واشنطن 26 مايو 2015 (شينخوا) انتقد خبراء استراتيجية الولايات المتحدة في العراق في ضوء مكاسب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وسيطرته مؤخرا على مدينة الرمادي، ما أثار الشكوك حول قدرة التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تدمير الجماعة المتطرفة.
واجتاح داعش قبل أشهر مساحات شاسعة في سوريا وشمال العراق وفرض قوانينه الصارمة. وقال الخبراء إن سقوط الرمادي واختراق تنظيم الدولة الإسلامية دفاعات مصفاة بيجي حول الميزة لصالح الإرهابيين .
وبينما تركز استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك اوباما على بناء قدرة الجيش العراقي وقصف أهداف التنظيم والمصالحة بين الشيعة والسنة، لم تشهد الأخيرة حتى الآن نجاحا يذكر.
وفي يوم الأحد، قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في مقابلة مع شبكة ((سي أن أن)) إن القوات العراقية " لم تبد إرادة للقتال" في مدينة الرمادي السنية. والأكثر من ذلك أن الجنود العراقيين تركوا المركبات التي قدمتها لهم الولايات المتحدة ومن الأرجح أن تستخدم من قبل مقاتلي التنظيم.
وقال كارتر إن "الجنود العراقيون كانوا أكثر عددا بكثير من القوات المقابلة، إلا أنهم فشلوا في القتال وانسحبوا من المنطقة". وأضاف قائلا " إننا لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين لقتال داعش والدفاع عن أنفسهم".
ولام النقاد أيضا اوباما على ما يقولون إنه وضع القضية على نار هادئة في ضوء وصفه للتغير المناخي في خطابه الأخير بأنه تهديد للأمن القومي والعالمي.
وانتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين، مرشح الرئاسة السابق وأبرز المنتقدين لسياسة اوباما ضد داعش، يوم الأحد اوباما لفشله في انتاج استراتيجية لمكافحة داعش. وقال لشبكة ((سي بي أس نيوز))، " ليست هناك استراتيجية، وأي شخص يقول غير ذلك، فإنني أود أن اسمع ما هي؟".
وتابع ماكين، وهو رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ أيضا،" في الوقت نفسه يقول رئيس الولايات المتحدة إن المشكلة الأكبر لدينا هي التغير المناخي".
ومن جانبه، قال ستيفن بوتشي، خبير الأمن القومي بمؤسسة هيريتاج لوكالة ((شينخوا))، إنه على الرغم من أن الكوارث المناخية والطبيعية هي قضايا مهمة، إلا أنها لا تعتبر بأي حال من الأحوال أكبر قلق أمني للبلاد.
كما انتقد الخبراء رسالة اوباما التي وجهها لداعش وغيره من الأعداء في العالم حيث يبدو أنه يهون من أهمية القضية. وقال بوتشي" اوباما لا يملك في الواقع التركيز والقوة المناسبة للتصدي للتهديد. رده الضعيف سيمكنهم من مواصلة تجنيد المزيد من الأفراد".
وأضاف بوتشي " أنه يتحدث بجرأة لكن المتابعة لديه ضعيفة".
كما صبت وسائل الإعلام بعموم الولايات المتحدة جام الغضب على الاستراتيجية الحالية لعدم جدواها. وقالت صحيفة ((لوس أنغليس تايمز)) يوم السبت " المسؤولون الأمريكيون يقولون إن الحكومة العراقية خصصت مالا وسلاحا لـ8 آلاف مقاتل في الأنبار، أكبر المحافظات السنية-- لكن لم يتم تسليم معظم المساعدات".
وبينما وصف البيت الأبيض مطلع هذا الشهر سقوط الرمادي بالنكسة، إلا أن الخبراء قالوا إن هذا الوصف يقلل من خطورة القضية. وقال ريك برينان، الخبير السياسي الرفيع بمعهد راند، لوكالة ((شينخوا)) إن كلمة " انتكاسة" تقلل من أهمية الانتصار التكتيكي لداعش في الرمادي.
ووقع اوباما في فخ اتهامات النقاد لتقليله في وقت سابق من تهديد داعش، وقالوا انه على ما يبدو وضع القضية على نار هادئة حتى أصبح التهديد كبيرا جدا بشكل لا يمكن تجاهله.
وتخشى واشنطن في نهاية المطاف أن تتعرض لضربة إرهابية بنفس مستوى هجوم 11 سبتمبر عام 2011 على نيويورك وواشنطن، ما أدى الى مقتل قرابة 3 آلاف شخص. وتهدف واشنطن الى منع داعش من إقامة دولته ومن هناك يكمن التخطيط لشن مثل هذه العملية مثلما فعلت القاعدة قبل 11 سبتمبر.
وقد هدد داعش حقا الولايات المتحدة مطلع هذا الشهر وأعلن مسؤوليته عن هجوم بالرصاص في ولاية تكساس.
وكان هذا أول حادث إطلاق نار يحمل بصمة داعش سواء بالإلهام او حتى التنفيذ على التراب الأمريكي، ما يشير الى أن الجماعة خرقت الجدران الأمنية للولايات المتحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز المتعاطفين معها على شن هجمات إرهابية.