الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
((الصين في عيون العرب)"الأهرام" تزور وجهة المصريين الأولى فى الصين: «جوانزو».. نقطة انطلاق طريق الحرير
                 arabic.news.cn | 2015-06-13 16:33:51

مجسم للسفينة الاولى التى كانت تنقل البضائع عبر طريق الحرير

بقلم سـامى القمحـاوى (الصحفي من جريدة الأهرام)

حول ضفاف "نهر اللؤلؤ" فى أقصى الجنوب الشرقى للصين تقبع أكثر المدن الصينية انفتاحا على العالم، ليس اليوم فقط ولكن عبر التاريخ، فهى الميناء البحرى الأكبر فى الصين، وتربطها خطوط ملاحية مع أكثر من 500 ميناء تجارى فى 170 دولة.. يقصدها التجار المصريون لأنها "مدينة الجملة"، حيث يشترون أو يطلبون تصنيع بعض البضائع لإرسالها إلى مصر، ومنها فانوس رمضان، الذى توجد بها أكبر المصانع المنتجة له. "الأهرام" زارت المدينة التى تغير اسمها أكثر من مرة عبر التاريخ، وكان "كانتون" من بين الأسماء التى حملتها، بعد أن أطلقه التجار العرب والغربيون المترددون على الميناء عليها، ويعنى المناطق المفصولة والمنعزلة عن بعضها، فيما يعتبر البعض أن إطلاق اسم "كانتون" كان بسبب خطأ من التجار العرب والغربيين فى سماع اسم المدينة من سكانها الصينيين، حيث لم يكن هؤلاء التجار على دراية باللغة الصينية. ومازال المعرض الاقتصادى الأكبر فى العالم الذى تستضيفه المدينة مرتين فى العام، ويعود تاريخ دورته الأولى إلى عام 1957 يحمل هذا الأسم، وإلى الآن تتم ترجمة اسمها الصينى إلى العربية بعدة طرق مختلفة، فهى "كوانجتشو" أو "قوانجتشو" أو"قوانجو" أو "جوانجو"، بينما يعتبر "جوانزو" الاسم الأكثر تداولا لها بين العرب والمصريين، وهو الأسم الذى تم اعتماده للمدينة عام 1921 مع تأسيس حكومتها.

مدينة الأجانب

ثلاث ساعات استغرقتها رحلة الطيران من العاصمة الصينية بكين إلى مطار "جوانزو"الدولى، كانت كافية لنجد طبيعة وطقسا مختلفين تماما، فالمدينة تتمتع بمساحات شاسعة من الخضرة، وكميات كبيرة من الأشجار المختلفة لا ينافسها إلا عدد ناطحات السحاب والأبراج العالية، وطقسها أقرب إلى الاعتدال فى هذا الوقت من العام، قبل أن تشتد حرارة الصيف.

من اللحظة الأولى للوصول إلى المطار يرى الزائر بعينيه أن المدينة وجهة لعدد كبير من الجنسيات، سواء للزيارة أو الإقامة بها، ويتأكد ذلك بالسير فى شوارع "جوانزو"، حيث يشاهد أعدادا كبيرة من الأجانب فى كل مكان، خصوصا الأفارقة والعرب، فيما تنتشر المطاعم وشركات الشحن والاستيراد والتصدير التى تحمل أسماء عربية، وتعج فنادق المدينة بدرجاتها المختلفة بأعداد كبيرة من التجار الأجانب، إضافة إلى التجمعات السكنية الخاصة بجنسيات مختلفة، فطبقا للإحصائيات الرسمية يشكل الأجانب نحو 5% من سكان المدينة، الذين يتجاوز تعدادهم الـ 10 ملايين نسمة.

ومن بين هؤلاء الأجانب جالية مصرية تقيم فى مدينة "جوانزو"، بعض أعضائها انتقل إلى الحياة بها منذ أكثر من 25 عاما، وبعضهم تزوج من صينيات ولهم أبناء منهن، ويزيد عدد الجالية المصرية بشكل كبير إذا أضفنا عدد المصريين الذين يملكون شركات أو فروعا لشركات الشحن والتصدير والاستيراد بالمدينة، ويقيمون بشكل شبه دائم هناك، وكذلك من يحملون تأشيرات طويلة المدة، يقيمون بها فى الصين لمتابعة أعمالهم.

