بكين 31 مارس 2018 ( شينخوانت)إن عبد المنزل يقصد به أنه اذا طلب شخص قرضا لشراء المنزل، ربما لا بد أن يأخذ نصف دخله على الأقل لسداد قيمة القرض وفائدته خلال الفترة ما بين عشرين عاما وثلاثين عاما هذه الفترة الذهبية في حياته، والأمر قد يؤثرعلى الاستهلاكات المعتادة والطبيعية للأسرة.

بالنسبة إلى بعض الشباب الذين ولدوا في التسعينيات من القرن الماضي فإنهم دخلوا المجتمع قبل فترة قصيرة، دائما ما يتأثرون بالناس المحيطين الذين يصنحونهم بشراء المنازل في أسرع وقت ممكن حتى واقترضوا أموالا من البنوك تفوق قدرتهم. لم يستطيع الكثير من الشباب شراء وحتى لا يستطيعون استئجار شقة مستقلة بأنفسهم، غالبا ما يحتاجون إلى استئجار شقة واحدة مع الآخر. بالإضافة إلى ذلك، قد يرفع أصحاب المنازل الإيجارات من حين للآخر، الأمر يُشعِر الشباب بالصداع والقلق ونقصان الاطمئنان. فهذه المشاعر تدفع كثيرا من الشباب الذين يعملون ويعيشون في المدن الكبرى لاختيار شراء منزل ولو كان صغيرا وتحملوا الأعباء الثقيلة لفوائد القروض، فيقال إنهم صاروا عبيدا للمنازل.

وما إن أصبح شاب عبدا للمنزل، حتى يضطر إلى بدء الاقتصاد في نفقات المعيشة بدقة، وتغيير نمط المعيشة، لا بد من تقليل مرات الذهاب إلى المطاعم ويعد الطعام بنفسه في البيت، وإلغاء معظم نشاطات الترفيه، يعز عليه أن يستقل سيارة تاكسي بل يستقل الحافلات حتى ولو تعب للغاية. على كل حال، تنخفض جودة الحياة بعد شراء المنزل بالقرض. بعد سداد القرض، ربما لم تبق لديه الأموال الكافية للاستهلاكات المعتادة للمعيشة. ما إن مرض أحد أفراد الأسرة، قد يصعب على الشاب أن يدفع نفقات العلاج. هذا وهناك ظاهرة شائعة في الصين، ألا وهي أن يساعد الوالدان والأسرة الشاب على دفع جزء أساسي من المبلغ ، حتى تنفق بعض الأسرة كل ما في وسعها ومدخراتها لدفع هذا المبلغ. لذا كيف يدفع الأبوان نفقات الطب والعلاج والشيخوخة في المستقبل؟

علاوة على ذلك، اذا صار الشاب عبدا للمنزل، يعني أنه إذا تعطل او استقال، لا بد من الحصول على فرصة عمل جديدة فورا أو في فترة قصيرة وإلاّ فلم يستطع سداد القرض بعد. ومن جانب آخر، إن الأمر قد يمنع الشاب من البحث عن المزيد من فرص في مدن جديدة أخرى لتحقيق طموحاته وأحلامه. لو كان شخص محدودا ومحاصرا للعمل والعيش في مدينة واحدة وفي شركة واحدة طوال حياته، فلا شك أن هذا الأمر لم يكن صالحا لتنقّل وتبادل الأكفاء والأيدي العاملة بين المدن والمناطق المختلفة .

من أجل تلبية المتطلبات المتزايدة لتوطين السكان وخاصة الشباب في المدن، دعا المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في تقرير أعماله بوضوح لضرورة الاسراع بخطوات إنشاء آلية الإسكان والتوطين المتمثلة في زيادة التوجهات للمنازل وضمان تعدد الطرق وحل مأزق التوطين عن طريق جمع استئجار المنازل وبيعها في آن واحد حتى ضمان توطين جميع المواطنين بطمئنينة وسلامة.

على كل حال، ستزداد السبل لحل مشكلة استيطان الشباب، لذا ليس من الضروري أن يتبادر الشباب لشراء المنازل بعد تخرجهم في الجامعات فورا، لاسيما تمشيا مع تطبيق سياسة إنعاش سوق استئجار المنازل على الأرض وتعزيز اهتمام الحكومة باستقرار الإيجار ومدة الاستئجار، وتنشيط المخزون من المساكن للتأجير وزيادة العرض الفعال للمنازل المؤجرة. طبعا يمكن للشباب أن يطلبوا بعض القروض من البنوك بشكل مناسب، لكن يجب ألا ينفقوا جميع المدخرات له ولأسرته. اذا استخدمت جميع الإيرادات لسداد القروض، لم يؤثر الأمر على الحياة الطبيعية فحسب، بل قد يُخِلّ بالمستقبل وزيادة الأعباء العائلية أيضا. بالاختصار، يجب على الشباب شراء المنازل بالقروض حسب قدراتهم، لو لم تسمح الظروف الاقتصادية ، يجب حذار الشباب من صيرورتهم عبيدا للمنازل.