بكين 13 مايو 2018 (شينخوانت)مع التقارب بين الصين والعالم، بات عيد الأم عيدا متزايد الشعبية لدي الصينيين. وفي يوم الأحد الثاني من شهر مايو كل عام، يحتفل الصينيون مثل الشعوب الأخرى بهذا العيد للتعبير عن امتنانهم للأمهات بطرق مختلفة بما فيها تقديم الهدايا مثل زهور القرنفل أو الكعك أو الأطعمة المنزلية المطبوخة بأنفسهم. ولكن، ما هي الهدية المفضلة تريدها الأم؟
السيدة تشين شو يينغ، البالغة من العمر 64 عاما، كانت موظفة بإحدى الشركات المملوكة للدولة، تقاعدت قبل أربع سنوات، وتسكن حاليا مع زوجها في مجمع شوانغ جينغ السكني شرقي بكين. وفي صباح عيد الأم، ذهبت السيدة تشين كالعادة إلى السوق الشعبية القريبة من بيتها لشراء الخضروات والفواكه. وعند الحديث عن زهور القرنفل التي ترتبط ارتباطا وثيقا بعيد الأم، قالت للمراسل ضاحكة:" إن زهور القرنفل جميلة، لكنها مكلفة جدا! ووجدتُ أن سعرها يرتفع هذه الأيام بصورة جنونية. فأفضل القرنبيط من القرنفل، لا يشبه شكله بالزهور فحسب، بل انه مفيد للصحة!" وأضافت السيدة تشين أن ابنها مدير في شركة مالية أجنبية يعمل من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل ويسافر من مدينة إلى أخرى دائما. وقالت للمراسل: "معاشاتي تكفيني جدا، ولا أريد شيئا سوى أن يزورني إبني ويجلس أفراد العائلة حول المائدة ويتناولوا الجياوزي. والمصاحبة هي أفضل هدية بالنسبة لي."
تسكن السيدة تشانغ مع زوجها في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين. ويعمل ابنها صحفيا في وكالة الأنباء المشهورة ببكين وهي فخورة بابنها كثيرا، وعرضت للمراسل صور ابنها في هاتفها المحمول، وقالت إن ابنها أهداها بطاقة تهنئة رسمها بنفسه بمناسبة العيد كل عام حينما كان طالبا في المدرسة. وبعد تخرجه من الجامعة، لم ينس شراء الزهور والكعك لها مهما كان شغله. وفي السنة الماضية، أُرسِل ابنها إلى دولة قطر كمراسل مقيم. عندما عرفت أن إبنها يسافر دائما إلى العراق وسوريا للقيام بتغطية صحفية، أصبحت قلقة جدا بسلامته. "أرجو أن يعتني ابني بنفسه جيدا، ها هو أفضل هدية لي كأم"، كما قالت السيد تشانغ.
في صباح يوم قبل عيد الأم، وصلت السيدة تشونغ إلى جمعية الصليب الأحمر ببكين، ووقعت اسمها على استمارة التبرع للقرنية. وقالت للمراسل إنه في العام الماضي، تبرعت أمها بقرنيتها قبل وفاتها بسبب إصابتها بمرض السرطان، مما سمح للمصابين بالعين باستعادة الضوء. "هذا الأمر ترك في نفسي تأثيرا عميقا، وأفهم من أمي معنى الحب وقيمة الحياة وهي قدوة لي، وقالت السيدة تشونغ "أشعر أحيانا بأن أمي لم تغادرني بل لا تزال حية معي، وإذا استطاعت أمي رؤية هذه الاستمارة، سوف تحب هذه الهدية بمناسبة عيد الأم."