مشكلات المصريين

فى لقاءات متعددة لـ "الأهرام" مع بعض أبناء الجالية المصرية فى مدينة "جوانزو"، أكدوا أن هناك بعض الصعوبات والمشكلات التى يواجهونها، منها عدم وجود قنصلية مصرية قريبة، حيث يضطرون للسفر إلى بكين لإنهاء أى أوراق رسمية من السفارة هناك، وقالوا إنه سبق لممثلين عنهم تقديم أكثر من طلب للخارجية المصرية عبر سفارة مصر الصين لافتتاح قنصلية مصرية فى "جوانزو" لخدمة المصريين فى مدن الجنوب الصينى.

المشكلة الثانية التى تواجه الأسر المصرية المقيمة فى "جوانزو" هى مشكلة عدم وجود دار حضانة مصرية للاعتناء بأولادهم وتأهيلهم لدخول المدارس، وقد حاولوا بالجهود الذاتية أكثر من مرة افتتاح حضانة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدة أسباب، من بينها أن اللوائح الصينية تنص على ألا تقل مساحة الحضانة عن 1200 متر، وهى مساحة كبيرة تتكلف الكثير لشرائها أو حتى تأجيرها، خصوصا أن "جوانزو" مدينة تجارية، وأسعار الإيجارات بها مرتفعة.

والمدرسة أيضا من مشكلات الجالية المصرية فى "جوانزو"، حيث إن المدارس الدولية مرتفعة التكلفة جدا فى الصين، فمصاريف الدراسة للطفل الواحد تتراوح بين 15 و18 ألف دولار سنويا، وهو مبلغ كبير لا يستطيع الكثيرون توفيره لإلحاق أبنائهم بها، بينما المدارس العربية قليلة وبعضها لا تعترف وزارة التعليم المصرية بشهاداتهم.

اقتصاد وتاريخ

"جوانزو" لا تحمل أهمية اقتصادية فقط، فبالإضافة إلى كونها كبرى مدن الصين اقتصاديا، خصوصا فى مجال الاستثمارات الحكومية الضخمة، وأهم الموانى التى لا تهدأ ليلا أو نهارا، وأنها مركز الصناعات التحويلية وعاصمة مقاطعة جواندونج، وأن حجم ناتجها الإجمالى يتجاوز الـ 120 مليار دولار أمريكى سنويا، فإن للمدينة أهمية تاريخية كبيرة، فخلال عهد مملكة تشينج، التى حكمت الصين فى الفترة من 1644 إلى 1912، كانت جوانزو أول ميناء تجارى ينفتح على الخارج، لأنها كانت أكثر المناطق تقدما فى الصين، ومنها خرج المهاجرون الصينيون إلى الخارج، كما كانت نقطة انطلاق طريق الحرير البحرى، الذى تستعد حاليا لإعادة إحيائه، ضمن مبادرة الرئيس الصينى شى جين بينج لإنشاء طريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين، ومازال متحف الميناء القديم، والمتحف المقام به يحفظان هذا التاريخ، حيث يوجد مجسم لشكل أقدم سفينة تجارية كانت تستخدم فى نقل البضائع عبر طريق الحرير البحرى، كما تجسد التماثيل العلاقات بين التجار الغربيين ونظرائهم الصينيين، والخطوات التى كان يسير بها العمل لشحن وتفريغ السفن.

ويحمل تاريخ المدينة فصولا وأحداثا مثيرة، فقد كانت قبلة لعدد كبير من التجار العرب، والفرس والهنود، وقد زارها ووصفها الرحالة العربى ابن بطوطة، وتوجد فى المدينة بعض الآثار الإسلامية، أهمها مسجد "أبى وقاص" وهو مسجد قديم، تؤكد الروايات الصينية أنه تم بناؤه عام 629م، على يد صحابى اسمه أبو وقاص جاء من الجزيرة العربية، ويوجد قرب المسجد مقبرة يقال إن بها قبرا لهذا الرجل، لكنها روايات يصعب تأكيدها، وإن كان المسجد يبدو قديما جدا.

وكان البرتغاليون أول من وصلها من الغربيين، وذلك فى القرن السادس عشر، أثناء بحثهم عن مصادر جديدة لتجارة الحرير، ثم تبعهم البريطانيون فى القرن السابع عشر، ثم الفرنسيون والهولنديون فى القرن الثامن عشر.

