طوكيو 3 يونيو 2015 (شينخوا) ذكرت افتتاحية نشرتها صحيفة ((جابان تايمز)) اليوم (الأربعاء) أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لا يستطيع التهرب من قضية التاريخ وسط تدهور العلاقات مع دول الجوار في وقت تحل فيه الذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقالت الافتتاحية إنه "لا ينبغي على رئيس الوزراء شينزو آبي تجنب قضية التصور التاريخي"، مشيرة إلى إجابة رئيس الوزراء على سؤال لأحد مشرعى المعارضة في جلسة للدايت حيث أنها "تثير الشكوك بشأن تصوره للحرب التي شنتها اليابان في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي".
فخلال جلسة استجواب عقدت مؤخرا في الدايت، أعرب رئيس الحزب الشيوعي الياباني كازو شي عن تشككه فيما إذا كان آبي يعتبر الحرب التي شنتها اليابان في الماضي كانت عملا خاطئا مستشهدا ببيان موراياما لعام 1995، وما إذا كان رئيس الوزراء يعترف بإعلان بوتسدام الذي حكم بأن الحرب التي شنتها اليابان في الماضي تعد حرب عدوان.
وذكر رئيس الوزراء أنه يرث البيان الهام لعام 1995 الصادر عن رئيس الوزراء آنذاك توميتشي موراياما "برمته"، بيد أنه تجنب الاعتراف بأن السياسة الخاطئة التي انتهجتها اليابان في الماضي تسببت في معاناة جيران اليابان في آسيا.
وفيما يتعلق بإعلان بوتسدام، قال آبي إنه لم يلحظ الجزء الوارد في الإعلان والذي دعا إلى الاستسلام غير المشروط لليابان، مضيفا أن قبول الإعلان كان سبيلا أنهت به اليابان الحرب.
وقالت الافتتاحية "إذا كان آبي لا يستطيع قبول التأكيد على أن اليابان شنت حربا لقهرالعالم، فكان عليه أن يقول ذلك بوضوح وكان عليه حينئذ التعبير عن وجهة نظره في الحرب التي شنتها اليابان".
وعلقت الافتتاحية قائلة "بالمراوغة حول هذه المسألة، أعطى (آبي) انطباعا بأنه يحاول تجنب الافصاح عما يظنه حقا بشأن الحرب اليابانية".
وتابعت ((جابان تايمز))، وهي صحيفة يابانية مستقلة تصدر بالإنجليزية ، بقولها "ولكن دون توضيح تصوره لسلوك اليابان في زمن الحرب، سيكون من الصعب أن يبدد رئيس الوزراء شكوك تساور الصين وكوريا الجنوبية فضلا عن أعضاء آخرين بالمجتمع الدولي بأنه يريد في الواقع تبرير العدوان الذي شنته البلاد في زمن الحرب".
ومن المتوقع أن يصدر رئيس الوزراء الياباني، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه من الساعين لتحريف التاريخ، بيانا بمناسبة الذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية هذا الصيف، وقد أكد مجددا أنه لن يستخدم بعض العبارات الرئيسية مثل "العدوان والحكم الاستعماري" و"اعتذار خالص" في بيانه "ذي التوجه المستقبلي" للإشارة إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان في زمن الحرب.
وفي خطب ألقاها في اندونيسيا والكونغرس الأمريكي في أبريل، تجنب آبي ذكر العبارات الرئيسية التي تعد بمثابة الأساس لبيان موراياما الذي يقر بأن اليابان، بإتباعها لسياسة وطنية خاطئة، سارت على الطريق نحو الحرب وتسببت في آلام مبرحة لدول آسيوية مجاورة.
وحث قادة بارزون في العالم، ومن بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حثوا اليابان على السعى لتحقيق المصالحة مع جيرانها من خلال مواجهة تاريخها في زمن الحرب.