مقالة خاصة: باستخدام روبوت... طبيب في شانغهاي يجري عملية جراحية لمريض في المغرب على بُعد 12 ألف كيلومتر
شانغهاي 27 نوفمبر 2024 (شينخوا) حقق جراح في بلدية شانغهاي شرقي الصين إنجازا طبيا كبيرا باستخدام روبوت صيني الصنع لإجراء عملية جراحية لمريض مصاب بسرطان البروستاتا في المغرب، حيث يبعد عنه 12 ألف كيلومتر.
تمت هذه الجراحة المدهشة باستخدام روبوت "توماي"، الذي يتمتع بقدرة على التصوير عالي الدقة في الوقت الحقيقي والتحكم عن بعد في الآلات عبر مسافات طويلة جدا.
ووصفت العملية، التي أجريت عبر مسافة انتقال البيانات تجاوزت 30 ألف كيلومتر في الاتجاهين، بأنها جراحة "عابرة للقارات"، وحققت رقما قياسيا جديدا كأطول عملية جراحية بشرية عن بعد. وسبق هذه العملية في أكتوبر الماضي عملية جراحية باستخدام نفس الروبوت بين شانغهاي وميناء كوتونو في بنين، على مسافة قدرها 27 ألف كيلومتر ذهابا وإيابا.
في 16 نوفمبر الماضي، استغرق الجراح يونس أهالال وهو طبيب فرنسي، أقل من ساعتين لإتمام العملية، حيث كان معدل تأخير نقل البيانات في اتجاه واحد يزيد قليلا عن 100 ميلي ثانية.
نفذت الذراع الروبوتية في المغرب كل أمر من وحدة التحكم الجراحية في بلدية شانغهاي، وتمكنت من إزالة ورم البروستاتا وإكمال عملية الخياطة مع الحفاظ على حزمة الأوعية الدموية والعصبية والحد الأقصى لطول مجرى البول.
وأشار أهالال إلى أن الفيديو الذي تم نقله في الوقت الفعلي من خلال شبكة نطاق عريض معيارية، بدلا من تقنية الاتصالات من الجيل الخامس (5G)، كانت واضحة وسلسة. كما أثنى على مرونة ودقة واستقرار الروبوت، مؤكدا أهمية هذه المزايا لإجراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة.
يمكن للعمليات الجراحية عن بعد أن تزيد من وصول الجراحين الأكفاء للمرضى دون الحاجة إلى السفر الدولي، كما يمكن لكبار الجراحين إرشاد زملائهم عن بعد خلال إجراء العمليات الجراحية المعقدة.
في هذا السياق، يعتقد خه تشاو وهو رئيس شركة ميكروبورت ميدبوت التي طورت الروبوت المستخدم في الجراحة، أن تكنولوجيا التحكم عن بعد ستجلب "تغييرات مذهلة للخدمات الطبية المستقبلية"، مضيفا أن هدف شركته هو جعل الجراحة عن بعد ممارسة روتينية.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الروبوتات الجراحية واحدة من أبرز ابتكارات الشركات الصينية الناشئة في مجال التكنولوجيا. وأشار تقرير بحثي حديث للصناعة إلى أن حجم سوق قطاع الروبوتات الجراحية في الصين من المتوقع أن يصل إلى 38.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يفوق المتوسط العالمي بشكل كبير.
ومن المتوقع أيضا أن يسهم انتشار شبكات 5G في الصين في تسريع وتوسيع إمكانات سوق الجراحة عن بعد، مما يجعلها أكثر قابلية للتطبيق والوصول في خدمات الرعاية الصحية.
وقال خه لوكالة أبناء شينخوا إن روبوت "توماي" تم استخدامه في أكثر من 250 عملية جراحية عن بعد باستخدام تكنولوجيا 5G، بمعدل نجاح 100 في المائة، ومسافة تراكمية لنقل البيانات تزيد عن 400 ألف كيلومتر.
وقد تجاوز عدد المحطات القاعدية لتكنولوجيا 5G في الصين 4 ملايين محطة حتى نهاية أغسطس الماضي، وفقا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات.
وقد حصل روبوت "توماي" على الترخيص من الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي، وتمت الموافقة على استخدامه في العديد من أنواع العمليات الجراحية مثل جراحة المسالك البولية والجراحة العامة وجراحة الصدر والمناظير النسائية.