القاهرة 2 مارس 2015 (شينخوا) رأى محللون مصريون اليوم (الاثنين)، أن فرص تشكيل قوات عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب قائمة، وتوقعوا أن تدفع التهديدات التي تواجهها الدول العربية نحو تشكيل هذه القوات.
ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة إلى تشكيل قوات عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب، وذلك عقب قيام تنظيم داعش بقتل 20 مصريا ذبحا في ليبيا، التي أيدت صراحة الاقتراح المصري.
وأجرى السيسي مشاورات حول هذه الاقتراح مع أكثر من زعيم عربي، آخرهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وكشفت مصادر لصحيفة (الشرق الأوسط) في طبعتها السعودية اليوم، أن مصر ستطرح أمام القمة العربية المقررة في نهاية مارس الجاري مشروع تأسيس القوات العربية المشتركة، لمواجهة الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وذكرت الصحيفة اليوم، أن تلك المصادر أشارت إلى وجود إشارات إيجابية داعمة للمشروع من بعض الدول العربية المؤثرة، في ظل النتائج المحدودة لأعمال التحالف الدولي ضد الإرهاب، الذي تقوده الولايات المتحدة منذ منتصف سبتمبر العام الماضي بمشاركة أكثر من 40 دولة في العالم.
فيما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في حوار لذات الصحيفة اليوم، إنه يعتزم إجراء مشاورات مع كل القادة العرب ومع رئيسي الدورة الحالية والمقبلة للقمة العربية حول الحاجة إلى تشكيل قوة عربية لمواجهة الإرهاب.
تعليقا على ذلك، قال اللواء نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية، إن الدول العربية وقعت في 1950 اتفاقية الدفاع المشترك في إطار جامعة الدول العربية، لكن الاتفاقية شبه مجمدة منذ توقيعها، ولم تفعل إلا مرة واحدة خلال حرب تحرير الكويت.
وأضاف أن جيوش معظم الدول العربية تم تفكيكها أو إضعافها مثل جيوش العراق وسوريا وليبيا، ولم يتبق إلا جيوش مصر والمغرب والجزائر والأردن وبعض دول الخليج.
واستدرك " لكن ذلك لا يمنع من تشكيل قوات عربية مشتركة" في إطار الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك، بشرط " توافر إرادة عربية".
واعتبر تشكيل مثل هذه القوات " ضرورة "، وأكد أنه يمكن تشكيلها رغم المخاطر المحيطة بهذا الأمر.
وعن الدول التي يمكن أن تشكل نواة لهذه القوات، قال إن الدول العربية الرئيسية التي يمكن أن تشارك في تشكيل هذه القوات محدودة بسبب الظروف التي تمر بها بعض الدول، لكن المشاركة يمكن ان تكون حسب إمكانيات كل دولة.
وحول موقف الولايات المتحدة الأمريكية من تشكيل هذه القوات، رأى أن " أمريكا نظريا ليس لها علاقة بهذا الموضوع، وليس لها الحق في التدخل في شؤون الدول العربية".
وأضاف أن " أمريكا تدفع حاليا لتشكيل قوات لمحاربة تنظيم داعش، ولن تتدخل ضد تشكيل قوات عربية" لمحاربة الإرهاب.
ورد على سؤال حول ما إذا كان الهدف من المشاورات بين الدول العربية حاليا تشكيل قوات مشتركة لتنفيذ هدف مرحلي أم تشكيل قوات دائمة، قائلا " المطروح حاليا تشكيل قوات لمحاربة الإرهاب وهو هدف مرحلي، إنما لو قلنا قوات دائمة فهذا قد يشتم منه أن القوات ستكون موجهة ضد إسرائيل، وهنا ستحارب أمريكا بكل تأكيد وبكامل طاقتها لإفشال تشكيل القوات".
بدوره، قال الخبير الأمني اللواء طلعت مسلم إن التهديدات والضغوط التي تتعرض لها مصر ودول الخليج وغيرها سوف تكون دافعا لتشكيل قوات مشتركة لمحاربة الإرهاب.
وأضاف أن كل دولة عربية لن تستطيع منفردة مواجهة التهديدات بإمكانياتها الضئيلة، لذلك اتوقع أن تتجه هذه الدول إلى تشكيل قوات للقيام بعمل مشترك في الوقت الحالي.
ورأى أن التهديدات التى تتعرض لها الدول العربية سوف تدفعها لتخطي صعوبات تشكيل القوات، التي تتمثل في طبيعة القيادة السياسية التي ستقود هذه القوات.
وقال إن الدول العربية أمام عدة خيارات منها تشكيل قوات محددة أو تفعيل معاهدة الدفاع المشترك المعطلة، وتابع أن الخيار الأول مناسب في الوقت الراهن، ويمكن أن يكون بداية لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك لاحقا.
