مقالة خاصة: لاجئون فلسطينيون في سوريا.. قصة نزوح متعدد المحطات

دمشق 20 يونيو 2024 (شينخوا) يعد مخيم جرمانا المكتظ باللاجئين الفلسطينيين في دمشق، الملاذ الآمن للفلسطيني محمد العقاد، الذي اتسمت حياته وحياة أجداده بالنزوح المتعدد.
ولد اللاجئ الفلسطيني العقاد (41 عاما) وسط إرث من النزوح، وهو ينحدر من عائلة في الأصل من خان يونس في غزة، ولكن مثل العديد من الفلسطينيين في عام 1948، أُجبر أفراد العائلة على مغادرة وطنهم واللجوء إلى سوريا.
واستقرت عائلة العقاد في مخيم اليرموك جنوب دمشق الذي ضم الآلاف من العائلات الفلسطينية التي نزحت من فلسطين، ونجحت تلك العائلة في خلق نوع من الاستقرار على مر السنين وامتلكت بناية سكنية خاصة بها في مخيم اليرموك.
ومع اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011 تعرض مخيم اليرموك إلى فوضى ودمار، واضطرت عائلة العقاد في عام 2012 إلى الفرار مرة أخرى بعد أن لحق تدمير جزئي بمنزلها، وأعادت الحرب ذكريات قديمة وحكايات الأجداد حول معنى النزوح.
ومنذ عام 2012، تنقل أفراد عائلة العقاد عدة مرات بحثا عن الأمان والاستقرار، ورحلوا من محافظة طرطوس على الساحل السوري (غربا) إلى ريف دمشق، ثم إلى مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، وأخيرا إلى مخيم جرمانا.
ويعيش العقاد اليوم مع زوجته وأطفاله الأربعة في منزل مستأجر في مخيم جرمانا، ويحتوي المنزل على غرفة واحدة وممر وحمام، وهو ما لا يكفي عائلة مكونة من ستة أفراد، ومع هذه الظروف القاسية، يعمل الرجل بائعا متجولا يبيع الحلويات مستخدما وعاء معدنيا يحمله على رأسه في بعض أفقر أحياء جرمانا وضواحيها.
وقبل الحرب، كان العقاد يتمتع بوظيفة أكثر استقرارا كمقاول يبيع أسطوانات الغاز المنزلية، لكن الحرب جردته مما يملكه من مال، مما أجبره على إخراج ولديه الأكبرين من المدرسة للمساعدة في إعالة الأسرة.
وقال العقاد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كانت الحياة صعبة علينا، واضطررت إلى إجبار طفلي الأكبر سنا على ترك المدرسة، وحتى زوجتي تعمل الآن في منازل الناس (كعاملة تنظيف) لمساعدتنا في تغطية نفقاتنا"، واصفا الوضع بأنه "صعب للغاية".
واصطحب العقاد مراسل ((شينخوا)) لزيارة المبنى السكني الذي كانت تسكنه عائلته في مخيم اليرموك، ولا تزال آثار الحرب واضحة عليه.
وصعد الرجل إلى ما كان في السابق شرفة منزله، ونظر إلى المبنى الذي يبدو أنه غير قابل للإصلاح، وقال "آمل أن أتمكن يوما ما من العيش هنا مرة أخرى أو أن يكون لدي منزل آخر يؤويني وعائلتي من رحلة النزوح".
















