مقالة خاصة: اقتصاد الفضاء في صدارة خطط التنمية لمقاطعة قوانغدونغ
قوانغتشو 17 أكتوبر 2024 (شينخوا) تسعى مقاطعة قوانغدونغ، التي تعد قوة اقتصادية كبيرة في جنوبي الصين، إلى الاستفادة من صناعة الفضاء التجاري المزدهرة بهدف تعزيز تنميتها عالية الجودة.
أعلنت حكومة المقاطعة هذا الأسبوع عن خطة عمل للسنوات الأربع المقبلة، تضمنت تدابير لتطوير تقنيات الفضاء المتطورة والقطاعات الرائدة، مثل الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام ذات الدفع العالي، وعمليات الإطلاق البحرية والسياحة الفضائية.
وتهدف المقاطعة إلى تحقيق حجم إجمالي لصناعة الفضاء التجاري قدره 300 مليار يوان (حوالي 42 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2026، وتسعى جاهدة لتوفير القدرة على إجراء الرحلات الروتينية باستخدام صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بحلول عام 2028.
تضمنت الخطة الاقتصادية المتعلقة بالفضاء تدابير متقدمة لتطوير مجالات ناشئة مثل تصنيع الفضاء والسياحة الفضائية والطب الحيوي الفضائي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست أول خطة عمل إقليمية في عام 2024 تركز على صناعة الفضاء التجاري. حيث سبق أن أشار تقرير عمل الحكومة الصينية هذا العام إلى أهمية هذه الصناعة كمحرك جديد للنمو. وقامت العديد من المناطق مثل بكين وشانغهاي وهونان أيضا بطرح تدابير لتعزيز التنمية الإقليمية لهذه الصناعة.
في يوليو الماضي، أطلقت بكين مشروع "شارع الصواريخ"، بهدف إنشاء مركز للبحث العلمي والإنتاج على المستوى الوطني للنهوض بصناعة الفضاء التجاري.
كما أصدرت شانغهاي خطة عمل في أواخر العام الماضي، بهدف إنتاج 50 صاروخا تجاريا و600 قمر صناعي تجاري سنويا بحلول عام 2025.
وتخطط مقاطعة شاندونغ الساحلية، وهي قاعدة صناعية في شرقي الصين، لاستضافة 300 شركة رئيسية في مجال الطيران والفضاء، وحوالي 10 مجمعات صناعية وأكثر من خمس مجموعات صناعية ناشئة بحلول عام 2030.
وقد تم التأكيد على التعاون الإقليمي في خطة قوانغدونغ، حيث شملت تبادلات مع المدن الرائدة مثل بكين وشانغهاي، وشجعت أيضا على التعاون بين الجامعات ومعاهد البحوث في قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو لتحقيق اختراقات في مجالات مثل بيانات الاستشعار عن بعد ومحركات الصواريخ.
شهد سوق الفضاء التجاري في الصين نموا سريعا منذ عام 2015، بمتوسط زيادة سنوية تزيد عن 20 في المائة. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الفضاء التجاري في البلاد إلى 2.34 تريليون يوان في عام 2024.
وفي العام الماضي، سجلت قوانغدونغ إنجازا تاريخيا كأول مقاطعة صينية يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 13 تريليون يوان. وباعتبارها رائدة في الإصلاح والانفتاح الصيني، وسعت قوانغدونغ وجودها في صناعة الفضاء التجاري، حيث تجذب المدن الكبرى في المقاطعة مثل قوانغتشو وشنتشن وتسوهاي الشركات العاملة في هذا المجال وتقدم الرعاية لها.
وبفضل قوتها الاقتصادية الكبيرة ومواردها الوفيرة، تقدم قوانغتشو الدعم المالي اللازم لشركات الفضاء التجاري. في العام الماضي، حققت منطقة نانشا في قوانغتشو شهرة واسعة بفضل منحها مكافآت تصل إلى مليون يوان لكل إطلاق صاروخي ناجح و500 ألف يوان لكل إطلاق ناجح للأقمار الصناعية.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام، أشار لي تشين فنغ، نائب المدير العام لشركة "كاس سبيس"، وهي شركة لصناعة الصواريخ يقع مقرها في قوانغتشو، إلى أن الدعم المالي الذي توفره قوانغتشو كان سببا رئيسيا لاختيار شركته لهذه المدينة.
وأضاف لي أن البنية التحتية الصناعية القوية في قوانغتشو، المتمثلة في التصنيع المتقدم وتطوير البرمجيات وإنتاج الرقائق الإلكترونية، تلعب دورا حاسما في دعم قطاع الفضاء التجاري.