بكين 11 يناير 2015 (شينخوا) لن يساعد رفض واشنطن القاطع يوم السبت لإقتراح بيونجيانج لتعليق الاختبارات النووية بشكل مؤقت في مقابل وقف التدريبات العسكرية المشتركة الامريكية الكورية الجنوبية، على بناء الثقة وتحقيق السلام في منطقة شبه الجزيرة الكورية المنقسمة.
فى الحقيقة ، يعتبر العرض الذي اعتبرته الولايات المتحدة "تهديدا كامنا" بادرة حسن نية من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للوصول لحل سلمي للازمة المستمرة منذ عقود طويلة على شبه الجزيرة الكورية.
ويعتبر هذا الاقتراح هو أخر الجهود المبذولة لتخفيف التوتر من جانب إدارة كيم جونج أون في الشهور القليلة الماضية نحو حوار قائم على الثقة وتحقيق انفراجه مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ولكن لسوء الحظ لم تلق هذه الدعوة استجابه.
وانتقدت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية هذا الاقتراح قائلة إنه "يربط على نحو غير ملائم" تدريبات روتينية امريكية كوريا جنوبية بإمكانية اجراء جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية اختبارات نووية وهو ما يعتبر "تهديدا كامنا."
وفشلت الولايات المتحدة في ان تلاحظ او اختارت ان تتجاهل التغير الايجابي المحتمل فى المناخ المتوتر المحيط بشبه الجزيرة الكورية الذي قد يتحقق إذا تم تنفيذ الاقتراح.
ويعتبر الامن القومي هو "أهم أولويات" اي دولة على كوكب الارض ، ناهيك عن دولة مثل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التى اصبحت منعزلة وتخضع لعقوبات منذ عقود.
وعلى النقيض تماما لما ذكرته ساكى، فان إمكانية اجراء اختبارات نووية في بيونجيانج والتدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ليست شؤون منفصلة.
من ناحية فشلت التدريبات العسكرية التي استمرت حوالى 40 عاما والتي استخدمها العم سام كسيف ديموقليس حتى الآن في تحقيق عودة الاستقرار والمصالحة في شبة الجزيرة الكورية.
ومن ناحية اخرى، فان التدريبات الحربية واسعة النطاق السنوية في كوريا الجنوبية و"محيطها" تدفع الوضع نحو حافة الهاوية في شبه الجزيرة الكورية وتمثل السبب الرئيسي - -إذا لم يكن السبب الجذرى-- للقلق والتوتر فى كوريا الديمقراطية.
صدق او لا تصدق، فان كوريا الديمقراطية المعزولة والمندفعة لن تفيد المنطقة أو العالم ككل. من الممكن ان تكون الغطرسة العمياء والاهمال الدائم لاغصان الزيتون التي تقدمها البلاد القشة الاخيرة للدولة المعزولة.
وكما حثت الصين مرارا ، فان الحوار القائم على الثقة هو الطريق الوحيد لحل الازمة التي استمرت لعقود ولاستئناف المحادثات السداسية حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وقد اقر المجتمع الدولي ذلك .
ونأمل ان تستغل الولايات المتحدة هذه الفرصة وان ترد بإيجابية على العرض الاخير. وبصفة عامة فان السلام والتقارب بين الجانبين المتعاديين منذ فترة طويلة يحتاج لافعال من الجانبين. والكرة الان في ملعب واشنطن.