تحويل حبوب فول صويا صغيرة إلى "ذهب"
بكين 8 يونيو 2020 (شينخوانت) يعتبر فول الصويا من محاصيل الحبوب الهامة في الصين، وقد عرفت البشرية زراعته قبل خمسة آلاف عام، وتعتبر منطقة شمال شرقي الصين منطقة رئيسية لإنتاجه، وهو محصول غني بالبروتين النباتي. ويعادل محتوى بروتين فول الصويا 2.5 مرة محتوى البيض. ويشابه تكوين الأحماض الأمينية لبروتين فول الصويا تكوين البروتين الحيواني، ومن بينها الأحماض الأمينية القريبة من النسبة التي يحتاجها جسم الإنسان، ولذلك يمكن هضمها وامتصاصها بسهولة، ويمكن مقارنة قيمته الغذائية بنظيرتها في البيض والحليب، بل وتتجاوز القيمة الغذائية للبيض والحليب.
ولد جانغ شيو تساي في قرية نينغآن بمدينة مودانجيانغ في مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، حيث المناظر الطبيعية جميلة والهواء نقي. وكسب جميع أسلافه لقمة عيشهم عن طريق زراعة فول الصويا. ومع تطبيق تقنيات الزراعة الحديثة، ازداد إنتاج الذرة والأرز والمحاصيل الغذائية الأخرى بشكل مستمر، مما أدى لدرجة معينة الى التأثير على سعر فول الصويا في السوق. ومن أجل كسب المزيد من الأموال، غادر جانغ شيو تساي مسقط رأسه الذي كان يعيش به لأكثر من 20 عامًا ووجد فرصة عمل في أحد المصانع لإنتاج الأجزاء الإلكترونية في مدينة شانغهاي.
وذات مرة اشترى جانغ كعكة للاحتفال بعيد ميلاد صديقته. وعندما تناول الكعكة، وجد أن طعمها مختلفًا عن الكعكة التي تناولها من قبل. ولذلك ذهب في اليوم التالي إلى محل بيع الكعك وسأل صاحبه عن كيفية صنع الكعك، حيث قال له صاحب المحل إنه أضاف بروتين فول الصويا إلى الكعك لاستبدال البروتين الحيواني، ليصبح الكعك صحياً أكثر ولها رائحة نباتية جميلة.
وقد ألهمته إجابة صاحب محل الكعك، ليتساءل لماذا لا يحولون فول الصويا العالي الجودة في مسقط رأسه إلى أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية القيمة والرفيعة السعر؟
ومن أجل تحقيق طموحاته، عاد جانغ إلى مسقط رأسه وقدم طلبًا إلى حكومة القرية لفتح معمل لتطوير وإنتاج المنتجات الغذائية المختلفة المصنوعة من فول الصويا. وقدمت حكومة القرية أيضا دعما كبيرا لريادة أعماله من حيث توفير القروض له، وإرساله إلى بكين وشانغهاي وتيانجين وغيرها من المدن الكبرى للدراسة. وفي الوقت نفسه، نظمت الحكومة المحلية أيضًا دورات تدريبية ودعت خبراء التغذية وكبار الطهاة من جميع أنحاء البلاد لتعليم القرويين كيفية صنع المنتجات الغذائية من فول الصويا.
وفي الوقت الحاضر، يعمل في معمل فول الصويا أكثر من 100 موظف. وبالإضافة إلى صنع منتجات فول الصويا التقليدية مثل حليب الصويا والتوفو (جبن الصويا)، يصنعون أيضًا كعك فول الصويا وبسكويت فول الصويا وغيرها من الأطعمة اللذيذة التي تلقى ترحيبا واسعا وتُباع في جميع أنحاء البلاد عبر الإنترنت. وزد على ذلك، يستفيدون أيضًا من أسلوب صنع المأكولات الأجنبية، حيث يضيفون فول الصويا إلى السوشي الياباني والبوريتو المكسيكي، حتى يتمكن فول الصويا من إظهار طعمه وقيمته على مسرح المأكولات العالمية. وقد نالت هذه المنتجات الغذائية المبتكرة ترحيبا كبيرا من قبل المشترين وأصبحت "نجما أحمر" على الإنترنت.
ولا يساعد معمل منتجات فول الصويا السكان المحليين على زيادة دخلهم والتخلص من الفقر فحسب، بل أيضا يحل مشكلة التوظيف، ويجذب المزيد من الشباب الذين يتمتعون بطموحات مثل جانغ شيو تساي للعودة إلى مساقط رؤوسهم لتحقيق أحلامهم من خلال العمل الدؤوب وريادة الأعمال. ولم يعد فول الصويا نوعا عاديا من المحاصيل، ولكنه يحمل أمل القرويين في حياة أفضل.








