
التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رام الله، 28 يونيو. (صورة شينخوا)
رام الله 28 يونيو 2016 (شينخوا) قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الثلاثاء)، إن من يريد حل الدولتين وتحقيق السلام "عليه أن يتوقف عن خلق وقائع على الأرض تجعله غير قابل للحل".
واعتبر عباس خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب اجتماعهما في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أن الاستمرار في خلق وقائع على الأرض "سيفاقم الصراع ويزيد درجة فقدان الأمل والإحباط لدى الشعب الفلسطيني ويعطي ذريعة لدعاة التطرف والإرهاب في منطقتنا والعالم".
وقال "إننا نتطلع إنهاء عقود من الظلم التاريخي ولممارسة حقنا في تقرير المصير عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية دون تعديل".
وأضاف عباس "أوضحت للأمين العام بأن أيدينا دوما ستبقى ممدودة للسلام على أساس حل الدولتين على حدود 1967، ولكن المشكلة هي في استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وهما نقيضان للسلام المنشود".
وأكد "أهمية دعم المبادرة الفرنسية والجهود العربية والأوروبية والدولية وجهود اللجنة الرباعية الدولية بما يؤدي إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام".
وشدد عباس بهذا الصدد على "ضرورة وضع آلية ذات أسقف زمنية واضحة، لمدة المفاوضات ولتنفيذ ما يتفق عليه، وصولا لتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي كافة (..) مع تأكيدنا على رفض الحلول الانتقالية والدولة ذات الحدود المؤقتة".
وكانت باريس استضافت في الثالث من الشهر الجاري اجتماعا وزاريا دوليا شارك فيه 25 وزير خارجية دول بينهم 4 دول عربية بغرض التشاور لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وعقد الاجتماع بناء على مبادرة أعلنتها فرنسا قبل شهور تستهدف عقد مؤتمر دولي يبحث إيجاد آلية دولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادا إلى رؤية حل الدولتين.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
إلى ذلك، ثمن عباس جهود كي مون وطواقم الأمانة العامة للأمم المتحدة لإعداد الدراسة القانونية بشأن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكدا على أهمية تنفيذ خطوات عمليه متعلقة بمسؤولية مجلس الأمن والأمانة العامة في هذا الشأن.
وقال "نحن الآن وقد أصبحنا دولة مراقب في الأمم المتحدة، ودولة كاملة العضوية في العديد من المنظمات والمعاهدات الدولية، فإننا ماضون في جهودنا للانضمام للمزيد من المعاهدات الدولية".
وأضاف عباس إن هذه الخطوات "تساعدنا على تعزيز قدرات مؤسساتنا وإرساء سيادة وسلطة القانون واحترام حقوق الإنسان وفق المعايير الدولية، وتركيز دعائم الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية".
وأشاد عباس، بدور منظمة الأمم المتحدة بجميع هيئاتها ووكالاتها العاملة "التي أسهمت في تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني منذ قرابة 70 عاما" خاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وعلى هامش لقائهما، قلد عباس كي مون "الوشاح الأكبر لدولة فلسطين"تقديرا لدوره خلال توليه منصبه على مدار عشرة أعوام وبمناسبة قرب انتهاء ولايته نهاية العام الجاري، كما أقام مأدبة إفطار على شرفه.
من جهته، قال كي مون إنه يدرك أن السؤال كثير من الفلسطينيين جدوى التوصل إلى سلام عادل ودائم مع إسرائيل "فهم يسمعون الحديث عن السلام، ولكنهم يرون العنف".
وأضاف "في مواجهة الإهانات النمو وإهانة الاحتلال التي سوف تدخل قريبا عامها الخمسين، والعديد منهم إغفال احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة خاصة الشباب".
ووصف بان التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بأنه "غير قانوني"، مشددا على أن "استمرار أعمال العنف والإرهاب والتحريض تتنافى مع التقدم في التفاوض حل الدولتين".
وحث كي مون القيادة الفلسطينية على العمل على نحو فعال بشكل خاص ضد التحريض من أجل المساعدة في إعادة بناء الثقة، مع دعوته الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على تهيئة الظروف للعودة إلى مفاوضات ذات مغزى.
وجدد التأكيد على أن حل الدولتين هو "الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم في المنطقة".
من جهة أخرى، دعا بان كى مون إلى تسريع وتيرة إعادة الإعمار في قطاع غزة والجهات المانحة للوفاء بالتزاماتها، معبرا عن تأثره بعمق بواسطة صمود الناس في غزة على الرغم من الحروب والمصاعب.
واعتبر أن "الاستقرار على المدى الطويل في غزة لا يمكن أن يتحقق دون تطورين هامين أولهما إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية واحدة، الديمقراطية والشرعية على أساس مبادئ منظمة التحرير الفلسطينية.
أما التطور الثاني بحسب بان، فهو رفع كامل من الإغلاق على قطاع غزة تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860، مع احترام المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل.
وكان بان كى مون زار قطاع غزة لمدة ساعتين تفقد خلالها مبنى تابع للأمم المتحدة للاجتماع بمسئوليه والمستشفى القطري لإعادة تأهيل الأطراف ومشروع صحي ومدرسة للاجئين الفلسطينيين.
ولدى وصوله مدينة رام الله تفقد الأمين العام للأمم المتحدة مدينة روابي السكنية التي يستمر العمل فيها منذ العام 2010 على أن تضم 23 حيا سكنيا تشتمل على 5 الاف وحدة سكنية عند الانتهاء منها.









