بقلم رشدان تشن
بكين 16 يناير 2015 (شينخوا) من المتوقع أن يبعث رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أثناء مشاركته في الاجتماع السنوي الـ45 للمنتدى الاقتصادي العالمي وقيامه بزيارة عمل إلى سويسرا في الفترة من 20 إلى 22 يناير الجاري، يبعث بإشارة إيجابية لما تشهده الصين من تنمية مستمرة وإصلاح اقتصادي معمق وانفتاح أكبر على العالم الخارجي.
فقد قال نائب وزير الخارجية الصيني لي باو دونغ خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم (الجمعة) أن مشاركة لي في الاجتماع تهدف إلى إبراز ثقة الصين المستمرة في تنميتها الاقتصادية لتعزيز معرفة المجتمع الدولي وفهمه ودعمه لسياسة تعميق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل التي تنتهجها الصين حاليا.
وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة خارجية يقوم بها عضو من القيادة الصينية في العام الجديد، وكذلك أول مرة يشارك فيها رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في المنتدى الاقتصادي العالمي منذ توليه مهام منصبه. وفي هذا الصدد، ذكر لي باو دونغ أثناء المؤتمر الصحفي أن حضور لي للاجتماع يسلط الضوء على مدى اهتمام الصين بهذا المنتدى الاقتصادي ويزيد من ثقل الصين في هذا الاجتماع .
هذا وسيعقد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس الشتوي في جبال الألب السويسرية في الفترة من 21 إلى 24 يناير تحت عنوان "السياق العالمي الجديد"، وتأتي زيارة لي إلى سويسرا بناء على دعوة من كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومن المجلس الفدرالي السويسري. وسيلقي لي خلال الاجتماع كلمة رئيسية وسيلتقي ممثلين عن مجلس الأعمال الدولي إضافة إلى عقده لقاء فردي مع شواب.
وتكمن الأهداف الرئيسية لهذه الزيارة في عزم رئيس مجلس الدولة على أن يبرز للعالم ثقة الصين في تنميتها الاقتصادية المستمرة رغم ما تواجهه من تحديات كبرى في ظل الانتعاش الصعب للاقتصاد العالمي، إذ أنه في عام 2013 بلغ معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني 7.7%، وهو أدنى مستوى له خلال 10 سنوات، فيما يتوقع أن يصل معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الصيني إلى 7.4 % في عام 2014، الأمر الذي أثار مخاوف عالمية من تراجع نمو الاقتصاد الصيني.
بيد أنه أمام تلك المخاوف، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي إلى أن اقتصاد البلاد يشهد "وضعا طبيعيا جديدا" ناشئا، قائلا إن "الوضع الطبيعي الجديد" للاقتصاد الصيني يتميز بتسجيل "نمو كبير رغم التباطؤ"، ونمو "أكثر استقرارا" وكذا "المزيد من القوى الدافعة المتنوعة للنمو" و"تحسين ورفع مستوى" الهيكل الاقتصادي و"تبسيط الإدارة وتفويض السلطات لمستويات أقل".
ويولى اجتماع دافوس أيضا اهتماما بتوجه الاقتصاد الصيني الجديد، حيث ستركز خمسة منتديات خلال الاجتماع على قضية الاقتصاد الصيني وآفاقه بشكل مباشر. ومن المؤكد أن الوضع الطبيعي الجديد، في ظل المخاوف المتعلقة بثان أكبر اقتصاد في العالم، أرسى أساسا متينا للتنمية المستدامة للاقتصاد الصيني، وأن الوضع الاقتصادي الحالي مازال صاعدا وواعدا ويمضى بخطى سريعة ويشهد تحسنا، ما يبرهن على أن آفاق الاقتصاد الصيني مشرقة، وهو ما سيعرضه رئيس مجلس الدولة أمام العالم أثناء مشاركته في الاجتماع .
وبشأن زيارة العمل التي سيقوم بها رئيس مجلس الدولة إلى سويسرا، ذكر نائب وزير الخارجية أن لي كه تشيانغ سيعقد خلال زيارته لسويسرا محادثات مع سيمونيتا سوماروغا رئيسة الاتحاد السويسري عندما يقوم الزعيمان بافتتاح الأنشطة التي ستقام بمناسبة مرور 65 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
إن سويسرا مركز مالي مهم في أوروبا، وتحتضن الكثير من التجارب والخبرات التي اكتسبتها عبر تطورها الاقتصادي. وفي هذا الصدد، كان لي كه تشيانغ قد اتفق مع الجانب السويسري على إقامة آلية حوار مالي بين البلدين لتغدو منصة تعاون مالي تساعد الصين على تعميق الإصلاح المالي وتوسيع مستوى انفتاحها على الخارج.
ومن المتوقع أن يتبادل الجانبان الصيني والسويسري الآراء بشأن التعاون المالي، ويتوصلان إلى اتفاقات في مجالات المال والاقتصاد والتجارة والبحث العلمي والأغذية والطب لتوطيد الصداقة الصينية السويسرية الراسخة ودفع التعاون البراغماتي الثنائي قدما.