأفضل ما لديها للمساعدة في تسهيل بناء مثل هذا المجتمع".
وقال إن القضية الثالثة هي "التعاون متبادل النفع مقابل تحقيق النفع لطرف واحد فقط".
وقال تسوي "يعتقد البعض أن نجاح أية دولة لابد أن يعني بالضرورة فشل دولة أخرى خاصة في حالة الصين والولايات المتحدة".
لكن الواقع يظهر أن تنمية الصين خلال العقود القليلة الماضية جلبت فرصا هائلة للجميع بما في ذلك الولايات المتحدة وأثبتت انها ليست تنمية لصالح طرف واحد فقط.
وقال تسوي "كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ مرارا وتكرارا يتسع المحيط الهاديء الواسع بدرجة كافية ليضم الصين والولايات المتحدة، ونعتقد أن الموج العالي يرفع جميع القوارب. وجعلت تنمية الصين الكعكة أكبر للجميع. إننا لا نصادر حقوق الآخرين".
وأنهى تسوي كلمته التي استمرت ساعة ونصف بالعودة إلى مسألة النموذج الجديد للعلاقات بين الدول العظمى التي تتميز بعدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون متبادل النفع.
وقال تسوي "ما نفعله من أجل بناء هذا النموذج الجديد من العلاقات سيوفر لنا حتما إرشادات جيدة للغاية لتفاعلاتنا في آسيا والمحيط الهاديء. وما نفعله في منطقة آسيا والمحيط الهاديء معا سيعطي المزيد من القوة لهذا النموذج الجديد من العلاقات".
واختتم كلامه بالقول "اعتقد أن الجهود الحالية للتفاعلات البناءة في منطقة آسيا والمحيط الهاديء ستكون ركيزة هامة لهذا النموذج الجديد من العلاقات. والآن ستكون المنطقة أرضية اختبار لهذا النموذج الجديد".