هافانا 23 يناير 2015 (شينخوا) إن أول محادثات رفيعة المستوى تجرى بين كوبا والولايات المتحدة منذ قرابة 40 عاما "فتحت صفحة جديدة" في علاقاتهما، حسبما ذكرت صحيفة ((غرانما)) الحكومية يوم الجمعة.
وأضافت الصحيفة الرسمية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي أنه "بعد أكثر من نصف قرن من الجمود، عقدت كوبا والولايات المتحدة أرفع محادثات سنوية بينهما منذ عقود يومي الأربعاء والخميس في هافانا لتمهيد الطريق تجاه استعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات من بين أمور ثنائية أخرى".
وقالت غرانما إن المحادثات "وصفت من قبل الجانبين بأنها مثمرة، ولكنها أثبتت أنه لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي فعله"، مضيفة أن "كوبا أعربت عن ثقتها في مستقبل أفضل لأمتينا ".
وأشارت الصحيفة إلى أن روبيرتا جاكوبسون نائبة وزير الخارجية لشؤون نصف الكرة الغربي قالت إنه لا يمكن الإعلان عن موعد بشأن فتح سفارتينا في هافانا وواشنطن حيث أبقت الدولتان على أقسام منخفضة المستوى للتعامل مع الشؤون القنصلية. بيد أنها ذكرت "أننا نعمل على ذلك بسرعة ".
جرت هذه المحادثات التاريخية بعدما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو يوم 17 ديسمبر قرارهما بتطبيع العلاقات التي قطعت في يناير 1961.
ورافق الإعلان تبادل إنساني للسجناء وتخفيف فوري تقريبا، رغم أنه محدود، للقيود المفروضة على السفر إلى كوبا وتدفق الدولارات الأمريكية إلى الجزيرة رغم أن معظم الإجراءات تؤثر بشكل حصري على المغتربين الكوبيين، وليس الأمريكيين عموما، الذين ليس في مقدورهم حتى الآن السفر بحرية إلى كوبا.
وحذرت غرانما في مقالها المطول من أن تطبيع العلاقات سيكون "عملية طويلة وشاملة"، قائلة إن الجانبين اتفقا على أن عقد المزيد من اللقاءات أمر ضروري مع أنه لم يتم تحديد مواعيد لها بعد.
ونقلت غرانما عن رئيسة الوفد الكوبي لدى المحادثات جوزفيا فيدال قولها "ستكون هناك عملية طويلة ومعقدة ستتطلب جهدا من الجانبين".
وأكدت فيدال أن نقطة الخلاف الرئيسية بالنسبة لكوبا تكمن في الحظر التجاري الذي تقوده واشنطن ضد الدولة الجزيرة.
وذكرت غرانما أن "فيدال أكدت أنه بالنسبة لبلادنا ، تعد مسألة رفع الحصار أمر ضروري لتطبيع العلاقات ".
وأشارت غرانما إلى أن أوباما دعا الكونغرس الأمريكي إلى أن يناقش بجدية إنهاء الحظر المفروض على كوبا منذ أكثر من خمسة عقود.
وخلال محادثاتهما التاريخية، بحث الجانبان أيضا المجالات المحتملة للتعاون بما فيها السلامة الجوية، والتعامل مع حوادث تسرب النفط، ومكافحة تهريب المخدرات والإرهاب وأوبئة مثل الإيبولا .