لندن 15 مارس 2015 (شينخوا) قال خبير بريطاني إن الأزمة الممتدة في سوريا ربما تصبح أكثر تعقيدا وربما تستمر لعدة سنوات أخرى في مواجهة الخطر المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال نيل كويليام رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس المعروف باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة في الآونة الأخيرة إن هناك سببين رئيسيين وراء بروز تنظيم الدولة الإسلامية في أعقاب اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.
وأضاف "السبب الأول هو الفراغ الذى خلفته الأزمة وهو الفراغ الناتج عن تحول الاحتجاجات في الشارع إلى صراع مسلح ... وكنتيجة لذلك نشأ هذا الفراغ."
وتابع قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن جديدا في الحقيقة ولكنه نجم عن بقايا تنظيم القاعدة في العراق.
وقال كويليام "إن القاعدة أصابها الضعف بسبب الأحداث في العراق لكن التنظيم شرع في الدفع ببنيته التحتية وقيادته ومركز السيطرة إلى الفراغ الكائن في سوريا لقد تبدلوا ليس بشكل كامل ولكنهم اصبحوا قادرين علي الحركة نحو الفراغ.. انه مزج بين هذين العاملين."
ومن وجهة نظر الخبير البريطاني فإن التوسع الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام جعل الأزمة السورية أكثر تعقيدا.
وقال الخبير البريطاني "إن تنظيم الدولة الإسلامية أضاف بعدا دوليا لما كان يعد في السابق شأنا داخليا للعراق." وأضاف "حقيقة فإن عمل تنظيم الدولة الإسلامية على المسرح السوري اجتذب المقاتلين الأجانب ووسع من اجندة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وضم ذلك جزءا من الصراع السورى."
وقال كويليام إنه بسبب صعود تنظيم الدولة الإسلامية فإن المواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السورى اصبحت تبدو وكانها الصراع الداخلي الأساسي وهو ما سيترك أثرا على مستقبل الأزمة.
ومن ناحية أخرى، قال كويليام إن التهديد القادم من تنظيم الدولة الإسلامية يبدو انه سيجبر الدول الغربية علي التوصل إلى "بعض التفاهمات" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبشأن آفاق الأزمة السورية قال كويليام إن الأزمة ربما تطول لسنوات إذا فشل المجتمع الدولي في عقد اتفاق سياسي نهائي في أسرع وقت ممكن.
وأضاف "لا توجد جهود دبلوماسية ملموسة على الطاولة في الوقت الراهن هناك محادثات موسكو والقاهرة لكن لا يبدو أنها ستثمر عن أي تقدم لحل الأزمة ولذلك فإنني اتوقع أن تستمر الأزمة خمس سنوات أو ست سنوات أخرى."
واشار "المجتمع الدولي فاقد للإرادة حتى اللحظة للدفع بحل دبلوماسي ولكن الأولوية الرئيسية للمجتمع الدبلوماسي هو احتواء تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا"