كتاب أبيض: تطور الطاقة النووية في الصين يحافظ على سلامة عالية المستوى
بكين 3 سبتمبر 2019 (شينخوا) قال كتاب أبيض صادر عن مكتب الاعلام بمجلس الدولة اليوم الثلاثاء، إن تطور الطاقة النووية في الصين كان آمنا وفعالا من حيث استخدام التكنولوجيا النووية، والتحكم في المواد النووية، والصحة العامة وحماية البيئة.
وقال الكتاب الأبيض، الذي يحمل عنوان "السلامة النووية في الصين"، إن الصين حافظت على سجل سلامة نووية جيد لفترة طويلة - وهي تحتل مرتبة بين الأعلى على مستوى كل الدول من حيث مؤشرات عمليات سلامة الطاقة النووية. ويستمر مستواها في سلامة استخدام التكنولوجيا النووية في التحسن، وتحكمها في المواد النووية قوي، ويتم ضمان الصحة العامة والسلامة البيئية بشكل كامل.
وقال الكتاب الأبيض إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت أربعة مراجعات شاملة للوائح السلامة النووية والإشعاعية الصينية في الأعوام 2000 و2004 و2010 و2016، مع الاعتراف التام بالممارسات والخبرات الجيدة للصين.
تطور الطاقة النووية الآمنة وفعالة
وفقا لمفهوم الحواجز الوقائية المتعددة والدفاع المتعمق، وبهدف ضمان طاقة نووية آمنة وموثوقة تماما، تستخدم الصين أحدث التقنيات وأكثر المعايير صرامة لتطوير الطاقة النووية، وتدير بصرامة دورة حياة المنشآت النووية بأكملها، من تحديد المواقع إلى التصميم والبناء والتشغيل إلى وقف التشغيل.
وعندما بدأ إنشاء أول محطة للطاقة النووية في البر الرئيسي الصيني في عام 1985، وهي محطة تشينشان للطاقة النووية، تبنت الصين تكنولوجيا مفاعل آمن وموثوق، وتعلمت من تجارب ودروس الحوادث النووية الكبرى في الخارج لإدخال تحسينات على السلامة.
وبعد أكثر من 30 عاما، تمكنت الصين من تحقيق القدرة المستقلة للتصميم والبناء والتشغيل في مجال الطاقة النووية، ودخلت مرحلة جديدة من التطوير الآمن والفعال.
وأخذت الصين زمام المبادرة في بناء وتشغيل مفاعل الماء المضغوط فئة - جي دبليو، أيه.بي 1000، باستخدام أنظمة السلامة السلبية المتقدمة، ومفاعل الماء المضغوط الأوروبي المتقدم، إي.بي.أر. وقال الكتاب الأبيض إن مفاعل هوالونغ-1 النووي، الذي يعد نتاجا للبحث والتطوير المستقل يحتل المرتبة الاولى في العالم من حيث تصميم السلامة.
وبحلول يونيو 2019، كان لدى الصين 47 وحدة طاقة نووية قيد التشغيل، لتحتل المرتبة الثالثة في العالم، و11 وحدة طاقة نووية تحت الإنشاء، لتحتل المرتبة الأولى في العالم.
ووفقا للكتاب الابيض، فإن مؤشرات أداء وحدات الطاقة النووية جيدة بشكل عام. وفي الترتيب الشامل للوحدات المماثلة للرابطة العالمية للمشغلين النوويين (وانو) خلال السنوات الأخيرة، حققت وحدات التشغيل في الصين أعلى من المتوسط العالمي لأكثر من 80 في المائة من المؤشرات، ووصلت إلى المستوى المتقدم العالمي لأكثر من 70 في المائة من المؤشرات. وفي عام 2018، قادت الصين العالم بـتحقيق 12 وحدة تشغيل علامات كاملة في مؤشر وانو المركب.
تشغيل آمن للمرافق النووية الرئيسية الأخرى
وبناء على قوتها الخاصة والاستفادة من الخبرة الدولية المتقدمة، قامت الصين بتصميم وتطوير مفاعلات بحثية مثل المفاعلات عالية الحرارة المبردة بالغاز والمفاعلات السريعة ومفاعلات الطاقة النووية الصغيرة ومفاعلات الملح المنصهر وأجهزة التحويل، وفقا للكتاب الأبيض.
ويحافظ 19 مفاعلا للبحث المدني والتجمعات الرئيسية على تشغيل آمن ومستقر. حيث قال الكتاب الأبيض: "لقد طبقنا استراتيجية دورة الوقود النووي المغلقة وأنشأنا تدريجيا نظاما كاملا لدورة وقود نووي، بما في ذلك استخراج اليورانيوم والمعادن، وتحويل اليورانيوم، وتخصيب اليورانيوم، ومعالجة عناصر الوقود النووي، وإعادة معالجة الوقود المستهلك، ومعالجة المواد المشعة والتخلص منها".
