بكين 29 أبريل 2015 (شينخوا) عقد منتدى التجارة والاستثمار بين الجزائر والصين يوم الثلاثاء في العاصمة الصينية بكين حيث أكد البلدان حرصهما الشديد على تعزيز تعاونهما في شتي المجالات بوجه عام وفي المجالين التجاري والاستثماري بوجه خاص، ما يدفع باتجاه التطوير المستمر للشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما.
وخلال المنتدى، أكد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للصين، أن الجزائر والصين تحافظان دائما على علاقات ودية رفيعة المستوى تعد نموذجا مثاليا للتعاون بين دول الجنوب، لافتا إلى أن التعاون بين البلدين آتي نتائج مثمرة في مختلف المجالات وأن زيارته للصين تهدف إلى التأكيد مجددا على اهتمام الحكومة الجزائرية بتطوير العلاقات بين البلدين.
وأكد عبد المالك سلال أن الحكومة الجزائرية تتطلع إلى قيام الشركات الصينية بزيادة استثماراتها في الجزائر ودخول المزيد من البضائع الجزائرية إلى السوق الصينية.
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ في المنتدى إن الصين والجزائر تقعان في آسيا وإفريقيا ولكل منهما مميزات خاصة فيما يتعلق بالموارد والهيكل الاقتصادي وهناك تكامل كبير وقوة كامنة ضخمة وآفاق واسعة في التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت أكبر سوق لمقاولات البناء بالنسبة للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا فيما صارت الصين أكبر مصدر للواردات بالنسبة للجزائر.
ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فقد بلغ إجمالي حجم التجارة بين الصين والجزائر 8.7 مليار دولار أمريكي في عام 2014، لتصبح الصين أكبر شريك تعاوني للجزائر على مدى عامين على التوالي.
وأضاف تشانغ مينغ أن هناك تكافؤا إلى حد كبير في التعاون الحالي بين الصين والجزائر حيث تسعى الصين إلى تعميق الإصلاح بشكل شامل من خلال تحفيز الطلب في الداخل وتوسيع الانفتاح على الخارج. وفى الوقت ذاته، تدفع الجزائر حاليا عملية التصنيع وتنفيذ إستراتيجية التنويع، ما يتيح فرصا هامة ونطاقا واسعا للتعاون العملي بين البلدين.
كما طرح مساعد وزير التجارة الصيني تشانغ شيانغ تشن في كلمته أمام المنتدى اقترحا من أربع نقاط ألا وهي: دفع تطبيق مبادرة "الحزام والطريق" بشكل مشترك؛ وتوسيع التعاون في مجالي البنية التحتية والصناعة ؛ وزيادة حجم التجارة وتحسين هيكله؛ وتقديم تسهيلات للتعاون الاقتصادي والتجاري.
يعد منتدى التجارة والاستثمار بين الجزائر والصين منصة مثالية تخدم التعاون بين الشركات الصينية والجزائرية ويهدف إلى إتاحة معلومات تجارية تفاعلية بين الجانبين من أجل دفع التعاون بين البلدين قدما وتهيئة مناخ استثماري جيد. وقد تم التوقيع على حزمة من اتفاقات التعاون تناولت مجالات مواد البناء والزراعة والسياحة...إلخ.
يقوم رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال بزيارة رسمية إلى الصين بدأت أمس الثلاثاء وتستمر أربعة أيام، وهو أول رئيس حكومة جزائري يزور الصين منذ حصول الجزائر على استقلالها في عام 1962. وتحمل زيارته أهمية غير مسبوقة في تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة والتعاون البراغماتي بين الجانبين.
ومن المقرر أن يلتقى سلال اليوم (الأربعاء ) الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة الصينى لي كه تشيانغ لبحث سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن يقوم بعد غد بزيارة ميدانية إلى شانغهاى ثاني كبرى المدن الصينية.
يذكر أن مطلع عام 2014 شهد الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الصين والجزائر إلى شراكة استراتيجية شاملة، لتمثل أول حالة من نوعها في علاقات الصين مع بلدان العالم العربي وتشكل قفزة نوعية في العلاقات تعكس الوفاق السياسي السائد بين الصين والجزائر.
