تحقيق إخباري: مهجرون من لبنان يروون بمرارة تفاصيل فرارهم من القصف باتجاه الحدود السورية

تحقيق إخباري: مهجرون من لبنان يروون بمرارة تفاصيل فرارهم من القصف باتجاه الحدود السورية

2024-10-15 11:50:15|xhnews

ريف دمشق، سوريا 14 أكتوبر 2024(شينخوا) روى الخمسيني علاء اليوسف بمرارة شديدة تفاصيل فراره مع عائلته من مخيم الشهداء بقضاء صور في جنوب لبنان عبر رحلة محفوفة بالمخاطر بحثا عن الأمان باتجاه الحدود السورية.

وفرت آلاف العائلات من الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة جنوب لبنان بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله منذ أواخر سبتمبر الماضي، ليستقر بعضها في مراكز إيواء خصصتها الحكومة السورية للمهجرين اللبنانيين والسوريين.

في بلدة الحرجلة بريف دمشق الجنوبي، مكثت عائلات لبنانية في مركز إيواء كان مخصصا قبل سنوات لاستقبال مهجرين أتوا من عدة مناطق سورية شهدت عمليات عسكرية ضد مقاتلي المعارضة، واليوم هذا المركز يستقبل العشرات من العائلات اللبنانية التي لجأت إلى سوريا فرارا من الحرب وبحثا عن الأمان.

وقال اليوسف لوكالة أنباء ((شينخوا))، بعد أن أقام هو وعائلته في غرفة مستقلة بمركز إيواء الحرجلة، والحزن يلف وجهه لما آلت به الأمور، "لم نكن نتوقع أن نترك منازلنا في جنوب لبنان، لكن شدة الضربات الإسرائيلية دفعتنا لذلك، والفرار بأنفسنا إلى سوريا".

وتابع "لقد كانت رحلة نزوحنا إلى نقطة المصنع في الجانب اللبناني متعبة وشاقة، خاصة وأنني رجل مريض لا أقوى على التعب"، لافتا إلى أن رحلة النزوح استغرقت أكثر من ثماني ساعات.

وأعرب اليوسف عن شكره للتسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية للمهجرين اللبنانيين، متمنيا أن تهدأ الأوضاع في جنوب لبنان سريعا ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم بأقرب وقت.

إلى ذلك، قال وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا لؤي خريطة، رئيس اللجنة العليا للإغاثة في تصريح لصحيفة ((الوطن)) المحلية، إنه تم تجهيز 20 مركز إيواء، منها 16 استقبلت وافدين بالفعل.

وأشار إلى أن تمركز العدد الأكبر من الوافدين في ريف دمشق ومن ثم في محافظة حمص (وسط سوريا)، مبينا أن هناك الكثير من الوافدين يقيمون في شقق سكنية وفي فنادق، وخصوصا أن معظم الفنادق فتحت أبوابها لاستقبالهم دون مقابل.

ورغم محدودية الموارد في سوريا والحصار الاقتصادي الخانق عليها والذي أثر كثيرا على قطاع الخدمات فيها، تفيد الأرقام الرسمية الأخيرة أنه تم استقبال 396164 شخصا، منهم 281142 سوريا و115022 لبنانيا، وتمت استضافة العديد من العائلات الوافدة في بلدة الحرجلة وأيضا في بلدة السيدة زينب وغيرهما من البلدات بريف دمشق.

من جانبها، عبرت الشابة أميرة رزوق (33 عاما) بحزن عن اللحظات الصعبة التي عاشتها عائلتها أثناء نزوحها أيضا من مخيم الشهداء بجنوب لبنان باتجاه الحدود السورية-اللبنانية، والمعاناة التي مروا بها، واصفة القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بأنه "وحشي ومخيف".

وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها مشت مع عائلتها ساعات طويلة ليلا، حتى وصلت إلى مكان آمن، وبعدها استقلت حافلة إلى معبر جديدة يابوس السوري، وبعدها استقر بها الحال في مركز إيواء الحرجلة بريف دمشق.

فيما عبر الفتى اليافع محمد حمود، البالغ من العمر 13 عاما، والذي كان مرتبكا أثناء الحديث معه، عن حزنه لتركه المدرسة في هذا الوقت، لافتا إلى أن الحرب أبعدته عن رفاقه ومدرسته والتي طالها الخراب والتدمير.

أما الستيني حسن يزبك، الذي كان صوته يرتجف وهو يتحدث من هول ما شاهده، قال إن "الطائرات الإسرائيلية لم تترك بقعة آمنة في الضاحية الجنوبية دون قصفها، مشاهد القصف زرعت رعبا كبيرا في نفوس الأطفال"، مشيرا إلى أن تلك المشاهد ستبقى قابعة في ذاكرتهم لسنوات طويلة.

وتابع حسن، الذي تتألف عائلته من أربعة أفراد، "أتمنى أن يعود الأمن إلى لبنان وأن يتوقف القصف الإسرائيلي على المنازل السكنية في الضاحية الجنوبية"، مؤكدا أن الحرب "مدمرة ولا ترحم أحدا". 

الصور