حرب الصين ضد فيروس كورونا تثب تتفوق الصين

بقلم : سارة عباس جواد

بكين 9 مارس 2020 (شينخوانت) منذ ظهور فيروس كورونا في ديسمبر عام 2019 في مدينة ووهان، اصبح لهذا الفيروس تأثيراته على حياة الجميع فقد أثار ذعرا كبيرا لدي بعض الناس في داخل الصين وخارجها. وبالإضافة إلى سرعة وسهولة انتشار الفيروس، ساهمت التكنولوجيا والأخبار بنشر المعلومات بشكل كبير بين مستخدمي الإنترنت والهاتف المحمول في الصين وخارجها. من هذه الأخبار ما كان صحيحا ونافعا وساهم بنشر التوعية بين المواطنين، ومنها ما كانت أخبارا مزيفة ومغرضة لنشر الذعر والتهويل. ولكن أردت في مقالي هذا أن اركز على الجانب الإيجابي من البنية التحتية الرقمية التي ساهمت بشكل كبير في حرب الصين ضد هذا الفيروس الجديد من خلال تهدئة ذعر المواطنين وتلبية احتياجاتهم اليومية دون التأثر بتفشي الفيروس.

بالرغم من خطورة فيروس كورونا وتفشيه السريع، إلا إن البنية التحتية الرقمية في الصين الآن أصبحت أقوى وأكثر تطورا من أي وقت مضى، وأصبحت محاربة الفيروس ونشر التوعية بين المواطنين والحرص على أن تكون وتيرة الحياة مستمرة بشكل طبيعي أسهل بكثير.

فبالرغم من استمرار أزمة فيروس كورونا حتى الآن، وبالرغم من أن معظم الصينيين والأجانب في حالة بقاء طوعي في المنازل، لكن كل ما نحتاجه متوفر بسهولة ويصل إلينا بسرعة. الآن بوجود التطبيقات المتنوعة على هاتفك المحمول، يمكنك بضغط زر الحصول على ما تشتهيه من الخضار والفواكه واللحوم وجميع احتياجات المنزل وترسل إليك في اقل من ساعتين، ولا تحتاج الخروج من المنزل والاحتكاك بالآخرين وبالتالي الحد من انتشار الفيروس.

وبالنسبة للأشخاص العاملين، أصبح الآن العمل من المنزل مريحا نظرا لسرعة الإنترنت العالية وخاصية الفيديو عبر تطبيق (ويشات) الصيني وغيره وبالتالي حتى الاجتماعات الهامة أصبحت تجرى من خلال الهواتف المحمولة دون الحاجة إلى الحضور إلى المكاتب. حتى في مجال التعليم، فجميع المدارس وعلى وجه الخصوص المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية بدأت خاصية التعليم وإعطاء دروس عبر الإنترنت لجميع الطلبة في كل أنحاء الصين. كما إن معظم هذه الشركات وهذه المدارس استمرت في إرسال الرواتب إلى موظفيها أيضا عبر تطبيقات إلكترونية متنوعة لا توفر السهولة فحسب بل وتوفر واحدة من الضمانات الصحية الهامة والمتمثلة بعدم الاختلاط غير الضروري.

حتى عيد الحب الذي صادف يوم 14 فبراير حيث كانت ولا تزال معظم المطاعم مغلقة، إلا أن هذه المطاعم افتتحت خاصية الطلب عبر الإنترنت والتوصيل إلى المنزل وكذلك محلات الورود والهدايا حيث يمكنك من خلال تطبيق على هاتفك شراء الهدايا والزهور الحمراء وإرسالها إلى نصفك الآخر حتى وإن تعذر اللقاء! كل هذه التطبيقات الصينية والتكنولوجيا الفائقة التي اصبح ينعم بها الشعب الصيني الآن جعلت من هذه المرحلة العصيبة أسهل بكثير.

علي أن اؤكد أنه بالرغم من كل السلبيات التي قد تظهر في عصرنا الحالي، لكن في أزمة فيروس كورونا اثبتت الصين أنها على استعداد تام في تلبية احتياجات اكثر من 1.4 مليار صيني ومئات آلاف الأجانب المقيمين في الصين بكل سلاسة وكفاءة، وأقل ما يمكننا فعله في المقابل هو الالتزام بتدابير الوقاية التي اعلنتها الحكومة والعمل معا على تخطي هذه الأزمة والتخلص من فيروس كورونا.