قصة "ابنة دونهوانغ" مع هذه المدينة الساحرة

2022-02-07 14:31:27|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 7 فبراير 2022 (شينخوانت) تشتهر مدينة دونهوانغ في جميع أنحاء العالم بتاريخها العريق وثقافتها القيمة ومناظر الصحراء والحصن الحدودي الخلابة. وعلى مدى قرون وباعتبارها مدينة مهمة على طريق الحرير القديم وموقع التجميع والتوزيع للتبادلات الاقتصادية والثقافية الصينية والغربية، فقد نشأت وازدهرت في هذه المدينة ثقافة فريدة معروفة في داخل الصين وخارجها.

وبعد إدخال البوذية إلى الصين، تُرِكَ عددٌ كبير من آثار الكهوف على طول طريق التبشير بها، من بينها كهوف موقاو في مدينة دونهوانغ التي تتمتع بأكبر حجم وأطول فترة زمنية تقطعها عملية بنائها، حيث يوجد فيها حاليا 735 كهفا يتراوح تاريخها من عصر ما قبل أسرة تشين (475-207 ق.م) إلى أسرة يوان (1206- 1368). وتنتشر هذه الكهوف في منطقتين شمالية وجنوبية وتشكل الكهوف في المنطقة الجنوبية الجزء الأساسي من فن كهوف موقاو بما فيها من رسوم جدارية وتماثيل إبداعية، ويبلغ عدد الكهوف في المنطقة 487 كهفا. وأما المنطقة الشمالية، فتوجد فيها حاليا 248 كهفا. وباستثناء 5 كهوف توجد فيها رسوم جدارية أو تماثيل، فليس بالكهوف المتبقية أي زخرفة تقريبا.

وفي أواخر سنة 2021، أُقيم معرض حول فن دونهوانغ بعنوان "ما وراء حدود التاريخ: معرض تعاوني بين متحف القصر الإمبراطوري وأكاديمية دونهوانغ" في القصر الإمبراطوري ببكين. وكان المعرض يتكون من ثلاثة أقسام وهي "روائع طريق الحرير" و"ظواهر لا حصر لها في عالم البشر" و"أعمال حماية الإرث" مع عرض 188 قطعة أثرية ثقافية من مقاطعة قانسو ومتحف القصر الإمبراطوري، فضلا عن نسخ مرسومة يدويا طبق الأصل لرسوم دونهوانغ الجدارية ونسخ رقمية عالية الدقة للرسوم الجدارية، كما نُسِخت ثلاثة كهوف أرقامها 285 و220 و320، مما أتاح للزائرين الولوج إلى تاريخ مدينة دونهوانغ وتجربة التمتع عن قرب بسحر كهوف موقاو التي أُدرجت في قائمة "التراث الثقافي العالمي" من قبل اليونسكو.

واجتذبت مدينة دونهوانغ القديمة عددا لا يحصى من الأشخاص المكرسين لحماية التراث الثقافي، حيث بذلوا جهودهم وتفانوا في الحفاظ على ثقافة دونهوانغ حتى تدوم حية إلى الأبد. ومن بينهم رائدة تتمتع بسمعة عَطِرة في هذا المجال. وهي من مواطني جنوب الصين، لكنها أمضت أكثر من 50 عاما بصحراء دونهوانغ في شمال غربي البلاد، فهي عالمة امتهنت عملا واحدا فقط كرست له كل ما مضى من عمرها وهو بحث ثقافة دونهوانغ وحمايتها. إنها مسنة يبلغ عمرها أكثر من 80 عاما حاليا، لكن أطلق عليها لقب "ابنة دونهوانغ"، وهي فان جين شي، العميدة السابقة لأكاديمية دونهوانغ.

وفي يوليو 1963، جاءت فان جين شي، التي تخرجت لتوها من الجامعة إلى كهوف موقاو في أعماق صحراء تحمل حلمها بحماية التراث الثقافي العريق للوطن الأم. ولمدة 56 عاما، رسخت فان جين شي اقدامها في الصحراء ودمجت حياتها مع دونهوانغ.

وظلت فان جين شي تهتم بتعزيز حماية الآثار الثقافية وشجعت بنشاط الجهات المعنية على إصدار وتنفيذ اللوائح والخطة المتعلقة بحماية كهوف موقاو، مما كشف طريقا علميا لحماية كهوف دونهوانغ. وبفضل جهودها الكدودة، شُكِّلت في أكاديمية دونهوانغ مجموعة من تقنيات الحفظ الرقمي المتقدمة للرسوم الجدارية في دونهوانغ، بالإضافة إلى صياغة نظام معياري لحماية رقمية للآثار الثقافية. وفي الوقت نفسه، سعت فان بنشاط إلى التبادل والتعاون الدوليين في مجال حماية كهوف دونهوانغ لتخلق سابقة للتعاون الدولي في مجال حماية الآثار الثقافية في الصين ودفعت تعميم ثقافة دونهوانغ من خلال تنظيم معارض دونهوانغ الفنية داخل الصين وخارجها، مما حقق فوائد اجتماعية واقتصادية جيدة.

وعند تحدثها عن الإسهامات في حماية كهوف دونغهوانغ على مر السنين، قالت فان إنها فقط "أخذت عصا التتابع وستكمل مهمتها، ولا تزال قضية حماية التراث تحتاج إلى جهود الأجيال المقبلة لدفعها قدما إلى الأمام" مضيفة "إذا كانت هناك حياة أخرى لي، فلن يتغير إيماني، بأن دونهوانغ تستحق تكريس حياتي لها دون تذمر أو ندم."

الصور

010020070790000000000000011100001310459277