موسكو 22 يناير 2015 (شينخوا) صرح خبير روسي في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن مبادرتي "الحزام والطريق" اللتين أعلنتهما الصين سيخلقان المزيد من الفرص لتعزيز الترابط في آسيا وما خارج آسيا.
وقال ياكوف برجر الباحث في معهد دراسات الشرق الأقصى بالأكاديمية الروسية للعلوم "المبادرتان مشروعا ضخما. ومن الممكن أن يسهم في التنسيق مع بقية المنظمات الاقليمية للاستفادة بشكل كامل من المزايا المتوافرة لديها وتعزيز العلاقات الثنائية".
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرتي الحزام والطريق خلال زياراته الخارجية في عام 2013، وتشمل المبادرتين الحزام الاقتصادي لطريق الحرير من الصين عبر آسيا الوسطى وروسيا إلى أوروبا، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين عبر مضيق مالاكا إلى الهند والشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
ويعيد المشروعان للأذهان صورة طريق الحرير القديم الذي كان مثالا للتفاعل بين الأمم.
وقال برجر إن المبادرتين لن تكونا بمثابة بديل منافس للتكتلات الاقتصادية أو السياسية الأخرى في المنطقة مثل الاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي ومنظمة شانغهاي للتعاون، وأضاف أنهما على العكس من ذلك ستساعدان في تعزيز العلاقات متعددة الأطراف.
أيد تلك التصريحات ديمتري ميزنتسيف سكرتير عام منظمة شانغهاي للتعاون الذي صرح في نوفمبر الماضي في بكين بأن مبادرتي الصين تلبيان الاحتياجات المشتركة للتعاون والتنمية متبادلي النفع وستساهمان في تعزيز العلاقات في المنطقة.
وقال ميزنتسيف "هذا المشروع سيضيف جودة جديدة للتعاون متعدد الأطراف بما في ذلك منطقة منظمة شانغهاي للتعاون".
وأعربت أكثر من 50 دولة على طول طريق الحرير القديم عن رغبتها في المشاركة في المبادرتين من أجل تعزيز التنمية المشتركة بين الصين وأوروبا وآسيا.
ونفذت الصين تعهداتها بفضل بذل جهود ملموسة تشمل إنشاء صندوق طريق الحرير بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لتوفير دعم مباشر للمشروعات وإنشاء بنك آسيوي لاستثمارات البنية التحتية للمساعدة في توفير رأس المال وبناء البنية التحتية على طول المسارين.
وقال برجر "يبدو مبلغ 40 مليار دولار أمريكي مناسب تماما للمراحل الأولى لتطبيق المشروع".
وحول دور روسيا في المبادرتين، قال الخبير إن روسيا قد تشارك في تلك المشروعات عن طريق التعاون في مجالات مثل إمداد الطاقة وتنمية تكنولوجيات جديدة.
وقال "بشكل عام من بين جميع الدول التي يمكن أن تشارك في المبادرتين، تمتلك روسيا أكبر الإمكانيات، وبالنسبة لروسيا تعني المشاركة التعاون ليس مع الصين فقط وإنما مع الدول الأخرى".
ونفى برجر ما تردد حول أن مبادرتي الحزام والطريق هما النسخة الصينية من خطة مارشال تسعى بكين من خلالها للسيطرة والهيمنة على آسيا وبقية العالم.
وقال "من غير الملائم قطعا مقارنة خطة مارشال الأمريكية بخطة الحزام الخاصة بالصين. كانت خطة مارشال أحادية الجانب وشملت تقديم مساعدة اقتصادية دفعة واحدة لإعادة بناء أوروبا".
وقال "على العكس من تلك الخطة تنطوي خطة الحزام على رؤية طويلة المدى والأهم من ذلك انها خطة تعاون متعددة الأطراف. إنها ليست مساعدة صينية للدول الآسيوية إنه تعاون متبادل النفع".
وقال برجر إن المبادرتين لهما آثار عميقة على آسيا والعالم بأسره.
وأضاف "لن تحقق المبادرتين منافع اقتصادية للدول المشاركة فقط وانما ستساهمان في تعزيز التفاعلات الاجتماعية والثقافية بين الشركاء في المنطقة عبر قنوات أخرى مثل المشروعات التعليمية والبرامج الثقافية".