وقد كان توقيع الصين، بعد حرب الأفيون الأولى، على "اتفاقية نانكين" عام 1842م، والتى حصلت بريطانيا بموجبها على امتيازات تجارية كبيرة، أحد أسباب انفتاح ميناء مدينة جوانزو على التجارة العالمية بشكل كبير، وازداد ذلك بعد حرب الأفيون الثانية، حينما تنازلت الصين للأوروبيين عن جزيرة "شاميان" سنة 1961.

فانوس رمضان

خلال وجودى فى مدينة "جوانزو" حاولت التعرف على آخر موضة، وشكل فانوس رمضان المقبل، لكن رغبتى اصطدمت بعدد من الحقائق، منها أن الفوانيس عادة ما يتم تصنيعها فى مصانع صغيرة، فى قرى مجاورة للمدينة، وأنه لا يوجد شكل أو موديل محدد للفانوس، وما يتم أن المستورد المصرى هو من يختار شكل الفانوس، والأغانى التى يتم تسجيلها على شريحته الإلكترونية، ويحدد السعر الذى يراه مناسبا، وبناء على كل ذلك يقوم المصنع أو الورشة الصينية بتصنيعه، لذلك فهناك أكثر من موديل يظهر سنويا للفانوس، مع اختلاف المستوردين، وهو ما يحدث فى عدد كبير من البضائع الصينية المصدرة إلى مصر.

هذه المعلومات دفعتنى إلى سؤال تسو تيجوان، مدير عام الإعلام والعلاقات الخارجية بحكومة مقاطعة جواندونج، حول أسباب انخفاض درجة جودة البضائع الصينية المصدرة إلى بعض الدول النامية ومن بينها مصر؟.. ولماذا لا تراقب الصين جودة ما تنتجه مصانعها، حتى وإن طلب التجار المستوردون إنتاج هذه البضائع بجودة أقل لتكون أسعارها رخيصة؟، فأجاب المسئول الصينى أن هناك ثلاثة أسباب لذلك:

الأول- إن معظم هذه البضائع لا يتم تصنيعها فى مصانع ذات رخص رسمية، لكنها تصنع فى ورش صغيرة بعضها داخل شقق سكنية، ولا تتم مراقبتها، حيث من الصعب السيطرة عليها.

الثانى- إن التجار يطلبون من هذه المصانع تصنيع البضائع بأقل سعر ممكن، ويترتب على ذلك تقليل جودة تلك البضائع، لأن المواد الخام تكون أقل جودة.

الثالث- إن الرقابة مهما بلغت قوتها، فلابد من تسلل بعض البضائع غير الجيدة إلى السوق.

                                                                                          المصدر: الأهرام

 
الصين تناقش سبل تنفيذ مبادرة الحزام والطريق
الصين توقع وثيقة تعاون مع المجر بشأن مبادرة الحزام والطريق
الصين تتعهد بتعاون جمركى اقليمى ل" الحزام والطريق"
السيسي: نحرص على تعميق التعاون مع الصين في ظل مبادرة "الحزام والطريق"
مسؤول صيني بارز: الجهود الصينية والعربية المشتركة بشأن مبادرة "الحزام والطريق" تعود بالنفع على ازدهار المنطقة
منتجع ديزني لاند بشانغهاي ستفتتح لاستقبال للسياح
منتجع ديزني لاند بشانغهاي ستفتتح لاستقبال للسياح
مغادرة أسطول السلاح البحري الصيني للمشاركة في تدريب حافة المحيط الهادئ
مغادرة أسطول السلاح البحري الصيني للمشاركة في تدريب حافة المحيط الهادئ
((الأخبار بالعربية والصينية)) صور تذكارية إبداعية في موسم التخرج
((الأخبار بالعربية والصينية)) صور تذكارية إبداعية في موسم التخرج
الصين الجميلة: حقل الخزامى في يوننان الصينية
الصين الجميلة: حقل الخزامى في يوننان الصينية
وسائل الإعلام الأجنبية تولي اهتمامها بتقرير عمل الحكومة
وسائل الإعلام الأجنبية تولي اهتمامها بتقرير عمل الحكومة
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
الكلب المميز يساق السيارات
الكلب المميز يساق السيارات
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
010020070790000000000000011101431343236081