رأي ضيف: قمة شيآن تبدأ فصلا جديدا من التعاون بين الصين وآسيا الوسطى
من المقرر تُعقد قمة الصين-آسيا الوسطى في يومي الخميس والجمعة بمدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي شمال غربي الصين. قال خبراء من دول آسيا الوسطى الخمس إن القمة ستُمنح الأطراف المعنية فرصة كبيرة للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، وتعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية، فضلا عن تقوية التبادلات الثقافية والشعبية.
فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين
نورجان كاسمالييفا، رئيسة القسم الدولي بوكالة أنباء ((خبر)) القيرغيزية:
يظهر الاجتماع رفيع المستوى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس وصلت إلى مستوى أعلى. وسيكون هذا الحدث أول قمة خارج الإنترنت يعقدها الرئيس الصيني ورؤساء دول آسيا الوسطى الخمس، وسيبدأ فصلا جديدا في العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى، ليكون علامة فارقة في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
أعتقد أنه في ظل الاضطرابات العالمية، ستساهم هذه القمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. فإن الإرهاب والتطرف يشكلان في أي وقت تهديدات وتحديات لأمن آسيا الوسطى. ومن المأمول أن يُحقق الاجتماع نتائج إضافية في التعاون بالمجال الأمني.
شوازم شزامانوف، أستاذ مساعد في جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية في أوزبكستان:
ستكون قمة شيآن المقبلة حدثا تاريخيا. ستبدأ عصرا جديدا من التعاون بين دول آسيا الوسطى والصين. أعتقد أن المشاركين سيناقشون قضايا التعاون في مجال النقل والبنية التحتية والطاقة، وكذلك الإجراءات اللازمة لمكافحة التهديدات العابرة للحدود، بما يشمل الإرهاب والمخدرات والجرائم المنظمة، ذلك بالإضافة إلى الوضع في أفغانستان والاستقرار في آسيا الوسطى والأمن القومي.
شيراديل باكتيغولوف، مستشار الشؤون الخارجية في معهد قيرغيزستان الوطني للدراسات الاستراتيجية:
تستحق الصين احتراما ودعما كبيرين للمساهمة في إقامة علاقات سلمية وصداقة وتعاون في آسيا الوسطى، وكذلك للدعوة إلى التعاون متبادل المنفعة والتنمية السلمية بين جميع البلدان. وتحتوي مبادرة الحزام والطريق أيضا على هذه المفاهيم.
لا تجبر الصين دول آسيا الوسطى على الانحياز إلى أي جانب. إنها دولة مسؤولة تحترم خيار دول آسيا الوسطى، على عكس الدول الغربية.
فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية الإقليمية
كوبانيتشبيك تابالدييف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة علاء تو الدولية في قرغيزستان:
ستقدم قمة الصين-آسيا الوسطى منصة جديدة وستبدأ فصلا جديدا من التعاون بين الدول الستة المشاركة.
إن توسيع التعاون الاقتصادي اتجاه رئيسي لتنمية العلاقات الثنائية بين دول آسيا الوسطى والصين. لقد نمت تجارة المنطقة مع الصين بشكل كبير.
إن نجاح الصين هو سبب آخر مهم في العلاقات الوثيقة التي تجمع بين الدول الواقعة في آسيا الوسطى والصين، وليس نجاحها في المجال الاقتصادي أو إدخال تقنيات رقمية جديدة فحسب، بل أيضا نجاحها في القضاء على الفقر وتحسين ظروف المجتمع المدني.
أصبح السوق الصيني الضخم سوقا أكثر اجتذابا لمُصنّعي كل أنواع السلع. وفي الوقت نفسه، يزيد تصدير المنتجات الزراعية الخضراء من آسيا الوسطى إلى الصين.
سيريك كورزومباييف، رئيس تحرير صحيفة ((ديلوفوي)) القازاقية:
إن قمة الصين-آسيا الوسطى هامة للغاية، لأنها ستفتح آفاقا واسعة وستضخ زخما في التعاون والتنمية طويلا المدى بين الصين ودول آسيا الوسطى في مختلف المجالات.
ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق. إن مكان إنعقاد القمة هو مدينة شيآن، أحد المدن التاريخية في الصين. إنها مركز ثقافي وتعليمي ومركز لوجستي، المكان الذي بدأ فيه طريق الحرير القديم.
سيكون للقمة تأثيرا إيجابيا على التعاون والتنمية طويلا المدى لبلداننا. فإن الشكل الجديد للتعاون سيُمكن دول آسيا الوسطى من الانخراط مع السوق الصيني الضخم في علاقات اقتصادية وثيقة.
