مقالة خاصة: إعادة فتح بحيرة قارون بمصر يبعث الأمل في الصيادين بعد سنوات من الإغلاق
الفيوم، مصر 29 نوفمبر 2024 (شينخوا) بعد سنوات من الإغلاق بسبب التلوث والانهيار البيئي، أعيد فتح بحيرة قارون في محافظة الفيوم، جنوب غربي القاهرة، أمام صيد الأسماك أخيرا، مما أشعل شرارة الأمل والفرص الاقتصادية للمجتمعات المحلية المحيطة.
ومثل إعادة افتتاح البحيرة لعلي عمر، وهو صياد يقطن في إحدى قرى الفيوم، عودة إلى الوطن طال انتظارها، حيث ترك الشاب البالغ من العمر 26 عامًا وظيفته كعامل بناء في ليبيا من أجل العودة إلى شغفه بالصيد في البحيرة الذي مارسه منذ نعومة اظافره.
قبل نحو تسع سنوات، أدى التلوث الشديد والغزو المدمر لطفيليات الإيزوبودا إلى تدمير مخزون الأسماك في البحيرة، مما أجبر السلطات على اغلاقها، مما تسبب في إغراق المجتمعات المحيطة في صعوبات اقتصادية.
وإدراكًا للأهمية البيئية والاقتصادية للبحيرة، أطلقت الحكومة المصرية برنامجًا لإعادة التأهيل، حيث تعاون العلماء والمدافعون عن البيئة للقضاء على التلوث والقضاء على الطفيليات واستعادة النظام البيئي الدقيق للبحيرة التي تبلغ مساحتها 55,000 فدان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الحكومة أن البحيرة، التي كانت ذات يوم مصدرًا غنيًا للعديد من أنواع الأسماك، قد أعيد تأهيلها بالكامل وأصبحت جاهزة لاستقبال الصيادين، مما جلب أخبارًا سعيدة لعمر وأبناء بلدته.
وقال عمر وهو يرسو بقاربه الخشبي الصغير على شاطئ البحيرة "كنت أمارس صيد الأسماك في هذه المياه منذ أن كنت طفلاً"، مشيرًا إلى أن البحيرة المعاد تنشيطها تعد بفصل جديد للصيادين المحليين وتعزيز اقتصاد المنطقة.
وأضاف أن إغلاق البحيرة لفترة طويلة دفع بالقرى المحيطة إلى صعوبات اقتصادية لأكثر من ثماني سنوات، حيث واجه آلاف السكان الذين اعتمدوا في السابق على صيد الأسماك وبيعها شبح البطالة.
وقال أحمد عادل، وهو صياد آخر من الفيوم، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العديد من الصيادين المحليين تحولوا إلى الزراعة والبناء أو هاجروا إلى الدول المجاورة بحثًا عن عمل لكسب لقمة العيش، خلال اغلاق البحيرة.
وأشار إلى أن "هذا النزوح لم يعطل سبل العيش فحسب، بل أدى أيضًا إلى كسر تقليد راسخ في هوية المجتمع الذي لا يعتبر صيد الأسماك مهنة تتوارثها الأجيال".
وقال الشاب البالغ من العمر 25 عامًا إن إعادة فتح البحيرة للصيد يمكن أن يعيد الصيادين إلى قراهم، ويولد نموًا اقتصاديًا كبيرًا للفيوم، حيث يعد الصيد مصدرًا أساسيًا للدخل.
في حفل افتتاح موسم الصيد في بحيرة قارون في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، أشاد محافظ الفيوم أحمد الأنصاري بإحياء البحيرة واستعادة توازنها البيئي، مؤكدًا أن الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة من شأنها أن تدعم البحيرة كمصدر دخل للصيادين ومساهم في الأمن الغذائي لمصر.
وأضاف أنه يتم حاليًا مراقبة جودة المياه والحالة العامة للبحيرة عن كثب من خلال التقييمات الأسبوعية للمؤشرات الرئيسة.
ولزيادة عدد الأنواع السمكية في البحيرة، تم إطلاق 6 ملايين زريعة جمبري، مع خطط لرفع هذا العدد إلى 20 مليونًا في المستقبل القريب، بحسب الأنصاري.
وأضاف المحافظ أن الحكومة تخطط لإدخال مجموعة متنوعة من أنواع الأسماك والقشريات إلى البحيرة لتعزيز التنوع البيولوجي والإنتاجية فيها.