مسقط 9 مارس 2015 (شينخوا) حطت الطائرة الشمسية "سولار امبلس2" مساء اليوم (الإثنين) على مدرج مطار مسقط الدولي في أولى محطات رحلتها التاريخية حول العالم.
وهبطت الطائرة التي أقلعت دون استخدام قطرة وقود من أبوظبي صباح اليوم في مطار مسقط الدولي بعد رحلة استغرقت قرابة 12 ساعة.
ونظم مطار مسقط "احتفالية خاصة" لاستقبال هذا الابتكار التقني الفريد من نوعه في العالم برعاية شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس.
واستقبل مستشار السلطان العماني كابتن طائرة "سولار امبلس 2" برتراند بيكارد، الذي سيتولى قيادتها إلى محطتها الثانية في أحمد آباد بالهند.
وقاد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"سولار إمبلس" أندريه بورشبيرغ الطائرة من أبوظبي إلى مسقط.
ويقود السويسريان بورشبيرغ وبيكارد الطائرة بالتناوب.
وقال الطيار برتراند بيكارد بشأن الوصول إلى مسقط المحطة الأولى من رحلة الطائرة الشمسية حول العالم "استطعنا أن نكمل الجولة الأولى من رحلتنا حول العالم على متن (سولار امبلس2) بنجاح".
وتابع "نحن نهدف إلى نشر رسالة مهمة، وهي أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكانها أن تصنع المستحيل".
وأضاف بيكارد "كما نتطلع إلى أن يتفهم الشباب العماني ومختلف المؤسسات فيها بأن ما يمكن للطاقة الشمسية أن تحققه على الأجواء يمكن تحقيقه وتطبيقه أيضاً على مستوى الحياة اليومية".
بدوره، أعرب شهاب بن طارق آل سعيد في تصريحات "عن سعادته بأن تكون سلطنة عمان هي المحطة الأولى لاستقبال (سولار امبلس2) في هذه الرحلة العالمية".
وقال "إن هذا الحدث بالغ الأهمية ويترجم السعي إلى تحقيق الاستدامة لمستقبل صديق للبيئة من خلال استخدام الطاقة النظيفة في الوقت الذي يحمل فيه رسالة هامة جداً على صعيد تحفيز الأجيال الجديدة من العمانيين على التفكير الإبداعي والنظر للمستقبل برؤية تختلف عن السائد النمطي".
وأضاف "أن التحدي اليوم أمام الجميع يكمن في تطوير الرؤية للمستقبل واقتحام هذه العوالم متسلحين بالعلم والمعرفة والقدرة على الابتكار والإبداع لإثبات الحضور والتأثير في مسيرة بناء الحضارة الإنسانية، وهذا ما تختصره بصورة مذهلة تجربة الطيارين بيرتراند بيكارد، وروجيه بورشبيرغ".
وتقطع الطائرة الشمسية خلال رحلتها التاريخية مسافة 35 ألف كيلومتر خلال 25 يوماً من الطيران موزعة على مدى 5 أشهر، وتتوقف في 12 محطة حول العالم قبل عودتها إلى أبوظبي بنهاية شهر يوليو القادم.
وتشمل محطات الطائرة بجانب مسقط وأحمد آباد، فاراناسي في الهند، وماندالاي في ميانمار، وتشونغتشينغ ونانجينغ في الصين، وهاواي وفينيكس ونيويورك ومحطة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لمحطتين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
وقال برتراند بيكارد في هذا الصدد: "إن التوقف عبر محطات خلال جولتنا يتيح لنا فرصة التواصل مع وسائل الإعلام والمهتمين في كل دولة من الدول التي سنتوقف فيها، حيث نهدف إلى إبراز أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكانهما أن تحققا المستحيل".
وقد صممت "سولار امبلس2" للطيران ليلاً و نهاراً باستخدام الطاقة الشمسية فقط التي يتم تجميعها من الخلايا الشمسية التي زودت بها الطائرة، والتي تتحول إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات خاصة من الليثوم.
وتسير الطائرة الشمسية الأولى بسرعة متوسطة تصل بحدها الأقصى إلى مائة كيلومتر في الساعة.
وعلى الرغم من أجنحتها العملاقة التي تصل إلى 72.3 متر والتي تتجاوز من حيث طولها أجنحة طائرة بوينغ 747، فإنها لا تحمل إلا طياراً واحداً ولا يزيد وزن مقصورتها على وزن سيارة، وبالتالي سيتناوب بيكارد وبورشبيرج على قيادتها في كل محطة.
ويبلغ طول مقصورة الطيارة 3.8 متر في مقدمة الطائرة ما يمكن الطيار من البقاء فيها لمدة تصل إلى أسبوع.
وعلى خلاف الطائرات الأخرى لم يتم ضغط المقصورة، وذلك للحفاظ على أقل وزن ممكن للطائرة.
وانتهى تصميم "سولار امبلس2" في ابريل 2014، حيث تم تزويدها بـ 17,248 خلية شمسية على أجنحتها والتي تزود المحركات الأربعة للطائرة بالطاقة اللازمة.
وخلال النهار تقوم هذه الخلايا بشحن بطاريات اللثيوم ما يمكن "سولار امبلس2" من الطيران أثناء ساعات الليل، ولأن الطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، فإن الشمس هي المحدد الرئيسي لوجهة الطائرة، حيث يقوم الطياران وفريق الفنيين البالغ عددهم 80 فنياً بتغير وضبط خط سير الطائرة وفقاً لتطورات الطقس حتى أثناء الرحلة.