أديس أبابا 12 مايو 2018 (شينخوا) قام كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو بزيارة رسمية إلى أثيوبيا في الفترة من الأربعاء إلى السبت لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي العاصمة أديس أبابا، اجتمع لي رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني مع الرئيس الأثيوبي مولاتو تيشوم ورئيس الوزراء آبي أحمد على التوالي يوم الجمعة.
وخلال اجتماعه مع الرئيس مولاتو، نقل لي تقدير الرئيس الصيني شي جين بينغ للإسهامات التي يقدمها الرئيس الأثيوبي للصداقة الصينية - الأثيوبية.
تعد أثيوبيا المحطة الأولى من أول جولة خارجية يقوم بها لي منذ توليه مهام منصبه في مارس والتي أظهرت، كما قال لي، الأهمية الكبيرة التي يوليها الجانب الصيني لتنمية العلاقات الثنائية فضلا عن العلاقات الصينية - الإفريقية. وسوف سيزور بعد ذلك موزمبيق وناميبيا.
وذكر لي أن "العلاقات بين الصين وأثيوبيا دخلت مرحلة جديدة من شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة، وإن قمة منتدى التعاون الصيني - الإفريقي (فوكاك) المقرر عقدها في بكين في سبتمبر ستفتح مساحة جديدة للتعاون بين البلدين".
وقال كبير المشرعين الصينيين إن الصين ترغب في العمل مع أثيوبيا لتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتدعيم التعاون العملي، والارتقاء بالصداقة والتعاون بين البلدين بشكل مستمر.
ومن جانبه، أعرب مولاتو عن امتنان الجانب الأثيوبي للدعم الثمين الذي تقدمه الصين، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تمر الآن بأفضل فتراتها في التاريخ. وأن أثيوبيا على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الصين لتطوير شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة وإفادة البلدين والشعبين بصورة أفضل.
وتبادل رئيس الوزراء آبي ولي وجهات النظر حول النظام السياسي ومسار التنمية في الصين، فيما قام لي بإطلاع آبي على تجربة الحوكمة وممارستها في الصين فضلا عن المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها الرفيق شي جين بينغ.
وقال لي إنه قبل خمس سنوات، طرح الرئيس شي مبدأ الالتزام بالإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النوايا ومفهوم التمسك بالعدالة والسعي في الوقت نفسه إلى تحقيق المصالح المشتركة عند دفع التعاون مع إفريقيا.
كما ذكر الرئيس أنه يتعين على الصين الجمع بين تنميتها الخاصة ودعم تنمية إفريقيا، وأن تكون في الوقت ذاته صديقا مخلصا وشريكا يعتمد عليه بالنسبة لإفريقيا .
وقال لي إن أثيوبيا تعد شريكا هاما للصين في إفريقيا، مشيرا إلى أن التعاون العملي بين الجانبين يلعب دورا نموذجيا في التعاون بين الصين وإفريقيا والتعاون بين بلدان الجنوب. وأضاف أن الصين تؤيد بشدة طريق التنمية الذي اختارته أثيوبيا وفقا لظروفها الوطنية الخاصة وتؤيد جهود أثيوبيا لتنمية اقتصادها والحفاظ على استقرارها.
وأعرب كبير المشرعين الصينيين عن اعتقاده بضرورة مواصلة البلدين لتدعيم التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وإطار فوكاك وضرورة قيامهما بإفساح المجال كاملا لدور خط سكك حديد أديس أبابا- جيبوتي باعتباره "شريانا" اقتصاديا، والعمل بشكل نشط على بناء ممرات اقتصادية بطول خط السكك الحديدية هذا وتعزيز التعاون في إنشاء مناطق صناعية ، وتطوير موارد النفط والغاز، وتطوير مجالات جديدة للتعاون.
ودعا لي الجانب الأثيوبي إلى المشاركة في الدورة الأولى من معرض الصين الدولي للواردات الذي سيعقد في شانغهاي في شهر نوفمبر المقبل.
كما أعرب المسؤول الصيني عن أمله في أن تعزز الدولتان التواصل والتنسيق بشأن السلام والأمن في إفريقيا، وتعملان على زيادة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما.
وقال آبي إن العلاقات الودية بين أثيوبيا والصين قوية كالصخر، مضيفا أن أفكار الرئيس شي جين بينغ حول الحوكمة تعد بمثابة إرشاد ومرجع هام لتنمية أثيوبيا والبلدان الإفريقية ككل.
وذكر آبي أن تنفيذ "الخطط العشر الكبري" للتعاون الصيني - الإفريقي ومبادرة الحزام والطريق يعود بمنافع ملموسة على إفريقيا وأن أثيوبيا ترغب في مواصلة تعميق التعاون مع الصين في مجالات تشييد البنى التحتية والمالية والسياحة والموارد البشرية.
وخلال محادثاته مع مافريات كامل رئيسة مجلس نواب الشعب الأثيوبي وكيريا إبراهيم رئيس مجلس الاتحاد الأثيوبي ، أطلعهما لي على النظام السياسي في الصين والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ولجنته الدائمة.
وذكر لي أن الجانب الصيني سيعمل مع البرلمان الأثيوبي لتحسين البيئة القانونية من أجل تسهيل العلاقات بشكل أفضل. وأضاف أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني سيفتح ندوة للمشرعين من البلدان النامية في إفريقيا هذا العام ووجه الدعوة للنواب الأثيوبيين للمشاركة فيها.
ومن جانبيهما، قالت مافريات وكيريا إن أثيوبيا تثمن تعاونها مع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأضافا أن هذا البلد الإفريقي مستعد للتعلم من تجربة التنمية الصينية والعمل مع الصين لتدعيم التعاون التجاري فضلا عن التبادلات الشعبية.
وخلال زيارته لأديس أبابا، شهد لي مع آبي توقيع وثائق تعاون بين الجانبين، ووقع على مذكرة تفاهم مع البرلمان الأثيوبي .
كما زار لي مركز بيانات وزارة العلوم والتكنولوجيا الأثيوبية ، وخط سكك حديد أديس أبابا - جيبوتي، وسكك حديد أديس أبابا الخفيفة.