تقرير إخباري: أمواج البحر تغرق خيام النازحين على ساحل وسط وجنوب قطاع غزة

تقرير إخباري: أمواج البحر تغرق خيام النازحين على ساحل وسط وجنوب قطاع غزة

2024-11-26 00:10:30|xhnews

غزة 25 نوفمبر 2024 (شينخوا) استيقظ عباس لافي في ساعات متأخرة من الليل ليجد مياه البحر ابتلعت خيمته التي أقامها على شاطئ بحر دير البلح وسط قطاع غزة، بعد نزوحه من مدينة غزة بفعل القصف الإسرائيلي وجرفتها مع كامل متعلقاته مما زاد من معاناة أسرته.

ولافي هو واحد من آلاف النازحين الذين نصبوا خياما على طول الشاطيء الساحلي وسط وجنوب قطاع غزة بعد إنذار الجيش الإسرائيلي لسكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة بالنزوح وترك منازلهم إلى ما بعد وادي غزة مع الأيام الأولى للحرب.

ويقول لافي المعيل لسبعة أطفال "وجدنا أنفسنا عائمين فوق المياه بفراشنا ومتعلقاتنا داخل الخيمة المهترأة التي لا تقي من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف".

ويضيف لافي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ماذا نفعل؟ هربنا من القصف الإسرائيلي والموت في غزة، لنجد أنفسنا نموت هنا غرقا من الأمطار ومياه البحر".

وتسببت الرياح القوية التي ضربت ساحل قطاع غزة بغرق وتدمير عشرات الآلاف من خيام النازحين الذين لجأوا إلى شاطئ البحر هربا من الموت.

ويذكر الرجل الخمسيني وهو يحاول إزاحة المياه من خيمته وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فراشه، بأن ما يفقده النازح حاليا من فراش أو أغطية من الصعب تعويضه بسبب غياب المساعدات الإنسانية اللازمة.

ولايختلف حال لافي كثيرا عن حال مصعب سحويل، وهو نازح من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، الذي اضطر إلى وضع خيمة على شاطئ بحر مدينة خانيونس القريبة من دير البلح.

ويقول سحويل (30 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه قبل الحرب كان يعيش بسعادة مع زوجته وأطفاله الثلاثة، ولكن الحرب أجبرته إلى ترك منزله الذي عرف فيما بعد، أنه دمر بفعل الغارات الإسرائيلية، واضطر للعيش في خيمة "غير آدمية" على حد تعبيره.

ويضيف بنبرة حزينة وهو يجلس بجانب خيمته التي دمرتها الأمطار ومياه البحر الهائج "فوجئنا ونحن نائمين داخل الخيمة أنا وزوجتي وأبنائي بالمياه تغمر الخيمة، مما دفعني لحمل ما يمكن حمله ومحاولة التوجه إلى خيمة أخي البعيدة إلى حد ما عن الشاطئ".

ويتابع بعيون دامعة "في الصبح عندما عدت وجدت الأخشاب مكسرة ومعظم فراشنا ومتعلقاتنا ابتلعها البحر وأصبحنا في غمضة عين لا نملك مأوى أو فراش أو ملابس".

وكان سحويل يتطلع قبل الحرب إلى بناء طابق جديد في بيته، أما اليوم يتذكر الرجل بحسرة أن البيت "دمر، وكذلك الخيمة التي حلت محله دمرت".

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة فإن قرابة 10000 خيمة جرفتها مياه البحر تعرضت للتلف خلال اليومين الماضيين بسبب دخول فصل الشتاء والمنخفض الجوي.

وأضاف المكتب في بيان أنه وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية فإن نسبة 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعد تلف 110000 خيمة من أصل 135000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً، ودخول المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وجرف أمواج البحر لآلاف الخيام.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذه الخيام مصنوعة من القماش والنايلون، واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في قطاع غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور أكثر من 416 يوماً على "حرب الإبادة الجماعية وعلى جريمة التهجير القسري والنزوح الإجباري وهذه الظروف غير الإنسانية".

وعلى مقربة من خيمة سحويل، احتضنت الفلسطينية شريفة علوان ابنتها الصغيرة التي يبلغ عمرها أقل من أسبوع وهي تجلس على فراش يطفو فوق المياه، بعد أن هاجم البحر خيمتها ودمرها.

وتقول شريفة (35 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ما ذنب هذه الطفلة الصغيرة؟ ما ذنب كل أطفالنا أن يعيشوا مثل هذه الأيام السيئة والصعبة".

وكتبت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) عبر منصة (إكس) أنه في غزة تدخل العائلات فصل الشتاء في ظروف "مروعة"، حيث لا يوجد مكان آمن للمأوى، وتهطل الأمطار بغزارة وهم بحاجة إلى كل شيء، بما في ذلك الملابس والأحذية والبطانيات حيث بدأ البرد يتسلل إليهم.

وأضافت "يجب أن ينتهي هذا الوضع البائس"، موضحة أن نصف مليون شخص معرضين لخطر الفيضانات.

وبدأت الحرب المستمرة بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 على بلدات ومواقع عسكرية جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وفي المقابل، شنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية على القطاع المحاصر أودى بحياة 44 ألف فلسطيني ودمار غير مسبوق. 

 

 

 

الصور