مكسيكو سيتي 20 مايو 2015 (شينخوا) من المقرر أن تواصل كوبا والولايات المتحدة محادثاتهما يوم الخميس حول استعادة العلاقات الدبلوماسية ولكن من الصعب التنبؤ بما إذا كانا سيتفقان حول "متى وكيف" يفتحان السفارتين، إذ أنه لم يتم بعد تجسير الفجوات العالقة.
وبالنسبة للجولة الجديدة من المحادثات المقرر أن تعقد يوم الخميس في واشنطن، تركز الولايات المتحدة جدول أعمالها على الارتقاء بمستوى أقسام إدارة المصالح الحالية في العاصمتين إلى سفارتين، وهو ما سيكون بمثابة أهم مؤشر على أن علاقاتهما تتحول إلى علاقات طبيعية.
بيد أن الدبلوماسية الأمريكية البارزة المتخصصة في شؤون أمريكا اللاتينية روبرتا جاكوبسون أقرت يوم الأربعاء بأنه لا تزال هناك "خلافات كبيرة"مع كوبا.
وبوصف كوبا لهذا الأمر المرة تلو الأخرى بأنه شرط مسبق لذوبان الجليد في العلاقات،، قدم البيت الأبيض إلى الكونغرس طلبا بشطب كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو أمر من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الـ29 من مايو.
بيد أن الشروط المسبقة التي أصرت عليها هافانا لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مثل إنهاء الحظر التجاري وإعادة خليج غوانتانامو فقد قوبلت بتجاهل إلى حد كبير من الجانب الأمريكي.
وأكد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في القمة الثالثة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي التي عقدت في يناير في كوستاريكا أن "العملية تجاه تطبيع العلاقات لن تكون ممكنة طالما أن الحظر قائم".
وصار الحظر التجاري الأمريكي، الذي بدأ خلال ستينات القرن الماضي لمعاقبة الحكومة الكوبية الجديدة برئاسة فيدل شقيق راؤول بسبب إيديولوجية الحرب الباردة ولأسباب جيوسياسية، صار بمثابة حجر عثرة رئيسية أمام تطبيع العلاقات بين البلدين.
واستجابة لهذا اللين الأولى في الموقف الأمريكي تجاه كوبا، بدا الجانب الكوبي متفائلا بعض الشيء .
وقال جوستافو ماتشين، نائب مدير الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الكوبية، للصحافة يوم الاثنين إن الظروف أصبحت الآن مواتية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.
وأكد "لا نرى عقبات وإنما قضايا يمكن حلها ومناقشتها".
في واقع الأمر، يحرص الجانبان على رؤية هذه العملية وقد بدأت بالشكل الملائم وتؤتي ثمارها التي اشتاقا إليها لسنوات في المستقبل القابل للتوقع.
وقال المراقبون إن الجيل الحالي من الزعماء الكوبيين مثقل بمسؤولية إسقاط الحظر وترك اقتصاد مزدهر للشباب الكوبي وإذا ما ترك هذا العمل عند منتصف الطريق ليكمله من سيخلفونهم، ستكون النتيجة والعواقب غير قابلة للتنبؤ على نحو أكبر.
ومن ناحية أخرى، يحرك إدارة باراك أوباما شعور بالحاجة الملحة إلى بناء إرث دبلوماسي لحكمها الشاحب بشدة خلال فترة الولاية الثانية لأوباما.
غير أن ثمة عوامل سلبية تعمل إلى جانب تلك العناصر الإيجابية. فالمعارضة الشديدة من قبل المنفيين الكوبيين في ميامي بفلوريدا وكذا حفنة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يسعدون بمحنة أوباما قد تمد انجاز المهمة التاريخية إلى أبعد بكثير من يوم الخميس هذا.