وذكر الكتاب الأبيض أيضا أن 18 مرفقا لدورة الوقود النووي المدني وموقعين للتخلص من النفايات الصلبة المشعة ذات المستوى المنخفض والمتوسط تتمتع بسجل سلامة جيد.
التصنيف والتخلص السلمي للنفايات المشعة
تنفذ الصين تصنيفا للنفايات المشعة، ولضمان سلامة دائمة، تضطلع منظمات تشغيل المرافق النووية ومنظمات التخلص من النفايات المشعة بتقليل النفايات المشعة وإزالتها إلى الحد الأدنى وفقا للقانون.
قامت جميع المقاطعات والوحدات الإدارية المعنية بإنشاء مستودعات حضرية للنفايات المشعة للتخزين المركز والتخلص المناسب من النفايات المشعة الناتجة عن التكنولوجيا النووية.
وذكر الكتاب الأبيض: "سنواصل ترقية التخزين السلمي ومعالجة الوقود المستنفد، وتعزيز قدرتنا في معالجة النفايات المشعة والتخلص منها ، وتنفيذ أعمال التفكيك والاستعادة البيئية لمرافق تعدين اليورانيوم والمعادن، وتوحيد معايير الإدارة البيئية للنفايات الصلبة، والمياه الملوثة، والمخلفات والركام الناتجة عن تعدين اليورانيوم والمعادن، لضمان الحفاظ على الإشعاع عند مستويات آمنة".
السلامة المحسنة الملحوظة في استخدام التكنولوجيا النووية
تنفذ الصين إدارة ديناميكية للمصادر المشعة من البداية للنهاية، وتضع جميع مصادر الوحدات المتعلقة تحت منظار اللوائح التنظيمية الحكومية، وفقا للكتاب الأبيض.
وأضاف الكتاب الأبيض: " لقد أنشأنا قاعدة بيانات وطنية لإدارة استخدام التكنولوجيا النووية، واتخذنا تدابير لتعزيز سلامة الموارد المشعة، وحققنا مراقبة فورية عبر الإنترنت للمصادر المتحركة عالية الخطورة، وعززنا مستوى السلامة لاستخدام التكنولوجيا النووية .
وحتى يونيو هذا العام، كان في الصين 142607 مصادر مشعة و181293 جهاز انبعاث إشعاعي في الخدمة، مع مشاركة إجمالي 73070 وحدة في الإنتاج والبيع والاستخدام للنظائر المشعة وأجهزة الانبعاث الإشعاعي .
وتخضع المصادر المشعة وأجهزة انبعاث الإشعاع لإدارة التراخيص مئة بالمئة، ويتم تخزين نفايات المصادر المشعة بشكل آمن مئة بالمئة.
كما قد واصل المعدل السنوي لوقوع الحوادث الإشعاعية من المصادر المشعة انخفاضه، من 6.2 لكل 10 آلاف مصدر في التسعينيات من القرن الماضي إلى أقل من واحد لكل 10 آلاف مصدر في الوقت الحالي، وهو المستوى الأدنى في التاريخ.
الأمن النووي المعزز
وقال الكتاب الأبيض إن الصين تتخذ الأمن النووي كشاشة حماية هامة للسلامة النووية وتسيطر على المواد النووية وفقا لأشد المعايير صرامة.
كما تتماشى مجمعات الطاقة النووية ومرافق تدوير الوقود النووي وأنظمة أمن المصادر المشعة مع المقاييس الدولية .
إن القواعد واللوائح التنظيمية سليمة وشاملة، مع مواصلة التحسين والوقاية لآليات عدم الانتشار ومنع الإرهاب النووي .
وتابع الكتاب الأبيض:" نعمل على بناء نظام أمن نووي للمرافق النووية الجديدة وفقا لأحدث المقاييس الدولية، واستثمرنا مليارات اليوانات في صناديق خاصة لترقية النظام الأمني للمرافق النووية الأصلية، وهكذا نقوي بشكل كبير قدراتنا الوقائية".
وحتى الآن ، لم تقع حوادث سرقة أو فقدان أو استخدام غير قانوني للمواد النووية ، وفقًا لما ورد في الكتاب الأبيض.
نوعية بيئة مشعة جيدة
أظهرت بيانات مراقبة البيئة المشعة في الصين ان نوعية البيئة المشعة في أنحاء البلاد داخل نطاق الإشعاع البيئي الطبيعي، كما أن مستويات التركيز النشيط للنويدات المشعة الاصطناعية طبيعية.
وأظهرت نتائج بيانات مراقبة عدم تغير الإشعاع في البيئة المحيطة بالمرافق النووية الوطنية ومشروعات استخدام التكنولوجيا النووية بشكل ملحوظ، مقارنة مع المستوى قبل البناء، فيما يعتبر المستوى الفردي العام للتعرض للإشعاع أقل بكثير من الحد الوطني، وفقا للكتاب الأبيض.