واشنطن 9 مارس 2015 (شينخوا) تزايدت الأسئلة وسط صمت مطبق لمرشحة الرئاسة الأمريكية المحتملة هيلاري كلينتون حول فضيحة رسائل البريد الالكتروني.
وثارت موجة من الجدل في الأسبوع الماضي عندما اكتشف أن كلينتون استخدمت حسابا بريديا خاصا واحتفظت بخادمه في منزلها لأغراض حكومية وخاصة إبان فترة عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية بدلا من استخدام البريد الالكتروني الرسمي، العرف المتبع بين المسؤولين في الادارة.
ووقعت كلينتون في مرمي نيران النقاد بسبب فعلتها غير العادية، بحجة أن ما فعلته يشكل خطورة على الأمن القومي وربما أنها قد خرقت القوانين الأمريكية التي تحكم الشفافية بين الموظفين العموميين.
كما أثارت الخطوة أسئلة لا تعد ولا تحصى عما إذا كانت هناك أي نية من جانبها لإخفاء معلومات معينة عن الجمهور.
وأمرت كلينتون وزارة الخارجية بالإفراج عن 55 ألف صفحة من مراسلات بريدها الالكتروني، بيد أن النقاد قالوا إن كلينتون ما زالت تستطيع تحديد أي الرسائل التي يمكن للجمهور الاطلاع عليها، وتقول وزارة الخارجية أنها لا تعرف على وجه اليقين ما إذا كانت هناك رسائل قد حذفت.
وفي نفس الوقت، قالت السيناتور الديمقراطية ديان فينشتاين يوم الأحد في برنامج "لقاء الصحافة" على شاشة (( إن بي سي )) إن كلينتون بحاجة إلى أن "تخرج وتتحدث بالضبط عن الوضع"، مشيرة إلى أن صمتها المستمر إزاء هذه القضية قد يؤذيها.
وتعد فينشتاين أول سيناتور ديمقراطي تحث كلينتون على معالجة القضية علنا.
وقال الباحث البارز بمؤسسة بروكينغز داريل ويست لوكالة ((شينخوا)) "إن الديمقراطيين يريدون هيلاري كلينتون أن تخرج وتجيب على الأسئلة الأساسية بشأن قضية البريد الالكتروني. أنهم لا يريدون أن ينسف هذا الجدل حملتها قبل أن تنطلق من على الأرض".
وأضاف ويست "إنها بحاجة إلى أن تشرح لماذا اعتمدت على ايميل خاص".
وانتقد الجمهوريون كلينتون بسبب هذا الجدل مثل النائب الجمهوري تري جاودي، رئيس لجنة التحقيق المكلفة من مجلس النواب الأمريكي بالتحقيق في كيفية تعاطي وزيرة الخارجية السابقة مع الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012 ، والذي قتل فيه السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من موظفي السفارة.
وظهر جاودي على شاشة شبكة ((سي بي اس)) لانتقاد كلينتون بسبب فضيحة البريد الالكتروني.
كما أعرب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن قلقه إزاء أمن الحساب البريدي. وقال حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، المرشح الأوفر حظا لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016 عن الحزب الجمهوري، إن قرار كلينتون استخدام خادم شخصي هو" أمر محير"
وقال ويست " الجمهوريون يشكون من عدم إتباعها لوائح الإدارة لأن ذلك يساعدهم على القول بأنها قصرت في نواح كثيرة كوزيرة للخارجية".
وفي الواقع، يتوقع أن تكون السياسة الخارجية قضية رئيسية في 2016، ما قد يسبب هذا مشاكل لهيلاري كلينتون، التي يراها النقاد ليست بعيدة عن عثرات السياسة الخارجية للبيت الأبيض في قضايا مثل تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق ويهدد بشن هجمات على الولايات المتحدة.
وقال ويست " الجمهوريون يريدون القول إنها لديها سجل سيئ في السياسة الخارجية وإن الكثير من الانتقادات الموجهة لاوباما ) الرئيس الأمريكي ) تنطبق عليها أيضا".
وينظر عدد من المرشحين الرئاسيين إلى السياسة الخارجية باعتبارها قضية كبيرة للحزب الجمهوري على خلفية الفوضى وعدم اليقين في أنحاء العالم.