موسكو 3 يناير 2015 (شينخوا) إن تأسيس الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي يعد بمثابة خطوة أولى تجاه منطقة أوروآسيوية أكثر اتحادا، هكذا قال ألكسندر جوزيف مدير مركز التنمية الإستراتيجية لكومنولث الدول المستقلة.
وصرح جوزيف في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الاتحاد الاقتصادي الآوروآسيوي، الذي يرتكز على الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصاد المشترك، ليس سوى نقطة بداية للعمل الكبير الرامي إلى إقامة اتحاد أوروآسيوي موحد".
ويعد الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي منظمة إقليمية تأسست على يد روسيا وبيلاروس وقازاقستان. ودخل حيز التنفيذ رسميا يوم الأربعاء وتم توسيعه في اليوم التالي بانضمام أرمينيا إليه. وتكمن الأهداف الرئيسية للاتحاد في تشكيل سوق موحدة وإتاحة المزيد من الفرص للتحرك الحر للسلع والخدمات والاستثمارات والقوى العاملة داخل حدود الدول الأعضاء بحلول عام 2025 فضلا عن تطبيق سياسات اقتصادية منسقة.
وقال جوزيف إن إقامة الاتحاد جلبت بالفعل فوائد ملموسة لأعضائه ، مضيفا أن خفض أسعار الغاز من جانب منتجي الطاقة الروس وكذا توفير أوضاع مواتية للتنمية الاقتصادية والجمارك أمور مكفولة للدول الأعضاء .
وذكر أن الاتحاد يعد بمثابة خطوة هامة لروسيا لتجسيد الحلم المتمثل في وجود أوروآسيا موحدة وجهاز داعم نشط لمنظمات اقتصادية أو سياسية أخرى في المنطقة مثل منظمة شانغهاي للتعاون ومبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصينية، مشيرا إلى أن الاتحاد ومبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ليسا متنافسين.
وقال جوزيف إن "مبادرة طريق الحرير تهدف إلى دمج دول آسيا الوسطى في فضاء اقتصادي مشترك"، وهو أمر يرحب به أعضاء الاتحاد .
وأضاف جوزيف أن بإمكان موسكو وبكين العمل معا لتعزيز التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والأمن الإقليمي في منطقتي آسيا الوسطى وأوروآسيا.
وفيما شدد على أن الاتحاد يتمتع بمستقبل مشرق، حذر جوزيف أيضا من أن هناك طريقا وعرة أمامهم.
وقال جوزيف إن الاتحاد سيواجه مشكلتين كبيرتين وهما تشكيل أجهزة عابرة للحدود واعتماد عملة موحدة، مضيفا أنه "يتعين حل تلك المشكلتين بشكل إيجابي لتدعيم الفضاء المشترك. ولكن لا يوجد حتى الآن رؤية مشتركة حولهما. وحان الوقت للخروج بهذه الرؤية".
ولفت إلى أن العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا من المحتمل أن يكون لها تأثيرات سلبية على الاعضاء الآخرين بالاتحاد حتى إذا كانت "دولا مستقلة ذات تجارة مستقلة".
وهناك تقارير تفيد بأن العملتين الوطنيتين لقازاقستان وقرغيزستان، اللتان ستنضمان أيضا للاتحاد في المستقبل القريب، تواجهان انخفاضا ملحوظا تحت تأثير تراجع الروبل.
علاوة على ذلك، فإنه وسط وضع اقتصادي غير مواتي في روسيا، ستشكل البطالة والحركة الارتجاعية للقوى العاملة المهاجرة تهديدات كامنة للأمن الاجتماعي والاقتصادي للدول الأعضاء بالاتحاد.
ومع ذلك، فإنه رغم وجود الكثير من الصعوبات التي ينبغي التغلب عليها، إلا أنه يعتقد بأن الاتحاد سيتطور ليصبح "محورا قويا لنمو المنطقة بأسرها" مع تمتعه بإمكانات ضخمة للتعاون الاقتصادي والتنمية.