موسكو 16 أبريل 2015 (شينخوا) بينما تحاول روسيا أن تجد مخرجا من صعوباتها الاقتصادية الحالية وسط العقوبات الغربية، يقول خبراء محليون إن روسيا ستستفيد اقتصاديا واستراتيجيا من انضمامها للبنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية المقترح من قبل الصين.
وبلغ عدد المنضمين للعضوية التأسيسية للبنك 57 عضوا من 5 قارات بما في ذلك آسيا والأوقيانوس وأروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
وتحتاج روسيا، أحد الأعضاء المؤسسين، للبنك من المنظورين الاستراتيجي والعملي على حد سواء، على ما قال الخبير بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية لجامعة الأبحاث الوطنية بيتر موزياس.
وأضاف موزياس لوكالة ((شينخوا)) أن "روسيا مهتمة بجذب المزيد من الموارد لمشروعاتها المتعلقة بالبنية التحتية. وتحتاج إلى دعم النمو الاقتصادي وخلق موارد جديدة لذلك وسط انكماش الميزانية الروسية".
وقال إن روسيا ستستفيد من مشاركتها في البنك لما انه يمكن أن يوفر للبلاد المزيد من الفرص من ناحية جذب الموارد لمشروعات البنية التحتية.
وأضاف الخبير " استراتيجيا، من المستحيل تحقيق التنمية الاقتصادية بدون استثمارات طويلة الأجل. وروسيا كأكبر دولة في العالم تتوق للاستثمارات في البنية التحتية. وجغرافيا، تجمع الصين وروسيا مصالح مشتركة، ولذلك يمكن للبلدين تطوير مشروعات بنية تحتية مشتركة عبر الحدود وفي وسط آسيا أيضا".
وشاطره الرأي سفيلتانا كريفورتشكو، رئيس مركز السياسية النقدية للجامعة المالية والتابع لحكومة الاتحاد الروسي، مضيفا أن هذا ليس مفيدا لروسيا فقط وإنما للكثير من الدول في أروبا الغربية أيضا.
وقال " إذا ألقينا نظره على المؤشرات الاقتصادية لدول أروبا الغربية، فسنلاحظ أنها غير جيدة".
وأشار الخبير إلى أن الدول الأروبية، التي تحتاج إلى قنوات جديدة للنمو والمصادر الجديدة للتنمية، تدرك أنها لا تستطيع أن تجد تلك الفرص على أراضيها، وهي مهتمة بالمناطق الأخرى المليئة بالحيوية. ولهذا السبب كانت الدول الغربية القديمة -- المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا-- هي أول من دعمت فكرة البنك".
ورغم انه أقر بأن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قد يقابل ببعض الغيرة من المؤسسات المالية الإقليمية والعالمية الأخرى، إلا أن موزياس لا يعتقد أن البنك منافسا لدودا لتلك المؤسسات.
وقال " قيادة البنك قالت انه سيكون داعما ونظيفا وأخضرا وأنه لن ينافس بنك التنمية الآسيوي ". كما أعرب موزياس عن تفهمه لمبادرة الصين بتأسيس البنك، مشيرا إلى أي دولة تدعم مصالحها الوطنية.
وأضاف انه من المصلحة الوطنية لروسيا أن تشارك في البرنامج بالتعاون مع الصين، فـ"تجنب المشاركة في المشروع المقترح له نتائج عكسية".
في الوقت نفسه، قال ايغور كوتيكوف، كبير الباحثين بمعهد البورصة والإدارة، إن ظهور البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية يخلق فرصا للمؤسسات المالية القائمة للإصلاح والقيام بما يجب.
وأضاف ان " العولمة حتى الآن تخدم اقتصادات قليلة. لكن إنشاء مؤسسات مثل هذه سيحسن البيئة المالية الدولية ويجعلها أكثر عدالة".
وشاطره الرأي كريغورشكو الذي أشار إلى وجود دول " لا تريد أن تعيش تحت توجيه الشقيق الأكبر فقط".
وأضاف " إذا وجدت مشروعات رائعة مبنية على التعاون متبادل النفع وليس التبعية والقوة السياسية فهذا حقا سيكون جاذبا لها".