الخرطوم 27 مايو 2015 (شينخوا) قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة ( يونيسيف ) إن نحو ربع مليون طفل في جنوب السودان معرضون لخطر كبير بسبب تدهور الامن الغذائى وسوء التغذية فى ظل الحرب الأهلية.
وذكر جوناثان فايتس ممثل اليونيسيف فى جنوب السودان فى تصريح صحفى " أن معدلات سوء التغذية لدى الاطفال هناك هى أعلى من الطارئة بنسبة تصل الى 15 بالمائة " .
وأضاف " أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية فى المناطق الأكثر تضررا من أعالى النيل الكبرى وبحر الغزال".
وتابع " أن معدلات عالية جدا من سوء التغذية الحاد تصل إلى 10 بالمائة قد لوحظت فى ولاية الوحدة".
وحذرت يونيسيف من "أن هؤلاء الاطفال إن لم يتم الوصول اليهم بالعلاجات اللازمة فسيكونون عرضة للوفاة تسع مرات أكثر من الأطفال الأصحاء".
وجاءت إحصائيات اليونيسيف استنادا إلى توقعات فريق تقني دولى كانت المنظمة عضوا فيه.
ووفقا ليونيسيف فان عدد الاشخاص فى جنوب السودان الذين يواجهون انعدام الامن الغذائى الحاد قد تضاعف منذ بداية العام من حوالى5ر2 مليون شخص إلى مايقدر بحوالى6ر4 مليون شخص بما فى ذلك مايقرب من 874 ألف طفل دون سن الخامسة .ومع ازدياد وتيرة العنف فى جنوب السودان لجأ برنامج الأغذية العالمي إلى طريقة إنزال المساعدات الغذائية جوا لآلاف المحتاجين فى دولة جنوب السودان التى تعانى حربا أهلية منذ العام ٢٠١٣.
وقال الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي، جورج فومنين فى تصريح صحفى امس (الثلاثاء) " نواجه تحديا متزايدا فى جنوب السودان ، وفى ظل الظروف الحالية وتعذر استخدام الطرق البرية فنحن مضطرون لاستخدام العمليات الجوية، حيث نقدم المساعدات الغذائية عبر النقل الجوي أو الإنزال الجوي”.
ويواجه آلاف المواطنين خطر الجوع ولاسيما فى ولايتى أعالى النيل والوحدة واللتين شهدتا على مدى نحو ثلاثة أسابيع مواجهات دامية بين القوات الحكومية والمتمردين مما أدى إلى انسحاب عدد من وكالات الإغاثة من المنطقتين.
وتتزامن المواجهات العسكرية مع دخول موسم الزراعة فى جنوب السودان ، وهو ما يهدد بأزمة غذائية على المدى الطويل ، مما دفع الصليب الأحمر إلى التحذير من حدوث ندرة فى الغذاء من خلال هروب آلاف المزارعين خوفا من القتال الدائر.
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى وقت سابق إلى " أن آلاف الأشخاص الهاربين من المعارك في شمال دولة جنوب السودان يواجهون خطر المجاعة، بسبب قطع طرق التموين وعدم قدرتهم على زراعة المحاصيل".
وأضافت " أنّ النزوح الأخير للسكان في معقل المعارضة في لير في ولاية الوحدة وفي كودوك في ولاية أعالي النيل "يأتي خلال فترة مهمّة جداً بالنسبة لموسم زراعة المحاصيل".
ونزح نحو 100 الف شخص عن أماكنهم خلال الأسابيع الماضي بسبب تجدد القتال في أعالى النيل والوحدة فى جنوب السودان، حسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
ويخوض جيش جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر من العام 2013 حربا مفتوحة ضد منشقين عنه يدينون بالولاء لرياك مشار النائب السابق لسلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان.
وفي الخامس من مارس الماضى ، تأجلت المفاوضات بين طرفي الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايجاد) إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة "إيغاد".
وأدت الاشتباكات التي أخذت بعدا عرقيا إلى مقتل الآلاف من مواطني جنوب السودان وفرار 1.9 مليون شخص من منازلهم.