مقالة خاصة : المختبر الذي أنشأته الصين يتحمل أعباء فحص كورونا المستجد بالعراق

2020-03-31 20:29:02|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

بغداد 31 مارس 2020 (شينخوا) يقدم المختبر الذي أنشأته الصين في العاصمة العراقية بغداد خدمات كبيرة ويساعد السلطات الصحية العراقية في زيادة قدرتها على فحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد.

وأنجز المختبر يوم الأحد الماضي وهو أول عمل رسمي له نحو720 اختبارا شملت " 560 فحصا من المختبر المركزي و160 فحصا استلمها المختبر الجديد ، ما خفف الضغط على مختبر الصحة العامة المركزي العراقي بعد تعرضه لمشكلة فنية .

ويعد هذا المختبر من بين المساعدات الطبية التي أرسلتها الصين للعراق لمساعدته في مجابهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وتم انجازه في سبعة أيام بإشراف فريق الخبراء الصينيين الموجود حاليا في العراق.

وافتتح المختبر رسميا من قبل وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي والسفير الصيني في العراق تشانغ تاو في 25 مارس الجاري في احتفالية حضرها كبار المسؤولين في وزارة الصحة العراقية وفريق الخبراء الصينيين.

وأشاد وزير الصحة العراقي بإنشاء المختبر وبجهود الصين لمساندة بلاده في هذه المحنة، مؤكدا أن المختبر سوف يعزز قدرة العراق في الحد من انتشار فيروس كورونا من خلال زيادة عمليات الفحص المختبري للحالات المشتبه بها الأمر الذي يساعد السلطات العراقية لمنع تفشي هذا الفيروس.

وحسب الخبراء العراقيين والصينيين تبلغ قدرة هذا المختبر الذي أنشأته الصين بإجراء فحوصات لأكثر من آلف نموذج فحص في اليوم الواحد، لما يملكه من أجهزة حديثة ومتطورة والتي تبرعت بها الصين للعراق ، فضلا عن تلقي العاملين فيه التدريب من قبل فريق الخبراء الصينيين. .

وباشر المختبر العمل بإجراء الفحوصات المختبرية بشكل رسمي يوم الأحد الماضي وأجرى 160 فحصا لنماذج مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد في ذلك اليوم، إرسلت من دائرة صحة الرصافة (الجانب الشرقي للعاصمة بغداد).

وفي أول يوم عمل لهذا المختبر حصلت مشكلة فنية في مختبر الصحة المركزي ما أدى إلى توقفه عن العمل، وهو المختبر الوحيد لإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا بالعراق، الأمر الذي جعل السلطات العراقية تعتمد اعتمادا كليا على المختبر الذي أنشاته الصين لإجراء الفحوصات الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

وأكد الدكتور محمد غانم مهدي مدير المختبرات التعليمية في دائرة مدينة الطب، والمسؤول عن المختبر البيولوجي الجزيئي الذي انشاته الصين لوكالة أنباء (شينخوا) أن المختبر الذي أنشأته الصين تحمل أعباء الاختبارات الخاصة بفيروس كورونا في أول يوم عمل له، بعد تعرض مختبر الصحة المركزي العراقي لخلل فتي أدى إلى توقف عمله.

وقال مهدي "حدثت مشكلة تقنية في مختبر الصحة المركزي، وكما تعلمون لا يمكن أن تتوقف عملية الفحص بهذا الظرف لأن المرضي أما بالحجر الأولي أو الحجر النهائي، وفي حالة تأخر الفحص سيؤدي إلى بقائهم في الحجر الأمر الذي يمثل مشكلة لنا".

وأضاف مهدي الذي يواصل العمل بالمختبر منذ أكثر من 24 ساعة "بناء على توجيهات من قيادة وزارة الصحة قمنا بالعمل في مختبرنا لنعوض التأخير الحاصل في مختبر الصحة المركزي واستقبلنا 560 نموذجا من المختبر المركزي وقمنا بفحصها كلها، بالإضافة إلى 160 نموذجا أستلمها مركزنا من صحة الرصافة ليصبح مجموع النماذج التي تم فحصها 720 نموذجا في يوم واحد".

وتابع مهدي "لو لا وجود المختبر الذي أنشاته الصين والذي يضم أجهزة متطورة وحديثة لما تمكنا من إنجاز كل هذه الفحوصات في يوم واحد، وإرسالها إلى مختبر الصحة المركزي، كونه هو المعني بإعلان النتائج".

وأشار إلى أن المختبر الذي انشأته الصين، أعطى السلطات الصحية العراقية إمكانيات إضافية جيدة لكي يستمر العمل في الكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، معربا عن تقديره العالي لما قدمته الصين من مساعدات في توفير الأجهزة وكذلك الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق الخبراء الصينيون.

