مكسيكو سيتي 1 يناير 2015 (شينخوا) واصلت دول امريكا اللاتينية تعزيز التكامل والتعاون والتضامن الإقليمي في 2014، كما شهدت المنطقة تقاربا تاريخيا في العلاقات الأمريكية-الكوبية.
تحرك تاريخي في العلاقات الأمريكية-الكوبية
بعد أكثر من 50 عاما من الجمود والمواجهة العدائية احيانا، اعلنت الولايات المتحدة وكوبا في 17 ديسمبر أنهما اتفقتا على استعادة العلاقات الدبلوماسية.
وجاء الإعلان عقب يوم واحد من اتفاق الرئيس الأمريكي باراك اوباما والزعيم الكوبي راءول كاسترو خلال مكالمة هاتفية على صفقة لتبادل السجناء وفتح السفارات في كلا البلدين، وتخفيف بعض القيود في التجارة.
وقطعت واشنطن العلاقات مع هافانا في 1961، بعد وقت قصير من اعلان زعيم كوبا فيدل كاسترو الثورة التي اطاحت بالحكومة الصديقة لواشنطن.
ودخل البلدان منذ ذلك الحين في خلاف، حيث تصاعدت التوترات في عدد من المناسبات، كان ابرزها ازمة الصواريخ الكوبية وغزو خليج الخنازير في أوائل الستينيات.
وقال اوباما إن الوقت قد حان للتخلص من السياسة الفاشلة وتغيير مسار العلاقات مع كوبا.
ومع تأكيد تلك الخطوة تاريخية، اكد كاسترو على أن الخلافات بين كوبا والولايات المتحدة ستحل عبر "التفاوض" وشدد على أن بلاده ستدافع عن مبادئها الأساسية.
التعاون والتضامن الاقليميان
احتشدت دول المنطقة حول كوبا، متحدية سياسة العزل الامريكية الممتدة منذ فترة طويلة للدول التي يحكمها الشيوعيون بمطالبتها بالانضمام للتكتلات والقمم الاقليمية.
وفي مطلع 2014، اجتمع قادة دول امريكيا اللاتينية والكاريبي في هافانا خلال القمة الثانية للمجموعة، وعززو مشاركة كوبا في قمة 2015 لمنظمة الدول الامريكية في بنما.
وتمسكت تلك الدول بمفهوم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لا سيما احترام حقوق الدول في اختيار نظاميها السياسي والاقتصادي.
واستمر التعاون بين دول امريكيا اللاتينية في التطور في 2014. وحققت كوبا انجازات كبيرة في حملة التحديث، ودشنت اول مرحلة من مشروع ميناء ماريل الضخم للمياه العميقة، بمساعدة رئيسة البرازيل ديلما روزيلف، التي مولت حكومتها المشروع بشكل كبير.
وعلى صعيد متصل، اعربت دول امريكيا اللاتينية عن ادانتها لحرب اسرائيل على غزة، ودعت الكثيرين لسحب سفرائهم. واعترضت البرازيل وفنزويلا بشكل خاص بشدة على القصف الاسرائيلي والاجتياح البري.
تعزيز العلاقات بين الصين وامريكا اللاتينية
قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارات دولة في يوليو إلى البرازيل والارجنتين وفنزويلا وكوبا وحضر القمة السادسة لمجموعة الاسواق الصاعدة (البريكس)، واجتماعا لقادة دول امريكا اللاتينية والكاريبي.
واعلن شي وقادة مجموعة دول امريكا اللاتينية والكاريبي معا قرار باقامة منتدى للتعاون لعقد اول اجتماع وزاري للمجموعة في بكين في أقرب وقت ممكن.
ووضع الاعضاء الخمسة بالبريكس تصميما لبنك التنمية الجديد وترتيبا للاحتياطي المشروط.
وعززت جولة شي التعاون بين دول البريكس، وعلاقات الصين مع الدول التي زارها والمنطقة الأوسع، ودعمت التنمية والسلام الاقليميين والدوليين.
وفي وقت تحافظ فيها دول امريكا اللاتينية على استمرارية سياستها، سيتواصل الاتجاه نحو التكامل الاقليمي والتعاون الجنوبي-الجنوبي بشكل اكبر خاصة مع الصين والبريكس والكتل الاخرى في 2015.
