الصفحة الأولى > العالم

تعليق: كوبا تبدي ترحيبا حذرا باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة

21:56:37 02-07-2015 | Arabic. News. Cn

هافانا 2 يوليو 2015 (شينخوا) بعض الوثائق كتب لها أن تكون ذات أهمية تاريخية. ومن المرجح أن يكون الخطاب الذي أرسله الرئيس الكوبي راؤول كاسترو للرئيس الأمريكي باراك أوباما واحدا من تلك الوثائق.

وقال كاسترو في خطابه "يسعدني أن أؤكد لكم أن جمهورية كوبا قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفتح البعثات الدبلوماسية الدائمة في بلدينا اعتبارا من يوم 20 يوليو 2015" وبهذا البيان البسيط تخطت كوبا والولايات المتحدة 54 عاما من التاريخ.

وكانت تلك الخطوة متوقعة بشدة بعد أن بدأ ذوبان الجليد في العلاقات في ديسمبر عام 2014 وبعد لقاء الزعيمين في بنما في ابريل الماضي على هامش قمة الأمريكتين.

لكن هذا النبأ يلقى أكثر من الترحيب.

ان هدف الحظر الأمريكي بمعاقبة نظام كاسترو والقضاء عليه لم يحقق نجاحا. وبدلا من ذلك ساهم الحظر في زيادة معاناة الشعب الكوبي وحرمان الجزيرة من البضائع المحدودة التي كانت تساعد في تخفيف المشكلات الاقتصادية الممتدة.

ونظرا لتاريخ البلدين المضطرب مؤخرا لم يكن مفاجئا أن يكون لديهما شكوك تجاه استعادة العلاقات.

من جانبها اتخذت كوبا قرارها من منطلق إنهاء أحد آخر الآثار المتبقية للحرب الباردة وبدء حوار، لكن دون أن يحاضرها أحد عن الديمقراطية.

وفي مبادرة مماثلة أوضح أوباما أنه لم يعد ينتوي خوض معارك بدأت قبل أن يولد هو نفسه. وفي ظل انتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء حول ما إذا كان يمنح شرعية لحكومة كاسترو بتلك الخطوة، استمر أوباما على نهجه. إنه يفهم جيدا أنه سواء أحب الكونجرس ذلك أم لم يحبه, لن يحدث تغيير للنظام في كوبا قريبا.

لكن كوبا ستكون في حاجة الآن لطمأنة قلقها العميق بأن الولايات المتحدة لن تسعى للتدخل في شؤونها الداخلية.

ومنذ بدء التفاوض في ديسمبر الماضي بدا أن أوباما وكاسترو توصلا لتفاهم حول هذا الأمر. وفي حين قال أوباما إن وجود سفارة أمريكية سيساعد الشعب الكوبي، كان أوباما واقعيا تجاه الخلافات الراهنة بين البلدين.

وتطرق كاسترو للأمر في خطابه، وقال إن تلك العلاقات الجديدة ستكون محكومة "بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتعزيز العلاقات الودية بين الدول بناء على احترام مبادئ الحقوق المتساوية وتحديد الشعوب مصيرها".

وفي حين قام أوباما بتأمين جزء كبير من إرثه السياسي بتلك المبادرة الهامة فإن الرؤساء فى المستقبل قد لا يلتزمون بها. وشارك المرشحون الجمهوريون للرئاسة فى انتقاد تجدد العلاقات الدبلوماسية حيث وصفها تيد كروز "بالغلطة التي تمنح كاسترو كل ما يريده مقابل لا شيء"، في حين قال جيب بوش إن أوباما بتلك الخطوة يعزز نظام كاسترو.

ونظرا للعداء واسع النطاق في السياسات الأمريكية تجاه النظام الكوبي فإن مخاوف كوبا تجاه التدخلات الأمريكية مستقبلا في شؤونها لها أساس قوي.

إضافة إلى ذلك يضم التاريخ الأمريكي حول أمريكا اللاتينية أمثلة متعددة لمحاولات تغيير النظم والتحيز لدعم بعض الرموز السياسية وعمليات الاجتياح الشاملة مثلما حدث في خليج الخنازير.

وسيعطى إعادة افتتاح السفارة الأمريكية دفعة لجهود تبين للشعب الكوبي "الطريقة الأمريكية" وسيجعل الجزيرة وجها لوجه مع حقيقة الرأسمالية العالمية.

لكن الحرب الباردة انتهت وهي حقيقة يفهمها أوباما جيدا. وسيكون من المغري أن يوصف كرئيس يتصرف وفق رغبته لتأمين إرثه السياسي. لكن كلماته في بنما تظهر حقيقة أخرى عندما قال "سيكون لدينا خلافات مع كوبا حول العديد من الأمور ولا يوجد خطأ في ذلك".

وسيكون رفع الحظر في أقرب وقت ممكن مؤشرا قويا للغاية على أن تصريحات أوباما حول السلام سيتم تحويلها إلى أفعال.

وفي حين ننتظر أنباء حول أول سفيرين متبادلين لدى البلدين، تحلى كاسترو وأوباما بموقف واقعي حول ما يمكن توقعه من بعضهما البعض.

وهذا سيكون الخطوة الأولى من عملية طويلة قد تشهد قيام الولايات المتحدة برفع الحظر التجاري ووضع سياسة جديدة حول كيفية التعامل مع المهاجرين وزيادة التبادل التجاري والسياحة.

وسيكون التعاون الناجح في العامين القادمين هو الطريقة الأكثر فعالية للتصدي لأسوأ مخاوف كوبا بأن الرئيس الأمريكي مستقبلا قد يعيد مجددا السياسة العقيمة بعزل كوبا لخمسين عاما قادمة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101441343770071