ولفت إلى أهمية المختبر الذي أنشاته الصين، حيث أنه إذا لم يكن هذا المختبر موجود كانت ستحدث مشكلة خاصة بعد الخلل الفني الذي تعرض له مختبر الصحة المركزي بالعراق وكان سيتم تعليق فحص العينات المشتبه بها على مستوى البلاد وهذا يشكل خطرا على حياة بعض المرضى.

وأثناء تواجدنا في المختبر حضر بعض موظفي الصحة من مناطق ومحافظات عراقية أخرى كمدينة النجف والمدائن جنوب بغداد وقاموا بتسليم المختبر عينات مشتبه بها لفحصها وتزويدهم بالنتائج.

العاملون في المختبر أغلبهم من النساء، لكنهم يواصلون العمل بكل جهد واجتهاد رغم فترات العمل الطويلة نسبيا، بعد حصول مشكلة فنية في مختبر الصحة المركزي لان أعباء الفحصوصات على مستوى العراق كله تحولت إلى مختبرهم.

ويتألف المختبر من ثلاث غرف هي "التبديل، واستلام النماذج، وعزل النماذج"، وأربع قاعات وهي " للأجهزة الحافظة للعينات، والمختبر الرئيسي و فحص الاشعة، والإدارة".

وقالت الدكتورة دنيا جواد إحدى الخبيرات العراقيات التي تعمل في المختبر "بعد استلام العينية المشتبه بها نقوم بإجراء 8 خطوات فحص عليها، وفي حالة ظهور أن الحالة موجبة يعني فيها إصابة نعيد الخطوات الـ 8 كلها لمزيد من التأكد ويتم التوقيع على النتيجة من قبل اثنين من الأطباء ".

وأوضحت دنيا أن المختبر يحتوي على أجهزة حديثة متطورة مثل حافظة الأشعة فوق البنفسجية، وجهاز الحمام المائي لتثبيط فعالية الفيروس وجهاز استخلاص الحامض، وجهاز التفاعل الجزيئي المحدد، مبينة أن العراق لم يكن يملك مثل بعض هذه الأجهزة.

وأكدت أن المختبر يقدم خدمات جليلة للسلطات الصحية ويساعد في سرعة كشف الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، معربة عن سعادتها للعمل في هذا المختبر المتطور لأن خبراتها سوف تزداد أكثر وأكثر، مشيدة بجهود فريق الخبراء الصينيين الذين أحضروا هذه الأجهزة المتطورة التي ساعدت العراق كثيرا.

من جانبه قال الدكتور ناصر محسن أحد الخبراء في المختبر" يعمل حاليا في المختبر ستة أطباء من الأخصائيين في الفحوصات المختبرية، بالاضافة إلى أكثر من 20 تقنيا تم اختيارهم من دوائر مدينة الطب نتيجة لكفاءتهم" ، مبينا أن العمل مستمر في المختبر لمدة 24 ساعة بواقع ثلاث مناوبات.

وأضاف "نحن لا نستقبل المرضي بصورة مباشرة بل نستقبل النماذج التي ترسل إلينا من المستشفيات فقط، مبديا ارتياحه للعمل في هذا المختبر على الرغم من الظروف الصعبة والخطورة التي ترافق العمل في مثل هذه المختبرات.

يذكر أن مختبر الصحة المركزي هو المختبر الوحيد في العراق الذي يمكنه إجراء اختبار الحمض النووي لفيروس كورونا المستجد، لكن بعد افتتاح المختبر البيولوجي الجزئيي الذي انشأته الصين قبل عدة أيام في بغداد أصبح بأمكان العراق إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس في هذا المختبر ايضا.

ووصل مساء السابع من مارس الجاري فريق خبراء صيني يتألف من سبعة أعضاء إلى بغداد كجزء من مساعدة الصين للعراق لمجابهة تفشي فيروس كورونا المستجد ويضم الفريق، خبراء في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وعلم الأوبئة، والعلاج الطبي المكثف، واختبار الحمض النووي.

وزار فريق الخبراء الصينيين عدة محافظات عراقية في الجنوب والشمال والتقى بالأطباء العراقيين في تلك المحافظات وقدم لهم شرحا مفصلا عن كيفية طرق التعامل مع المصابين بفيروس كورونا المستجد، وطرق الوقاية من الإصابة وغيرها من الخبرات التي يملكها الخبراء عن هذا الفيروس.

وحسب بيانات وزارة الصحة العراقية فإن عدد الإصابات في العراق بفيروس كورونا المستجد حتى يوم أمس بلغت 630 إصابة توفي منها 46 فيما تماثل للشفاء 152 شخصا.

إلى ذلك قال هونغ هوي، عضو فريق الخبراء الذي أرسلته جميعة الصليب الأحمر الصينية لمساعدة العراق، والمدير الفني في جامعة صن يات صن "ذهبت إلى مختبر الصحة المركزي للتحقق من وجود مشاكل فنية والمساعدة في حلها".

   1 2 3 4 5 6 7 >  

الصور

010020070790000000000000011100001389354681