كاتمندو 20 مايو 2015 (شينخوا) قفز سوميش دويفيدي وقلبه يرتعد من الخوف من الطابق الثاني لمنزله المستأجر لإنقاذ حياته بعدما شعر بالأرض تهتز تحت قدميه فجأة في 25 أبريل الماضي. وانتهى به المطاف في المستشفى.
مرت أكثر من ثلاثة أسابيع على الزلزال المدمر الذي ضرب بلد الهيمالايا بقوة 7.9 درجة مخلفا أكثر من 8400 قتيل و101180 مصابا، ولا يزال يرقد دويفيدي / 25 عاما / على بطنه في مركز تأهيل ما بعد إصابات العمود الفقري.
وفي الأيام الأولي على إصابته الحادة، اعتقد دويفيدي الذي يعمل في السلك الدبلوماسي إنه سيعيش على هذه الحالة طوال بقية حياته، حتى أنه فكر في الانتحار للتخلص من حياته.
وقال دويفيدي لوكالة ((شينخوا)) قبل دقائق من مجيء قوه شينغ غانغ، رئيس فريق تشينغداو للرعاية الخيري الصيني، لعمل التدليك الروتيني له، قال" لم أكن أشعر بأطرافي السفلى. لكن بعد التدليك، بدأت أشعر الآن بها. ولذلك أشكرهم كثيرا".
ووصل الفريق الصيني المكون من 7 أعضاء، والذي أرسل من قبل لجنة الرعاية المهنية على المدى الطويل لاتحاد الجمعيات الخيرية الصيني، إلى نيبال يوم السبت، في ثالث دفعة ترسلها اللجنة من عمال المساعدة إلى هناك للعناية بالسكان المحليين المتضررين من الزلزال.
وقال قوه " لقد بدأنا العمل فور وصولنا مباشرة لتقديم الرعاية لـ93 مريضا كُلفنا بهم"، مضيفا أن هذه هي المرة الأولى التي يسافرون فيها في مهمة إنسانية خارج البلاد.
وأوضح قوه أن أعضاء الفريق تم اختيارهم من وسط 120 مرشحا، ويضم ثلاثة أطباء وثلاثة من كبار مقدمي الرعاية ومترجم انجليزي.
وتحيط التلال الخضراء والحقول بمركز التأهيل الواقع خارج وادي كاتمندو بقليل، ويعج المعسكر بمخيمات إغاثة من الصين ودول أخرى.
وبالنسبة لفريق قوه الحياة في نيبال ليست سهلة. فمنذ وصول الفريق ويعيش أعضاؤه السبعة في خيم صغيرة جلبوها معهم من الصين، ويعيشون على الشعرية سريعة التحضير يوميا وزجاجة مياه واحدة صالحة للشرب تقدم لكل واحد منهم في اليوم.
وقال قوه وهو طبيب جراح إن " المنشأة مكتظة تماما بالمرضى، ولذلك لا يوجد خيار أمامنا سوى العيش في خيمنا الشخصية".
ومن جانبها، قالت وان يينغ، إحدى مقدمات الرعاية، إنهم اضطروا إلى التعامل مع أنواع مختلفة من التحديات منذ بدء المهمة.
واستطردت موضحة" لأننا لا نتحدث بلغتهم، فنعتمد على الابتسامة ولغة الجسم والإشارة للتواصل معهم. مثال على ذلك، قبل أن نقوم بغسل أقدام مرضانا، نربت على أقدامنا ونسألهم : أوكي؟ باللغة الانجليزية، فإذا هزوا رؤوسهم فيعني أنهم موافقون".
وبعد أيام من الانخراط معهم، أصبح عمال الرعاية الصينيون أصدقاء للمرضى. ووجد اندرا براساد راجلاوات وهو رجل في منتصف العمر أصيب عموده الفقري بالقرب من وسطه بسبب الزلزال، وجد طريقة للتواصل مع عمال المساعدة الصينيين. ونجح في تحميل برنامج ترجمة على تليفونه المحمول ليترجم كل ما يحتاجه من نصوص إلى اللغة الصينية.
وأصبح راجلاوات بفضل التطبيق قادرا على تحية أعضاء الفريق الصيني بلغتهم ويقول لهم "ني هاو" بدلا من "هالو" ويعرب عن امتنانه لهم بكلمة " شي شي" بالصينية وهو ما كان يسعد وان وزملائها .
وبالرغم من ما يواجهونه من تحديات هائلة، إلا أن المرضي لم يفقدوا الأمل في الشفاء والعودة إلى حياتهم الطبيعية مرة أخرى.
وقال دويفيدي" سأسافر إلى الصين أو الهند لمواصلة العلاج"، معتقدا بأنه سيشفى تماما ذات يوم ويستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى.