الصفحة الأولى > العالم

تعليق: لا تسمحوا لجمرة بأن تحرق مجتمع الآسيان

14:05:00 27-04-2015 | Arabic. News. Cn

بكين 27 أبريل 2015 (شينخوا) بينما يجتمع زعماء رابطة جنوب شرق آسيا في كوالالمبور اليوم (الاثنين) لعقد قمة حاسمة حول تحقيق هدف الكتلة بتشكيل مجتمع الآسيان، بدا ضوضاء الفلبين صاخبا في الخلفية ما يهدد بإغراق دعوات لم الشمل.

والمزايدات المتكررة من قبل المسؤولين الفلبينيين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ليست سوى مؤامرة لخداع رابطة دول جنوب شرق آسيا بكاملها للقيام بدور مخلب القط في معركة عقيمة لمانيلا بشأن مطالب لا أساس لها من الصحة.

وهذه الخدعة مصيرها الفشل. فهذا الاتحاد المكون من 10 أعضاء والذي بني صرحه المذهل اليوم على تقليد رجال الدولة الاستراتيجيين يسود على السياسيين الضيقين، لن يسمح لنفسه بأن ينزل إلى حيل بعض مثيري الشغب الأنانيين، وتبدو فرصة تجاهل هذا العرف الذي لا غنى عنه صفر تقريبا.

وفي إشارة لافتة على التزامها بالروح العريقة والرؤية الواسعة للتكامل الإقليمي، تعهدت ماليزيا، التي تتولى رئاسة الرابطة هذا العام، بأن تركز القمة على الأولوية الحقيقية والتي يدخل بناء مجتمع الآسيان في صلبها.

ومن باب بعد النظر يحتاج فريق الآسيان إلى أن يساعد مضيفه في منع خطف الاجتماع المحوري من قبل عضو عنيد وإخراجه عن مساره الصحيح على حساب مصالح المنطقة بأكملها.

ليس معنى ذلك أن تلقي الكتلة الآن بأي أحد من على متنها. فالوحدة والتفاهم يشكلان حجر الأساس للتكامل. وإنما يحتاج قادة الآسيان إلي قيادة العجلة بعيدا عن الطرق الوعرة.

فالآسيان ليست طرفا في أي من نزاعات بحر الصين الجنوبي المعقدة. لذلك فمن المنطقي والمستحسن تماما أن تمتنع عن إقحام نفسها في مشاجرات فردية يجب أن تحل مباشرة من قبل أطرافها المعنية.

وهذا لا يعني أن الآسيان مطالبة بألا تفعل أي شئ في قضية بحر الصين الجنوبي. على العكس من ذلك، فهي مثل الصين لديها مصلحة كبيرة في الحفاظ على الجسم الحيوي من المياه هادئا وساكنا. وفي هذا الصدد هي تملك شريكا مستعدا في بكين، التي تعهدت بالعمل مع الآسيان للحفاظ على السلام والأمن في بحر الصين الجنوبي ووضع مدونة لقواعد السلوك.

ولا تعدو اتهامات وانتقادات مانيلا بشأن استصلاح جزيرة صينية في بحر الصيني أكثر من لص يصرخ . فالفلبين هي التي احتلت بشكل غير شرعي بعض جزر نانشا الصينية التي تعد أصل النزاع الثنائي. وتقديرها بأن الرضيع الذي يصرخ يحصل على اللبن لا يمكن أن يخدع أي عقل رصين.

من جهة أخرى، فإن بناء بنية تحتية أفضل في جزر نانشا سوف يمكن الصين من الوفاء بالتزاماتها الدولية في بحر الصين الجنوبي، أحد أكثر الممرات العالمية ازدحاما، بشكل أفضل، وذلك في مجالات مثل الإنقاذ البحري والأبحاث البحرية والمراقبة الجوية، ناهيك عن أن كل هذه الإنشاءات تدخل كليا في صلب السيادة الصينية.

وفي الواقع هناك ما هو أهم للآسيان والصين، بما يجمعهما من تشابك اقتصادي وترابط ثقافي والتزامات إزاء التنمية المشتركة والرخاء الإقليمي، للقيام به. وقد اتفقا على اغتنام " العقد الماسي" لزيادة تعزيز التعاون المربح للجانبين.

ويأتي بين الأولويات الارتقاء بمنطقة التجارة الحرة بينهما وتعزيز المفاوضات بشأن الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية الأوسع. والجانبان بحاجة إلى بذل جهود متواصلة لتحقيق هدفهما المتمثل في رفع التجارة الثنائية إلى تريليون دولار بحلول عام 2020.

علاوة على ذلك، مع وجود الآسيان على محور طريق الحرير البحري القديم، فإن مبادرة طريق الحرير البحري للقرن الـ21 المقترحة من قبل الصين تضخ السوائل في وريد التعاون الثنائي وكذاك تكامل الآسيان مع فرص جديدة وحيوية جديدة. وفي الواقع انضمت كافة الدول العشر أعضاء الرابطة إلى الأعضاء المؤسسين للبنك الاستثمار الأسيوي في البنية التحتية، ما يعد بداية طيبة.

والآن حان الوقت للآسيان بأن تركز على الصورة الأكبر لبناء مجتمع الآسيان وتدفع التكامل والتنمية من أجل تحقيق المنفعة للكتلة نفسها والمنطقة الأوسع. ولا يجب السماح لأي أحد بأن يعطل هذه المسيرة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101451341880711