واشنطن 11 يناير 2015 (شينخوا) قال خبراء ان الهجوم الآثم الذى اودى بحياة 12 شخصا فى مكتب احدى الصحف فى باريس قد يجعل فرنسا أكثر تصميما على سحق الارهاب ليس فى فرنسا فقط ولكن فى العالم بأسره. وقد يساعد ذلك الولايات المتحدة فى حربها ضد الارهاب.
كانت الاحداث فى باريس محط انظار العالم حيث اقتحم ثلاثة مسلحين مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة تشارلى ايبدو وقتلوا 12 صحفيا ورسام كاريكاتور، لتبدأ عملية كبيرة لملاحقة مرتبكى الهجوم. ولقى مرتكبو الحادث مصرعهم فى وقت لاحق فى تبادل لاطلاق النار مع الشرطة يوم الجمعة.
وبينما قالت فرنسا فى ديسمبر انها ستعزز العمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية ، فانها قد تفعل ذلك الان ولديها تصميم جديد ودعم أكبر من الرأى العام. بالاضافة الى ذلك ، فقد اعلن تنظيم القاعدة فى اليمين مسئوليته عن هجوم باريس المروع، لذا فان معركة فرنسا قد تمتد لتشمل هذه المجموعة ايضا.
قال واين وايت نائب مدير مكتب استخبارات الشرق الاوسط بوزارة الخارجية السابق لوكالة أنباء ((شينخوا))" لقد هزت هذه الموجة من عنف المتطرفين السياسيين الفرنسيين وايضا العامة. وفى ظل هذا المناخ ، فان فرنسا سترد بطريقة ما على تنظيم القاعدة فى اليمن وستعزز الامن داخل البلاد".
فى حين قامت فرنسا بضربات جوية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية ، الا ان الهجمات كانت محدودة نوعا ما ، ولم يكن هناك اجماع عام على الحرب الفرنسية ضد مسلحى داعش. ولكن هذا الامر قد يتغير تماما.
قال خبير العلوم السياسية بمؤسسة ((راند)) كولين ب. كلارك لوكالة انباء ((شينخوا)) انه "بالنظر الى الهجمات، فان وجود فرنسى اكثر نشاطا فى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا سيكون بالتأكد امرا ستناقشه الحكومة الفرنسية".
وقد يعطى هذا الامر الولايات المتحدة حليفا جديدا لديه الدافع فى الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات ارهابية اخرى فى انحاء العالم فى الوقت الذى تقوم فيه الولايات المتحدة بضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الذى قال انه "سيرفع راية الله فى البيت الابيض".
بالتأكد فان الكابوس الاسوأ لواشطن هو ان تتعرض مرة اخرى لهجوم على غرار هجمات 11 سبتمبر حيث قام افراد من القاعدة بعمل ارهابى ضد نيويورك وواشنطن اودى بحياة حوالى 3 الاف شخص، وتريد الولايات المتحدة منع وضع يخطط فيه المتطرفون لهجوم على الولايات المتحدة من قاعدة امنة. مثلما حدث فى هجمات 11 سبتمبر عند خطط نشطاء القاعدة للهجمات ضد الولايات المتحدة من قواعد آمنة فى افغانستان.
ومن المخاوف الاخرى للبلدين هو ان مسلحين فرنسيين وامريكيين نشأوا فى البلاد قد يتلقوا تدريبات على يد مجموعات ارهابية فى الخارج ويشنوا هجمات ضد مدنيين مستخدمين خبراتهم الجديدة. بالفعل ، فقد اشارت تقارير اعلامية الى وجود حوالى 1000 مواطن فرنسى وحوالى 12 امريكيا يحاربون مع تنظيم الدولة الاسلامية.
وقد أعرب الرئيس الامريكى باراك اوباما عن تضامنه مع فرنسا ووصف الدولة الاوروبية بانها " أقدم حليف " بينما وجه تعليمات بان " جميع وكالات تطبيق القانون والاستخبارات ستقدم اى دعم تحتاجه حليفتنا فى مواجهة هذا التحدى".
وقال فى كلمته من ولاية تينيسى الامريكية " اريد الشعب الفرنسى ان يعلم ان الولايات المتحدة تقف بجانبكم اليوم وستقف بجانبكم غدا ".
غير ان النقاد يلقون باللوم على اوباما لانه لا يعطى الاهتمام الكافى للتهديدات الارهابية وسمح لمجموعات ارهابية مثل تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة فى اليمن بالنمو ، ولم يتخذ الاجراء الكافى لمواجهة نمو هذه المجموعات.
وفى الوقت النفسة ، فان فرنسا ستحافظ على الاقل على وجودها العسكرى الحالى فى الشرق الاوسط ان لم تسع لزيادته، بالاضافة الى تعزيز تطبيق القانون والاجهزة الاستخبارية فى فرنسا وفى انحاء اوروبا بشكل أوسع، حسبما ذكر كلارك.
وقال وايت ان فرنسا من المحتمل ان تشن حملة قوية ضد الاسلاميين والمساجد والمنظمات التى تميل للتشدد فى البلاد لان الامر يتجاوز مجرد خطأ امنى كبير -- فهو اسوأ هجوم ارهابى فى باريس خلال 20 عاما.
وذكر وايت " هؤلاء الارهابيين هاجموا قلب التقليد الاعلامى الساخر الذى تفتخر به فرنسا. وليس من المستغرب ان يصف الرئيس فرانسوا اولاند الهجوم بانه على فرنسا نفسها".