شيراديل باكتيغولوف، مستشار الشؤون الخارجية في معهد قيرغيزستان الوطني للدراسات الاستراتيجية:
بفضل مبادرة الحزام والطريق وممرات النقل البري في دول آسيا الوسطى، تم بناء علاقات مفيدة للغاية بين قيرغيزستان وقازاقستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان مع شريكهم التجاري الرئيسي، الصين.
فمن خلال تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، يمكن للصين تسليم البضائع عبر أراضي دول آسيا الوسطى إلى جنوب أوروبا وتركيا وإيران، فيما يمكن لدول آسيا الوسطى توريد المنتجات إلى دول جنوب شرق آسيا عبر الموانئ الصينية.
جوزيل ميتدينوفا، مدير مركز الدراسات الجيوسياسية في الجامعة الروسية الطاجيكية (السلافونية):
ستعزز القمة تناغم مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجية التنمية الوطنية لدول آسيا الوسطى. ستكون حدثا هاما للغاية سيُساهم في تطوير وتحديث دول آسيا الوسطى.
فيما يتعلق بتقوية التبادلات الثقافية والشعبية
عادل كاوكينوف، كبير الخبراء في معهد قازاقستان للدراسات الاستراتيجية:
إن قمة الصين-آسيا الوسطى حدثا بالغ الأهمية. وسيُساعد في تعزيز التعاون بين دول آسيا الوسطى والصين وسيقوي الروابط الشعبية وسيوطد علاقات حسن الجوار.
إن اختيار شيآن، عاصمة قديمة للصين ونقطة بداية طريق الحرير القديم، ليس صدفة. اليوم، أصبحت المدينة قاعدة صناعية قوية لصناعة الطائرات والسيارات وإنتاج الطاقة، وكذلك تكون موطناً للشركات العملاقة ذات الأهمية العالمية. تعتبر شيآن الآن مركزا صينيا محوريا للتعاون مع آسيا الوسطى، حيث يتم تنفيذ مشاريع علمية وتعليمية وتجارية وغيرها.
هناك عدد كبير من الطلاب القازاقيين يدرسون في شيآن، لأنها واحدة من المراكز التعليمية الرئيسية في الصين.
جوزيل ميتدينوفا، مدير مركز الدراسات الجيوسياسية في الجامعة الروسية الطاجيكية (السلافونية):
لم يتم ملاحظة التفاعلات عالية المستوى في المجال السياسي فحسب، بل ايضا في المجال الثقافي والإنساني. يتلقى آلاف الطلاب الطاجيكيين التعليم في الصين. ويكون العديد من بينهم رواد أعمال ناجحين ومترجمين ومهندسين وممثلين لمهن أخرى.
عبد اللييف مشاريب سيداماتوفيتش، نائب مدير مركز تعزيز العلوم بأكاديمية أوزبكستان للعلوم:
كانت أوزبكستان والصين شريكين وثيقين في طريق الحرير عبر التاريخ، وأقاما علاقات تجارية واقتصادية مستقرة وطويلة الأمد. بعد إقامة العلاقة الدبلوماسية قبل أكثر من 30 عاما، استمرت العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات، بما يشمل المجال الاقتصادي والثقافي، في التطور.
إن مشروع الترميم المشترك لمدينة خيوة القديمة خير مثال على التعاون الثقافي بين البلدين.
بعد مشروع الترميم المشترك لخيوة، سيستمر التعاون الثقافي بين أوزبكستان والصين، وستصبح أعمال الترميم المشتركة اتجاها مهما للتعاون المستقبلي بين البلدين.
نورجان كاسمالييفا، رئيسة القسم الدولي بوكالة أنباء ((خبر)) القيرغيزية:
إن الصين جارة جيدة لقيرغيزستان. كما في الصين، هناك قول مأثور ايضا في بلدنا: إن الجار القريب أفضل من ذلك البعيد. أتوقع أن هذه القمة ستوفر المزيد من الراحة للتبادلات الشعبية بين قيرغيزستان والصين، بما يشمل نظام تأشيرات أكثر راحة.
تتمتع دول آسيا الوسطى، بما في ذلك قيرغيزستان، بموارد سياحية غنية، ونأمل في أن يزور المزيد من الأصدقاء الصينيين قيرغيزستان وأن يذهب المزيد من الأشخاص من دول آسيا الوسطى إلى الصين.